أخطر أسلحة حماس المطلوب تسليمها

تُعد قضية أسلحة حركة حماس، لا سيما تلك التي تعتبرها إسرائيل والمجتمع الدولي خطيرة، محوراً رئيسياً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتبرز المطالبات بتسليم هذه الأسلحة، أو نزع سلاح الحركة بشكل عام، كشرط متكرر لأي اتفاقات سلام أو ترتيبات أمنية مستقبلية، خاصةً في أعقاب التصعيد الأخير. يهدف هذا الملخص إلى استعراض أنواع الأسلحة الرئيسية التي بحوزة حماس، سياق المطالبات بنزع سلاحها، والتطورات الأخيرة المتعلقة بهذه القضية.

الخلفية وتطور القدرات العسكرية لحماس

تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987، وشكلت لاحقاً جناحها العسكري المعروف باسم كتائب عز الدين القسام. على مر السنين، طورت الكتائب قدراتها العسكرية بشكل مطرد، مدفوعةً بالصراع المستمر مع إسرائيل وحصار قطاع غزة. في البداية، اعتمدت الحركة على الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة بدائية الصنع، لكنها سرعان ما وسعت ترسانتها لتشمل صواريخ محلية الصنع وأنظمة أكثر تطوراً.

يعتبر الوجود العسكري لحماس وتطويرها للأسلحة ركيزة أساسية لاستراتيجيتها في مواجهة الاحتلال، بينما تراه إسرائيل والعديد من الجهات الدولية تهديداً مباشراً لأمنها الإقليمي واستقرار المنطقة. وقد أدى هذا التباين في وجهات النظر إلى تصعيد مستمر في النزاع.

أنواع الأسلحة الرئيسية المطلوبة

تشمل الأسلحة التي بحوزة حماس وتُصنف على أنها "خطيرة" وتطالب الأطراف الدولية بتسليمها، مجموعة واسعة من الأنظمة القتالية التي تم تطويرها أو تهريبها إلى القطاع. أبرز هذه الأسلحة هي:

الصواريخ: تطورت قدرة حماس الصاروخية بشكل كبير. فبدلاً من صواريخ القسام محلية الصنع قصيرة المدى، تمتلك الحركة الآن صواريخ بمدى أطول قادرة على الوصول إلى معظم المدن الإسرائيلية، مثل صواريخ M-75، R-160، وصواريخ عيّاش 250 التي يزعم أنها بمدى يصل إلى 250 كيلومتراً. تُشكل هذه الصواريخ تهديداً كبيراً للمناطق المدنية وتُستخدم لضرب العمق الإسرائيلي.
الأسلحة المضادة للدروع: تشمل هذه الفئة صواريخ مضادة للدروع متطورة، مثل صواريخ كورنيت الروسية الصنع التي يُعتقد أنها هُربت إلى غزة، بالإضافة إلى صواريخ الياسين 105 محلية الصنع، والتي أظهرت فعاليتها ضد المركبات المدرعة الإسرائيلية.
الطائرات المسيرة (الدرونز): طورت حماس قدراتها في مجال الطائرات المسيرة، بما في ذلك الطائرات الاستطلاعية والهجومية. من الأمثلة على ذلك طائرات الشهاب الانتحارية والزواري الاستطلاعية، والتي يمكن استخدامها لجمع المعلومات الاستخباراتية أو تنفيذ هجمات محدودة.
القدرات البحرية: تمتلك الحركة وحدات كوماندوز بحرية مدربة على عمليات التسلل البحري وتنفيذ هجمات من البحر، ما يضيف بعداً آخر لتهديداتها الأمنية.
شبكة الأنفاق: على الرغم من أنها ليست سلاحاً بالمعنى التقليدي، فإن شبكة الأنفاق الممتدة تحت قطاع غزة هي بنية تحتية عسكرية حيوية لحماس. تُستخدم هذه الأنفاق لتخزين الأسلحة، نقل المقاتلين، شن الهجمات المفاجئة، وتُعتبر تحدياً عسكرياً كبيراً لإسرائيل، ولذلك تُصنف ضمن الأصول العسكرية الرئيسية التي يطالب بتفكيكها.

مطالب نزع السلاح ومبرراتها

تُعد مطالب نزع سلاح حماس، وخصوصاً الأسلحة الهجومية والخطيرة، جوهرية في أي مقترح للتسوية السياسية أو التهدئة في المنطقة. تأتي هذه المطالب من عدة جهات:

إسرائيل: تعتبر إسرائيل أن نزع سلاح حماس وتفكيك قدراتها العسكرية شرط أساسي لأمنها القومي وإنهاء التهديدات الصاروخية والهجمات الأخرى.
المجتمع الدولي: تضغط العديد من الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا)، من أجل demilitarization of Gaza كجزء من حل الدولتين أو أي ترتيبات مستقبلية تهدف إلى الاستقرار.
بعض الدول العربية: في بعض الأحيان، تُطرح هذه المطالب أيضاً من قبل دول عربية تسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي أو تدعم مسار التسوية.

تستند هذه المطالب إلى مبدأ منع استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية، وضمان حماية المدنيين، وفتح الباب أمام حلول دبلوماسية للنزاع.

التطورات الأخيرة

في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة بهدف معلن هو "تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية". شملت هذه العمليات تدمير مواقع إطلاق الصواريخ، ومصانع تصنيع الأسلحة، والبنية التحتية للأنفاق. وقد أدت هذه التطورات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وزادت من تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن المستدام في المنطقة. تركز المناقشات الدولية الجارية على مستقبل غزة بشكل كبير على ضرورة منع حماس من إعادة بناء ترسانتها العسكرية.

الأهمية والتداعيات

تكمن أهمية هذه القضية في كونها مفتاحاً لأي حل مستقبلي للصراع. فمن جانب، تعتبر حماس أن امتلاك الأسلحة حق مشروع للمقاومة، ومن جانب آخر، ترى إسرائيل والمجتمع الدولي أن هذه الأسلحة تشكل عقبة أمام السلام وتهدد الأمن الإقليمي. إن كيفية معالجة هذه المسألة – سواء عبر التفاوض، الضغط الدولي، أو العمليات العسكرية – سيكون لها تأثير عميق على مستقبل قطاع غزة، استقرار الشرق الأوسط، وإمكانيات تحقيق حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يظل نزع سلاح الجماعات المسلحة نقطة خلاف رئيسية تعكس التحديات الجوهرية للسلام في المنطقة.