منصة "إكس" تطلق سوقًا لبيع أسماء المستخدمين الخاملة.. بعضها يُقدر بالملايين

في خطوة تهدف إلى تعزيز الإيرادات واستغلال الأصول الرقمية غير المستغلة، بدأت منصة "إكس" (X)، المعروفة سابقًا بتويتر، في طرح أسماء المستخدمين (handles) غير النشطة للبيع. هذه المبادرة، التي أُشير إليها في تقارير إعلامية مختلفة في أواخر عام 2023 واستمرت في أوائل عام 2024، تتيح للمشترين المهتمين الحصول على أسماء مستخدمين مرغوبة كانت مملوكة لحسابات خاملة منذ فترة طويلة. وقد أثارت هذه الخطوة نقاشًا واسعًا حول طبيعة الملكية الرقمية وقيمة هذه المعرّفات الفريدة في عالم الإنترنت.

خلفية: أهمية أسماء المستخدمين وتاريخها على تويتر/إكس

تُعد أسماء المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "إكس"، أكثر من مجرد معرّف؛ إنها جزء أساسي من الهوية الرقمية للأفراد والعلامات التجارية. فالحسابات ذات الأسماء القصيرة، الواضحة، أو التي تحمل كلمات شائعة، غالبًا ما تكون مرغوبة للغاية نظرًا لسهولة تذكرها والوصول إليها، مما يجعلها أصولًا رقمية قيمة. تاريخيًا، اتبعت تويتر سياسات مختلفة للتعامل مع الحسابات غير النشطة، تراوحت بين تجميدها وإتاحة أسماء المستخدمين الخاصة بها بعد فترة طويلة من الخمول. ومع ذلك، لم يسبق للمنصة أن قامت ببيع هذه الأسماء بشكل مباشر ومنظم.

بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر وإعادة تسميتها إلى "إكس"، أصبح التركيز على تحقيق الإيرادات وتنويع مصادر الدخل أولوية قصوى. تضمنت هذه الاستراتيجية إطلاق خدمات اشتراك مدفوعة مثل "إكس بريميوم" (X Premium) ومحاولة استغلال جميع الأصول المتاحة للمنصة. وفي هذا السياق، ظهرت فكرة تحويل أسماء المستخدمين الخاملة إلى مصدر دخل جديد.

التطورات الأخيرة: إطلاق برنامج بيع أسماء المستخدمين

أكدت تقارير تقنية موثوقة، مثل تلك الصادرة عن موقع "إنغادجيت" (Engadget)، أن "إكس" قد بدأت بالفعل في تنفيذ برنامج بيع أسماء المستخدمين غير النشطة. هذا البرنامج يستهدف في المقام الأول الحسابات ذات أسماء المستخدمين الفريدة، القصيرة، أو ذات القيمة التجارية المحتملة. يُعتقد أن "إكس" تقوم بتحديد هذه الأسماء بشكل داخلي ثم تتواصل مع الأطراف المهتمة، أو تعرضها عبر واجهة مخصصة للمشتركين في الخدمات المدفوعة أو الشركات.

الجمهور المستهدف: يشمل بشكل أساسي المشتركين في الباقات المدفوعة، الشركات التي تسعى لتأمين أسماء مطابقة لعلاماتها التجارية، والأفراد الذين يرغبون في الحصول على أسماء مستخدمين مميزة.
عملية البيع: لا تزال التفاصيل الكاملة لآلية البيع غير معلنة بشكل شامل، لكنها تتضمن عروضًا مباشرة أو مزادات خاصة لأسماء المستخدمين الأكثر قيمة.
المبررات: تبرر "إكس" هذه الخطوة بأنها تساعد في "تحرير" أسماء المستخدمين التي لا تُستخدم، مما يتيح للمستخدمين النشطين والعلامات التجارية فرصة للحصول على أسماء أفضل وأكثر ملاءمة.

آلية التسعير والقيمة السوقية

تُعد أسعار أسماء المستخدمين المعروضة للبيع متغيرة للغاية وتعتمد على عدة عوامل مثل طول الاسم، وشيوعه، ومدى كونه كلمة رئيسية أو اسمًا عامًا. وقد أشارت التقارير إلى أن بعض هذه الأسماء قد تُباع بمبالغ تتراوح بين بضعة آلاف من الدولارات وصولًا إلى ملايين الدولارات للحسابات التي تحمل أسماء فريدة ونادرة للغاية. على سبيل المثال، تُعتبر أسماء المستخدمين المكونة من حرف واحد أو كلمة واحدة شائعة ذات قيمة استثنائية في السوق الرقمي. هذه الأسعار تعكس القيمة المتزايدة للهوية الرقمية والفرصة التي توفرها المنصة للاستحواذ على أصول رقمية نادرة.

يُعتقد أن "إكس" تُدير هذه العملية من خلال فريق مبيعات مخصص، ويُشاع أن المفاوضات تتم بشكل خاص للحسابات الأكثر قيمة، مما يضمن تحقيق أقصى استفادة مالية للمنصة من هذه الأصول.

التداعيات وردود الفعل

أثارت هذه السياسة ردود فعل متباينة بين المستخدمين والخبراء:

للمنصة: تمثل هذه الخطوة مصدر دخل جديد ومهم لـ"إكس" في سعيها لتحقيق الربحية بعد التغييرات الكبيرة التي شهدتها.
للمستخدمين: بينما يرى البعض أنها فرصة للحصول على أسماء مستخدمين مرغوبة، يخشى آخرون من أن تؤدي هذه المبادرة إلى "خصخصة" الهوية الرقمية، حيث تصبح أفضل الأسماء متاحة فقط لمن يدفع أكثر، مما قد يخلق طبقة من النخبة الرقمية. كما تُطرح تساؤلات حول شفافية عملية تحديد الحسابات "غير النشطة" وتصنيفها للبيع.
للعلامات التجارية: تُعد فرصة ذهبية للشركات لتأمين أسماء مستخدمين تطابق علاماتها التجارية بدقة، مما يعزز حضورها الرقمي ويحميها من انتحال الهوية أو الاستغلال.

تُسلط هذه الخطوة الضوء على التحول في نموذج الأعمال للمنصات الرقمية، حيث لم تعد البيانات والمحتوى وحدهما مصادر للقيمة، بل امتدت لتشمل حتى المعرفات الفريدة التي كانت تُعتبر في السابق مجرد جزء من خدمة مجانية.