جماهير كاميرونية تستقبل إيتو بوابل من الشتائم بعد فشل التأهل للمونديال

شهدت الكاميرون في الآونة الأخيرة ردود فعل غاضبة من الجماهير تجاه نجم كرة القدم السابق ورئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الحالي، صامويل إيتو. جاء هذا الاستياء العارم إثر إخفاق المنتخب الوطني، المعروف بلقب «الأسود غير المروضة»، في حجز مقعد مباشر لنهائيات كأس العالم 2026. وقد وثقت لقطات انتشرت على نطاق واسع لحظة تعرض إيتو لسيل من الشتائم والانتقادات اللاذعة من قبل مشجعين محبطين، ما يعكس حجم خيبة الأمل التي تعصف بالشارع الكروي في البلاد.

خلفية الأزمة وتوقعات الجماهير

تتمتع الكاميرون بتاريخ كروي غني وحافل بالإنجازات على الصعيدين القاري والدولي، حيث تعد من أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة في كأس العالم، وتوجت بلقب كأس الأمم الأفريقية عدة مرات. هذا الإرث يغذي توقعات عالية دائمًا من جماهيرها، التي تتوق لرؤية منتخبها ينافس بقوة على الساحة العالمية. وبعد تولي صامويل إيتو، أحد أبرز أساطير كرة القدم الأفريقية، رئاسة الاتحاد الكاميروني لكرة القدم (FECAFOOT) في ديسمبر 2021، علقت الجماهير آمالاً كبيرة على قدرته في قيادة الكرة الكاميرونية نحو عهد جديد من النجاحات، مستلهمين من مسيرته اللامعة كلاعب. ولقد جاءت وعوده خلال حملته الانتخابية برفع مستوى المنتخب وتطوير البنية التحتية لتزيد من هذه التطلعات.

مسار التصفيات والإخفاق الأخير

تضمنت حملة الكاميرون في تصفيات كأس العالم 2026 مسارًا مليئًا بالتحديات. وعلى الرغم من الأداء المتذبذب، كانت «الأسود غير المروضة» لا تزال تمتلك فرصة التأهل المباشر قبل الجولات الحاسمة. إلا أن النتائج الأخيرة، وخاصة تعادل أو هزيمة في مباراة مصيرية، أطاحت بآمال التأهل المباشر، ما دفع المنتخب نحو خوض الملحق أو الاعتماد على حسابات معقدة أخرى. هذا الإخفاق المباشر في الحصول على بطاقة التأهل، خاصة بعد أن كان في متناول اليد، شكل ضربة قاسية للجماهير التي تابعت التصفيات بشغف. وقد كان لهذه النتيجة تداعيات فورية على مزاج الشارع الكروي، ووجهت أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى قيادة الاتحاد الكاميروني والقرارات المتخذة خلال هذه الفترة.

ردود فعل الجماهير وتداعياتها

تجسدت خيبة الأمل الجماهيرية في الاستقبال الحافل بالانتقادات والشتائم الذي لقيه إيتو. تعتبر هذه الحادثة دليلاً واضحًا على عمق الإحباط الذي يعتري المشجعين، الذين يرون في هذا الفشل انعكاسًا لمشاكل أعمق في إدارة شؤون كرة القدم بالبلاد. وتتركز انتقاداتهم غالبًا حول عدة نقاط:

اختيارات المدربين: شهدت فترة رئاسة إيتو تغييرات متكررة في الجهاز الفني للمنتخب، ما أثار تساؤلات حول الاستقرار الفني.
الأداء المتذبذب: عدم تقديم المنتخب للأداء المأمول الذي يتناسب مع تاريخه والنجوم التي يمتلكها.
إدارة الاتحاد: اتهامات بسوء الإدارة أو عدم الوفاء بالوعود الانتخابية المتعلقة بتطوير كرة القدم.

هذا النوع من ردود الفعل ليس جديدًا في عالم كرة القدم، حيث غالبًا ما تحمل الجماهير رؤساء الاتحادات والنجوم السابقين مسؤولية إخفاقات المنتخبات، خاصة بعد الآمال الكبيرة التي تعقد عليهم. إن الضغط المتزايد على إيتو يأتي في وقت حرج، وقد يهدد استقراره في منصبه، كما يضع تحديات كبيرة أمام مستقبل الكرة الكاميرونية على المدى القريب والبعيد.

ماذا بعد؟ التحديات المستقبلية

يواجه الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، برئاسة صامويل إيتو، تحديات جسيمة بعد هذا الإخفاق. تشمل هذه التحديات:

استعادة ثقة الجماهير: وهي مهمة بالغة الصعوبة وتتطلب إجراءات حاسمة ونتائج إيجابية ملموسة.
إعادة تقييم شامل للمنتخب: بما في ذلك الجهاز الفني واللاعبين، ووضع خطة واضحة للتأهل للبطولات القادمة.
التعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية: قد تظهر أصوات تطالب بتغييرات جذرية في قيادة الاتحاد.
التركيز على كأس الأمم الأفريقية القادمة: والتي ستمثل فرصة للمنتخب لاستعادة بعض من هيبته ومصالحة الجماهير.

إن إخفاق منتخب بحجم الكاميرون في التأهل المباشر لكأس العالم ليس مجرد نتيجة رياضية، بل هو حدث له تداعيات اجتماعية ونفسية عميقة على أمة تعشق كرة القدم. ويبقى التساؤل حول كيفية تعامل إيتو وإدارته مع هذه الأزمة الحالية، وما إذا كان سيتمكن من قلب الصفحة وتحقيق النجاحات المأمولة في الفترة القادمة.