طائرة الرئاسة الأمريكية VC-25: قلعة جوية بمركز قيادة مُحصن وقدرات طيران استثنائية

تُعد طائرة الرئاسة الأمريكية، من طراز بوينغ VC-25، أكثر من مجرد وسيلة نقل للرئيس الأمريكي؛ فهي تمثل رمزاً للقوة والنفوذ العالمي للولايات المتحدة، وتعمل كمركز قيادة متنقل قادر على إدارة شؤون الدولة من أي مكان في العالم. وتشتهر الطائرة بلقب "إير فورس ون" (Air Force One)، وهو رمز النداء الذي يُطلق على أي طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية تحمل على متنها رئيس الولايات المتحدة.

خلفية عن الطائرة الرئاسية

دخلت طائرتا VC-25A الحاليتان الخدمة في عهد الرئيس جورج بوش الأب، وهما نسختان معدلتان بشكل كبير من طائرات بوينغ 747-200B. تم تصميم الطائرة لتكون بمثابة "بيت أبيض طائر"، مما يضمن استمرارية عمل الحكومة حتى في أصعب الظروف، مثل حالات الطوارئ الوطنية أو الهجمات التي قد تستهدف المراكز الحكومية على الأرض. وتخضع الطائرة لعمليات صيانة وتحديث مستمرة لضمان جاهزيتها التشغيلية على مدار الساعة.

مواصفات وقدرات فريدة

تتميز طائرة VC-25 بمجموعة من القدرات التي تجعلها فريدة من نوعها، ومصممة خصيصاً لتلبية متطلبات الأمن القومي والرئاسة. تشمل أبرز هذه المواصفات ما يلي:

مركز قيادة وتحكم: تحتوي الطائرة على جناح اتصالات متطور ومؤمّن بالكامل، يتيح للرئيس إجراء اتصالات سرية وغير سرية عبر شبكات الأقمار الصناعية والشبكات الأرضية، مما يمكنه من التواصل مع القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين في أي وقت.
قدرات دفاعية متقدمة: الطائرة مجهزة بأنظمة دفاعية إلكترونية متطورة لمواجهة التهديدات المحتملة، بما في ذلك أنظمة التشويش على الرادارات وإطلاق الشعلات الحرارية والرقائق المعدنية لتضليل الصواريخ الموجهة. كما أن هيكلها مُحصن ضد النبضات الكهرومغناطيسية (EMP) التي قد تنتج عن انفجار نووي.
مدى طيران غير محدود عملياً: بفضل قدرتها على التزود بالوقود جواً، يمكن لطائرة VC-25 البقاء في الجو لفترات طويلة جداً، مما يمنحها مدى طيران شبه لا نهائي، لا يحده سوى حاجة الطاقم والركاب إلى الراحة والإمدادات.
مرافق داخلية شاملة: تمتد مساحة الطائرة الداخلية على ثلاثة طوابق، وتضم جناحاً رئاسياً خاصاً يحتوي على مكتب وغرفة نوم، بالإضافة إلى غرفة اجتماعات، ومركز طبي متكامل يمكن تحويله إلى غرفة عمليات جراحية عند الضرورة، فضلاً عن مساحات مخصصة للموظفين، والوفد الإعلامي، والضيوف.

مستقبل أسطول الرئاسة

نظراً لتقادم الطائرات الحالية، تعمل القوات الجوية الأمريكية على استبدالها بجيل جديد من الطائرات الرئاسية، يُعرف باسم VC-25B. هذه الطائرات الجديدة مبنية على منصة بوينغ 747-8 الأحدث، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في السنوات القادمة. يهدف برنامج التحديث إلى تزويد الأسطول الرئاسي بأحدث التقنيات في مجالات الاتصالات والدفاع والكفاءة التشغيلية، لضمان استمرار قدرته على خدمة الرؤساء الأمريكيين لعقود مقبلة.

يبقى أسطول طائرات VC-25 جزءاً محورياً من البنية التحتية للأمن القومي الأمريكي، حيث يجمع بين الفخامة الرئاسية والقدرات العسكرية المتقدمة، مما يجعله بالفعل قلعة جوية قادرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.