السلطات المصرية تسحب 17 مليون عبوة دواء فاسدة من الأسواق

أعلنت هيئة الدواء المصرية، في بيانات صدرت خلال شهر يونيو 2024، عن نتائج حملاتها الرقابية المكثفة التي أسفرت عن ضبط وسحب ما يقارب 17 مليون عبوة من الأدوية والمستحضرات المخالفة من الأسواق على مستوى الجمهورية. تأتي هذه الجهود كجزء من استراتيجية الهيئة لضبط سوق الدواء في مصر، وضمان حصول المواطنين على علاج آمن وفعال، ومكافحة الممارسات غير المشروعة التي تهدد الصحة العامة.

خلفية الحملات وأهدافها

تنفذ هيئة الدواء المصرية، بالتعاون مع الجهات المعنية مثل الإدارة العامة لمباحث التموين، حملات تفتيشية دورية ومفاجئة تستهدف المؤسسات الصيدلانية المختلفة، بما في ذلك الصيدليات العامة ومخازن الأدوية وشركات التوزيع. تهدف هذه الحملات بشكل أساسي إلى تطهير السوق من المنتجات التي تشكل خطراً على صحة المواطنين، وتعزيز الالتزام بالمعايير العالمية للتصنيع والتخزين والتداول السليم للدواء.

تفاصيل العمليات والنتائج

أوضحت الهيئة أن الحملات التي جرت خلال الأشهر الأولى من عام 2024 غطت جميع محافظات مصر، وركزت على تتبع الأدوية من المصدر وحتى وصولها للمريض. وأسفرت عمليات التفتيش عن ضبط كميات هائلة من المستحضرات غير المطابقة للمواصفات، وقد شملت المخالفات المضبوطة أنواعاً متعددة، أبرزها:

أدوية منتهية الصلاحية: وهي تشكل الخطر الأكبر، حيث تكون معروضة للبيع للمواطنين دون علمهم بمخاطرها.
أدوية مهربة وغير مسجلة: وهي مستحضرات تدخل البلاد بطرق غير شرعية ولا تخضع لرقابة الهيئة، مما يجعلها مجهولة المصدر والفعالية.
أدوية مغشوشة ومقلدة: وهي منتجات يتم تصنيعها في أماكن غير مرخصة لتقليد علامات تجارية معروفة، وقد تحتوي على مواد ضارة أو غير فعالة.
أدوية محفوظة في ظروف تخزين سيئة: مما يؤدي إلى تلفها وفقدانها لخصائصها العلاجية حتى وإن كانت ضمن فترة الصلاحية.

وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين، حيث تم تحرير محاضر بالوقائع، ومصادرة الكميات المضبوطة، وإحالة المتورطين إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وتوقيع العقوبات المنصوص عليها في القانون.

الأهمية والتأثير على الصحة العامة

يمثل سحب هذا العدد الكبير من العبوات الدوائية الفاسدة خطوة حاسمة لضمان سلامة المرضى وحماية أرواحهم. وتؤكد هذه الإجراءات على الدور المحوري الذي تلعبه هيئة الدواء المصرية كجهة رقابية لا تتهاون في تطبيق القانون على كل من تسول له نفسه الإتجار بصحة المصريين. كما تساهم هذه الحملات في زيادة وعي المواطنين بأهمية شراء الأدوية من الصيدليات المعتمدة فقط، وضرورة التحقق من تاريخ الصلاحية وسلامة العبوة قبل الاستخدام، وتشجعهم على الإبلاغ الفوري عن أي شكوك تتعلق بسلامة الدواء المتداول.