خلافات علنية بين مصطفى بكري وعلاء مبارك.. وتغريدات الأخير تثير الجدل حول ابن سلمان

شهدت الساحة المصرية في الأيام الأخيرة تصاعدًا في حدة الخلافات الكلامية والاتهامات المتبادلة بين النائب البرلماني والإعلامي البارز مصطفى بكري، وعلاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. وقد اتخذ هذا الجدل منحى جديدًا ومثيرًا للجدل إثر تغريدات لعلاء مبارك أشاد فيها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مما أثار ردود فعل واسعة وأعاد تسليط الضوء على التوترات المستمرة بين الشخصيتين.

خلفية الخلافات المستمرة

لطالما كانت العلاقة بين مصطفى بكري وعلاء مبارك متوترة، وتاريخهما مليء بالمواجهات اللفظية العلنية، لا سيما بعد ثورة 25 يناير 2011 والإطاحة بنظام حسني مبارك. يُعرف بكري بمواقفه الإعلامية والسياسية الصارمة، ودفاعه المستمر عن النظام الحالي، وغالبًا ما يكون من أبرز منتقدي الحقبة التي سبقت الثورة وأشخاصها. في المقابل، يُعد علاء مبارك ناشطًا بارزًا على منصة X (تويتر سابقًا)، حيث يدافع باستمرار عن إرث والده وعهد حكمه، ويرد على منتقديه، كما يعلق على الأحداث الجارية في مصر والمنطقة. هذه الخلفية ترسخ لدينامية صراع الأجيال وتباين الرؤى حول تاريخ مصر الحديث وحاضرها.

التطورات الأخيرة: تغريدات علاء وإشادة بابن سلمان

تجددت الشرارة مؤخرًا عندما نشر علاء مبارك عدة تغريدات على حسابه الرسمي، تضمنت إشادة واضحة بالمشاريع التنموية والخطوات الاقتصادية التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقد أثارت هذه التغريدات جدلاً واسعًا، حيث اعتبرها البعض محاولة من علاء مبارك لإبراز رؤى معينة أو للتعبير عن موقف إيجابي تجاه قيادة إقليمية بارزة. لم تتأخر ردود الفعل، حيث كان مصطفى بكري من أوائل المعلقين على هذه الإشادة، فشن هجومًا لاذعًا على علاء مبارك، مشككًا في دوافعه ومذكرًا بالعديد من الانتقادات الموجهة لعهد مبارك الأب، ومطالبًا علاء بالصمت وعدم التدخل في الشؤون التي لا تعنيه أو بتلك التي تثير الحساسية.

تضمنت الردود المتبادلة اتهامات شخصية، حيث اتهم بكري علاء بمحاولة تبييض صورته أو استغلال الظرف الراهن، بينما رد علاء على بكري بتلميحات ساخرة حول مواقفه المتغيرة وتوجهاته السياسية، واصفًا إياه بالانتهازي أو الباحث عن الشهرة على حساب الآخرين. وقد تصاعدت حدة هذه التصريحات لتصل إلى مستوى من السجال الشخصي الذي جذب انتباه العديد من المتابعين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي.

السياق والأهمية

لا يقتصر هذا الجدل على كونه مجرد شجار كلامي بين شخصيتين عامتين، بل يعكس أبعادًا سياسية واجتماعية أعمق في المشهد المصري. فهو يسلط الضوء على:

الصراع المستمر على السرد التاريخي: بين مؤيدي النظام السابق ومنتقديه، وكيف تتداخل هذه السرديات مع القضايا الراهنة.
دور وسائل التواصل الاجتماعي: كساحة رئيسية للمواجهات السياسية العلنية، حيث يمكن للشخصيات العامة التفاعل مباشرة مع بعضها البعض ومع الجمهور.
حساسية القضايا الإقليمية: إشادة علاء مبارك بشخصية إقليمية بحجم ولي العهد السعودي، في ظل حساسية العلاقات الإقليمية والداخلية، تُظهر كيف يمكن لمثل هذه التصريحات أن تُستغل أو تُفسر سياسيًا بطرق مختلفة.
انعكاسات على الطبقة السياسية والإعلامية: يُظهر الجدل الانقسامات داخل النخبة المصرية وكيفية تعاملها مع الإرث السياسي ومستقبل البلاد.

ردود الفعل والتداعيات

تباينت ردود الفعل على هذا السجال على نطاق واسع. ففي حين أيد قطاع من الجمهور مواقف مصطفى بكري، معتبرين أن علاء مبارك لا يملك الحق في التعليق على قضايا وطنية أو إقليمية بعد انتهاء حكم والده، دعم آخرون علاء مبارك، واصفين بكري بالمحرض على الفتنة ومذكرين بتاريخه المثير للجدل. تناقلت العديد من المواقع الإخبارية والصحف المصرية تفاصيل هذا السجال، مع تحليل بعض المعلقين لتداعياته على المشهد السياسي والإعلامي في البلاد.

لم تتضح بعد التداعيات طويلة المدى لهذا الجدل، لكنه يؤكد مجددًا على أن ملفات الماضي السياسي المصري لا تزال مفتوحة، وأن الشخصيات المرتبطة بها لا تزال تلعب دورًا في تشكيل النقاش العام، وإن كان ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويُتوقع أن يستمر هذا النوع من التفاعلات الساخنة طالما بقيت القضايا الأساسية التي تثيرها دون تسوية شاملة.