رئيس جامعة بنها الجيزاوي يفتتح أسبوع ريادة الأعمال ويشدد على مساهمة الجامعات في الاقتصاد الوطني

في يوم الأحد الموافق 20 أكتوبر 2024، افتتح الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، فعاليات “أسبوع ريادة الأعمال” بالجامعة. وقد أكد الدكتور الجيزاوي خلال الافتتاح على الدور المحوري الذي تضطلع به الجامعات في دفع عجلة النمو الاقتصادي الوطني ودعم جهود التنمية الشاملة.

خلفية وأهمية ريادة الأعمال

تشهد مصر خلال السنوات الأخيرة تركيزًا متزايدًا على تنمية بيئة ريادة الأعمال كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. يهدف هذا التوجه الوطني إلى تمكين الشباب، وتحفيز الابتكار، وتنويع مصادر الدخل القومي بعيدًا عن القطاعات التقليدية. لم تعد الجامعات مجرد مؤسسات تعليمية تقتصر على نقل المعرفة النظرية، بل أصبحت تُنظر إليها كمراكز حيوية لتطوير المهارات العملية، وتسويق البحوث، واحتضان الشركات الناشئة. يأتي تنظيم جامعة بنها لأسبوع ريادة الأعمال متماشيًا مع هذه الرؤية الاستراتيجية، سعيًا لسد الفجوة بين المخرجات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل الفعلية.

تفاصيل فعاليات الأسبوع

يمتد “أسبوع ريادة الأعمال” بجامعة بنها على مدار خمسة أيام متتالية، ويقدم برنامجًا شاملاً يهدف إلى إلهام الطلاب وتزويدهم بالكفاءات الريادية اللازمة. يتضمن جدول الأعمال سلسلة من ورش العمل المكثفة التي تغطي جوانب حاسمة في إنشاء الأعمال التجارية، مثل توليد الأفكار، دراسات الجدوى، تطوير نماذج الأعمال، استراتيجيات التسويق الرقمي، وتأمين التمويل الأولي. يشارك في الفعاليات نخبة من رواد الأعمال المتميزين، وخبراء الصناعة، والمستثمرين في جلسات نقاش تفاعلية، حيث يشاركون خبراتهم ويقدمون رؤى قيمة. كما يتضمن الأسبوع جلسات مخصصة لعرض أفكار الشركات الناشئة، حيث تقدم فرق الطلاب مشاريعهم المبتكرة للجنة تحكيم ومستثمرين محتملين، سعيًا للحصول على الدعم والإرشاد. بالإضافة إلى ذلك، يضم الأسبوع معرضًا للمشاريع الطلابية والنماذج الأولية، مما يوفر منصة للتواصل والتعاون مع مجتمع الأعمال المحلي.

رؤية رئيس الجامعة لدور المؤسسات الأكاديمية

في كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور الجيزاوي على أن الجامعات ليست مجرد مؤسسات لنقل المعرفة فحسب، بل هي حاضنات حيوية للإبداع والابتكار. وأكد أن مؤسسات التعليم العالي تتحمل مسؤولية كبيرة في إعداد خريجين ليسوا مجرد باحثين عن عمل، بل هم صناع فرص عمل، يتمتعون بالمرونة وبعد النظر لإطلاق مشاريع ناجحة. وسلط الضوء على أهمية دمج الفكر الريادي في المناهج الدراسية بمختلف التخصصات، لضمان تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير التكيفي لدى الطلاب. كما أكد الدكتور الجيزاوي على ضرورة تعزيز الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والهيئات الحكومية لخلق بيئة داعمة للشركات الناشئة وترجمة البحوث الأكاديمية إلى فرص اقتصادية ملموسة.

الأثر المتوقع والأهمية

يحمل “أسبوع ريادة الأعمال” بجامعة بنها تداعيات كبيرة لمجتمع الجامعة والاقتصاد الوطني الأوسع. فمن خلال تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، تهدف المبادرة إلى:

تحفيز خلق فرص العمل: تشجيع الطلاب على تأسيس أعمالهم الخاصة، وبالتالي توفير فرص عمل لهم وللآخرين.
تعزيز الابتكار: العمل كمحفز للأفكار الجديدة والتطورات التكنولوجية التي يمكن أن تعالج التحديات المجتمعية وتدفع القدرة التنافسية الاقتصادية.
تمكين الشباب: تزويد الشباب بالمهارات العملية والثقة والشبكات اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للحياة.
تقوية الروابط بين الأوساط الأكاديمية والصناعة: تسهيل التفاعل والتعاون المباشر بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وقادة الصناعة، مما يضمن أن تكون مخرجات التعليم ذات صلة بمتطلبات السوق.
تنويع الناتج الاقتصادي: المساهمة في نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تعد حاسمة لاقتصاد وطني مرن ومتنوع.

من المتوقع أن يلهم هذا الحدث جيلاً جديدًا من رواد الأعمال، مما يضع جامعة بنها كمؤسسة رائدة ملتزمة بالتعليم التطبيقي والتأثير على أرض الواقع.

نظرة مستقبلية

تخطط الجامعة لجعل “أسبوع ريادة الأعمال” حدثًا سنويًا، مع التوسع المستمر في نطاقه ومدى تأثيره. هناك تطلعات لإنشاء المزيد من مراكز وحاضنات ريادة الأعمال المتخصصة داخل الجامعة، لتوفير الدعم على مدار العام للشركات الناشئة الطلابية والأكاديمية. وتتمثل الرؤية طويلة المدى في ترسيخ دور جامعة بنها كمساهم ديناميكي في اقتصاد المعرفة المصري، والمشاركة بفاعلية في الأجندة الوطنية للابتكار والتنمية المستدامة.