سامية صولحو حسن تعزز قبضتها على السلطة بفوزها برئاسة الحزب الحاكم في تنزانيا

عززت الرئيسة التنزانية، سامية صولحو حسن، موقعها السياسي بشكل كبير بعد انتخابها رئيسة للحزب الحاكم في البلاد، حزب "تشاما تشا مابيندوزي" (CCM)، بأغلبية كاسحة. هذا التطور، الذي وقع في أواخر عام 2022، يعد خطوة حاسمة تؤكد سيطرتها على الحزب وتمهد الطريق أمامها لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2025 كمرشحة رسمية له.

تفاصيل الانتخابات الحزبية

خلال المؤتمر الوطني العاشر لحزب "تشاما تشا مابيندوزي"، تم انتخاب الرئيسة سامية صولحو حسن لرئاسة الحزب. وبصفتها المرشحة الوحيدة للمنصب، حصلت على تأييد شبه إجماعي من المندوبين الحاضرين، مما يعكس دعمًا قويًا من داخل هياكل الحزب لقيادتها. هذا النوع من الانتخابات الداخلية لا يتعلق بالرئاسة الوطنية المباشرة، بل يحدد قيادة الحزب الذي يهيمن على المشهد السياسي في تنزانيا منذ عقود، مما يجعل منصب رئيس الحزب ذا تأثير استراتيجي بالغ الأهمية.

خلفية سياسية وسياق الوصول للحكم

تولت سامية صولحو حسن رئاسة تنزانيا في مارس 2021، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد، وذلك بعد الوفاة المفاجئة للرئيس السابق جون ماغوفولي، الذي كانت تشغل منصب نائبته. منذ توليها السلطة، اتبعت الرئيسة حسن نهجًا مختلفًا عن سلفها، حيث اتخذت خطوات انفتاحية لافتة. من أبرز هذه الخطوات رفع الحظر الذي كان مفروضًا على وسائل الإعلام المعارضة والسماح بالتجمعات السياسية للأحزاب الأخرى، وهي إجراءات لاقت ترحيبًا دوليًا ومحليًا باعتبارها مؤشرًا على تحسين المناخ الديمقراطي في البلاد.

أهمية الفوز وتداعياته

يكتسب فوز الرئيسة حسن برئاسة الحزب الحاكم أهمية بالغة لعدة أسباب، منها:

ترسيخ السلطة: يؤكد هذا الانتخاب الساحق شرعيتها داخل الحزب الحاكم ويمنحها تفويضًا قويًا لتنفيذ أجندتها السياسية والاقتصادية.
تأمين الترشح لـ 2025: يضمن لها هذا المنصب بشكل تلقائي تقريبًا أن تكون مرشحة الحزب الأوحد في الانتخابات الرئاسية القادمة، مما يعزز فرصها في الفوز بفترة رئاسية كاملة عبر الاقتراع الشعبي.
رسالة وحدة: يبعث التصويت شبه الإجماعي رسالة بوحدة صف الحزب خلف قيادتها، وهو أمر ضروري لمواجهة التحديات الداخلية والمنافسة من قبل أحزاب المعارضة.

النظرة المستقبلية والانتخابات القادمة

مع تعزيز قبضتها على الحزب والدولة، تتجه الأنظار الآن نحو الانتخابات العامة لعام 2025. يُنظر إلى فوزها بقيادة الحزب على أنه الانطلاقة غير الرسمية لحملتها الانتخابية. ورغم شعبيتها المتزايدة وسياساتها الإصلاحية، لا تزال الرئيسة حسن تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك معالجة القضايا الاقتصادية، ومواصلة الحوار مع المعارضة، وضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ويعتبر نجاحها في قيادة الحزب الحاكم مؤشرًا قويًا على تصميمها على المضي قدمًا في ترسيخ إرثها السياسي في تنزانيا والمنطقة.