وزير البترول ونجيب ساويرس يبحثان تسريع وتيرة استثمارات التنقيب عن الذهب

في خطوة تعكس الاهتمام الحكومي بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتنمية الثروات المعدنية، عقد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، اجتماعاً مهماً خلال الأيام القليلة الماضية مع رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة "لامانشا القابضة للاستثمارات المالية". تمحور اللقاء حول متابعة وتقييم الموقف التنفيذي لاستثمارات شركات ساويرس في مجال البحث والتنقيب عن الذهب في مصر، وبحث سبل دفع وتيرة العمل في مناطق الامتياز التي حصلت عليها بالصحراء الشرقية.

خلفية وأهداف الاجتماع

يأتي هذا الاجتماع كمتابعة للنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها المزايدات العالمية التي طرحتها وزارة البترول والثروة المعدنية لجذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين. وكانت شركة "إيه كيه إتش جولد" (AKH Gold)، التابعة لاستثمارات ساويرس، من بين الشركات الفائزة بعدد من مناطق الامتياز الواعدة للتنقيب عن الذهب. ويهدف اللقاء إلى التأكد من سير الخطط الاستثمارية وفقاً للجداول الزمنية المحددة، وتذليل أي عقبات قد تواجه عمليات البحث والاستكشاف.

وقد استعرض الاجتماع خطط العمل الحالية والمستقبلية للشركة، مع التركيز على النقاط التالية:

مراجعة برامج العمل المقدمة من الشركة لتكثيف أنشطة البحث في مناطق امتيازها.
بحث إمكانية ضخ استثمارات إضافية لتسريع الانتقال من مرحلة الاستكشاف إلى التنمية والإنتاج.
التأكيد على التزام الحكومة المصرية بتقديم كافة أشكال الدعم للمستثمرين الجادين في قطاع التعدين.
مناقشة الآليات التي تضمن تحقيق أفضل استغلال للثروات الطبيعية بما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري.

أهمية استراتيجية لقطاع التعدين المصري

تولي الدولة المصرية أهمية كبرى لتطوير قطاع التعدين كأحد الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة، وذلك ضمن رؤية مصر 2030. ولطالما تمتعت مصر، خاصة منطقة الصحراء الشرقية، بإمكانيات تعدينية هائلة غير مستغلة بالكامل. وفي هذا السياق، أجرت الحكومة تعديلات تشريعية جوهرية على قانون الثروة المعدنية خلال السنوات الأخيرة، بهدف خلق مناخ استثماري أكثر جاذبية يتوافق مع المعايير العالمية، وهو ما نجح في استقطاب شركات كبرى ومستثمرين دوليين ومحليين بحجم نجيب ساويرس.

يعتبر نجاح استثمارات التنقيب عن الذهب عاملاً حيوياً للاقتصاد الوطني، حيث يساهم في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتنمية المجتمعات المحلية في المناطق النائية.

التأثير المحتمل والخطوات القادمة

أكد المهندس طارق الملا خلال اللقاء أن الوزارة تعمل على توفير بيئة عمل مستقرة وداعمة تشجع على توسيع الاستثمارات في البحث عن المعادن واستغلالها. من جانبه، أعرب نجيب ساويرس عن ثقته الكبيرة في مناخ الاستثمار في مصر ورغبته في تسريع وتيرة العمليات لتحقيق اكتشافات تجارية في أقرب وقت ممكن، مشيداً بالتعاون المثمر مع وزارة البترول والثروة المعدنية وهيئة الثروة المعدنية.

يمثل هذا التعاون بين الحكومة وأحد أكبر المستثمرين المصريين رسالة قوية للمجتمع الاستثماري الدولي حول جدية مصر في تطوير قطاعها التعديني. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تكثيفاً لأنشطة الحفر والتنقيب في مناطق الامتياز، مما يعزز الآمال في تحقيق اكتشافات ذهب جديدة تضاف إلى نجاحات منجم السكري، وتضع مصر مجدداً على خريطة منتجي الذهب العالميين البارزين.