أنشيلوتي يوضح شرطه الوحيد لعودة نيمار إلى "السيليساو"

في تصريحات حديثة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الكروية العالمية، كشف المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، عن شرطه الأساسي والوحيد لعودة النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى صفوف "السيليساو". تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث يتطلع المنتخب البرازيلي لاستعادة بريقه وتحقيق الاستقرار الفني، بينما يواصل نيمار تعافيه من إصابة خطيرة أبعدته عن الملاعب.

خلفية الوضع وتحديات نيمار والمنتخب

يُعد نيمار أحد أبرز المواهب الكروية في جيله، وقد مثّل المنتخب البرازيلي لسنوات عديدة كقائده ونجمه الأول. مسيرته مع "السيليساو" شهدت أرقامًا قياسية وأهدافًا حاسمة، مما جعله الهداف التاريخي للمنتخب متجاوزًا أساطير مثل بيليه. ومع ذلك، لطالما تخللت مسيرته إصابات متكررة أثرت على تواجده المستمر ومستواه البدني، خاصة في الفترات الحاسمة من البطولات الكبرى.

في الآونة الأخيرة، تعرض نيمار لإصابة خطيرة بقطع في الرباط الصليبي والغضروف خلال مشاركته مع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم 2026 في أكتوبر 2023، مما أدى إلى خضوعه لعملية جراحية وابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة. هذه الإصابة جاءت بعد فترة قصيرة من انتقاله المثير للجدل إلى نادي الهلال السعودي، حيث لم يتمكن من المشاركة إلا في عدد قليل من المباريات قبل توقفه.

من جانبه، تسلم أنشيلوتي مهمة تدريب المنتخب البرازيلي في صيف 2024، ليصبح أول مدرب أجنبي يقود "السيليساو" منذ ما يقرب من ستين عامًا. جاء تعيينه في ظل فترة من عدم الاستقرار للمنتخب بعد رحيل تيتي، وتراجع في الأداء والنتائج. يواجه أنشيلوتي تحديًا كبيرًا لإعادة بناء الفريق وتجهيزه للمنافسات القادمة، أبرزها كوبا أمريكا 2024 وتصفيات كأس العالم.

شرط أنشيلوتي الوحيد: استعادة اللياقة الكاملة

خلال المؤتمر الصحفي الأخير، أكد أنشيلوتي بوضوح أن نيمار يظل جزءًا من خطط المنتخب البرازيلي المستقبلية، لكن هذا مرهون بتحقيق شرط واحد لا يقبل المساومة: استعادته الكاملة للياقته البدنية. وصرح أنشيلوتي: "نيمار لا يزال ضمن خططنا. لكن الشرط الوحيد هو أن يعود بكامل لياقته البدنية، وأن يكون قادرًا على اللعب بانتظام وبدون مشاكل".

هذا الشرط يعكس فلسفة أنشيلوتي المعروفة بالاعتماد على اللاعبين الجاهزين بدنيًا وفنيًا، والقادرين على تقديم أداء ثابت طوال الموسم. ويشير إلى أن المدرب الإيطالي لن يغامر باستدعاء نيمار قبل التأكد التام من جاهزيته البدنية والنفسية لخوض غمار المنافسات الدولية الشديدة.

تعافي نيمار من إصابة الرباط الصليبي يتطلب عادة فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، مما يعني أنه من غير المرجح أن يشارك في كوبا أمريكا 2024 التي ستقام في يونيو ويوليو المقبلين. وبالتالي، فإن تركيزه يجب أن ينصب على التأهيل الجيد والعودة التدريجية للملاعب مع ناديه، ثم إثبات قدرته على العطاء للمدرب الإيطالي.

أهمية القرار وتأثيره على "السيليساو"

تعد عودة نيمار بلياقته الكاملة أمرًا حيويًا للمنتخب البرازيلي لعدة أسباب:

الخبرة والقيادة: يمتلك نيمار خبرة دولية واسعة وقدرة على قيادة الفريق في اللحظات الصعبة، وهو ما يفتقده المنتخب حاليًا بوجود جيل شاب.
القدرة الفنية: لا يختلف اثنان على الموهبة الفذة لنيمار وقدرته على صناعة الفارق بمهاراته الفردية ورؤيته الثاقبة في الملعب.
الدعم الجماهيري: يمثل نيمار رمزًا جماهيريًا كبيرًا للكرة البرازيلية، وعودته ستعزز الروح المعنوية للفريق والجماهير على حد سواء.
تحدي أنشيلوتي: يُظهر هذا الشرط جدارة أنشيلوتي في التعامل مع نجوم الفريق ويؤكد على أن معايير الانضمام للمنتخب تقوم على الجاهزية التامة وليس فقط على الاسم.

هذه التصريحات تضع الكرة في ملعب نيمار، الذي يحتاج إلى التركيز بشكل كامل على عملية تأهيله واستعادة مستواه المعهود. سيكون التحدي الأكبر أمامه هو إثبات أنه لا يزال قادرًا على العطاء على أعلى المستويات، وأن إصاباته المتكررة لن تكون عائقًا أمام مساهمته مع منتخب بلاده.

بينما يتطلع عشاق كرة القدم البرازيلية إلى استعادة "السيليساو" لمجده، تبقى عودة نيمار معلقة بشرط كارلو أنشيلوتي الواضح: اللياقة البدنية الكاملة. هذا يمهد لمرحلة جديدة في مسيرة اللاعب والمنتخب، حيث يركز المدرب على الانضباط والجاهزية، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام أحد أبرز نجوم كرة القدم في العصر الحديث.