مهرجان الفيوم للبيئة والفنون يختتم دورته ويكشف عن جوائز الأفلام الطويلة

اختتم مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة فعاليات دورته الثانية بنجاح باهر **مساء أمس، الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023**، في حفل بهيج أُقيم بمحافظة الفيوم. وشهد الحفل الإعلان عن الفائزين بجوائز مسابقة الأفلام الطويلة، التي تُعد من أبرز أقسام المهرجان، وشملت أعمالًا سينمائية دولية ومحلية سلطت الضوء على قضايا بيئية وفنية ملحة.

تفاصيل حفل الختام والجوائز

تجمع في قاعة الاحتفالات الرئيسية عدد كبير من صناع الأفلام والنقاد والفنانين والجمهور، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية وممثلي المؤسسات الثقافية. بدأت فعاليات الختام بعروض فنية متنوعة، تلاها كلمة للجنة المنظمة للمهرجان أكدت فيها على رسالة المهرجان في دمج الفن بالوعي البيئي. وبعد ترقب، أعلنت لجنة التحكيم عن الأفلام الفائزة في مسابقة الأفلام الطويلة التي شهدت منافسة قوية بين 12 فيلمًا من مختلف أنحاء العالم.

حصد فيلم "واحة الأمل" للمخرج المصري **أحمد خالد** الجائزة الكبرى لأفضل فيلم طويل، وهو عمل روائي مؤثر يتناول قضايا التصحر وجهود المجتمعات المحلية في استعادة التوازن البيئي. فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى الفيلم المغربي "الصدى الأخير" للمخرجة **ليلى مراد**، الذي يمزج بين الوثائقي والروائي ليسلط الضوء على المعارف التقليدية في حفظ الموارد الطبيعية. كما فاز المخرج الإسباني **ماركوس فيرنانديز** بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه "شواطئ الذاكرة" الذي تناول التحديات التي تواجه السواحل بسبب التغيرات المناخية.

سياق المهرجان وأهدافه

يُعتبر مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة مبادرة فريدة تهدف إلى استخدام قوة السينما والفنون البصرية لرفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية الملحة وتشجيع الحوار حول التنمية المستدامة. تأسس المهرجان قبل عامين، وسرعان ما اكتسب سمعة دولية بفضل تركيزه النوعي على هذه الموضوعات الحيوية. ويُعد المهرجان منصة مهمة للمخرجين وصناع الأفلام من جميع أنحاء العالم لتقديم أعمالهم التي تعالج تحديات مثل تغير المناخ، ندرة المياه، التلوث، والتنوع البيولوجي، مع التركيز على الحلول المبتكرة والإلهام.

تُسهم الدورة الثانية من المهرجان في تعزيز مكانة الفيوم كمركز ثقافي وفني، وتُقدم فرصة للجمهور المصري والعربي للتعرف على أعمال سينمائية عالمية تعبر عن اهتمامات مشتركة في حماية الكوكب. كما يُساهم المهرجان في اكتشاف المواهب الشابة ودعمها، من خلال توفير ورش عمل وندوات متخصصة تُقام على هامش الفعاليات الرئيسية.

أهمية الحدث وتأثيره

تكتسب جوائز مسابقة الأفلام الطويلة أهمية خاصة لعدة أسباب. فهي لا تكرم فقط الإبداع الفني للمخرجين، بل تُبرز أيضًا الرسائل الجوهرية التي تحملها أفلامهم حول ضرورة العمل البيئي. يُقدم المهرجان حافزًا لصناع الأفلام لإنتاج المزيد من الأعمال التي تتناول هذه القضايا بشكل عميق ومبتكر، مما يُسهم في إثراء المحتوى السينمائي الموجه نحو التوعية. كما يُلهم المهرجان الجماهير، وخاصة الشباب، للتفكير في دورهم في حماية البيئة واتخاذ خطوات إيجابية نحو مستقبل أكثر استدامة. يُعزز المهرجان كذلك التبادل الثقافي بين الدول المشاركة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الفني والبيئي.

المشاركة الدولية ولجنة التحكيم

شهدت الدورة الثانية من المهرجان مشاركة واسعة من الأفلام من قارات مختلفة، ما عكس الطابع الدولي المتزايد للحدث. ضمت لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة نخبة من الخبراء السينمائيين والشخصيات البارزة في مجالات البيئة والفنون، مما أضفى على الجوائز مصداقية وحرفية عالية. وقد أكدت اللجنة على جودة وتنوع الأعمال المشاركة، مشيرة إلى التحدي الذي واجهته في اختيار الفائزين نظرًا للمستوى الرفيع للأفلام المعروضة.