حمزة عبد الكريم: قناص القلعة الحمراء الجديد.. رحلة التألق من ماليزيا إلى المونديال

لقد استأثر عالم كرة القدم بالصعود السريع للنجم حمزة عبد الكريم، الموهبة الفذة التي توجت رحلتها من الدوريات الماليزية إلى المسرح العالمي لكأس العالم، بوصوله المرتقب كـ "القناص الجديد" لأحد أعرق الأندية الأفريقية، النادي الأهلي المصري، المعروف بمودة باسم "القلعة الحمراء". إن مساره الاستثنائي، الذي يتميز بقدرته الفريدة على هز الشباك، يؤكد على قصة من المثابرة والمهارة التي لا يمكن إنكارها، والتي وضعته الآن بقوة تحت الأضواء في عالم كرة القدم الدولية.

مسيرة اللاعب وبداياته

ولد حمزة عبد الكريم في القاهرة، مصر، عام 2003، وأظهر موهبة مبكرة في أكاديميات الشباب قبل أن يأخذه منعطف غير تقليدي في مسيرته إلى جنوب شرق آسيا. في عام 2020، وهو في السابعة عشرة من عمره، انتقل إلى ماليزيا، مبدئيًا لمتابعة الدراسة الأكاديمية، لكنه سرعان ما وجد نفسه منغمسًا في المشهد الكروي المحلي النابض بالحياة. انضم إلى نادي سيلانجور إف سي، أحد أبرز الأندية الماليزية، حيث سرعان ما برزت براعته الهجومية. على مدار ثلاثة مواسم، من 2021 إلى 2023، تطور عبد الكريم ليصبح مهاجمًا قويًا، حيث كان دائمًا ضمن أفضل الهدافين في الدوري الماليزي الممتاز. لفتت لمسته النهائية الحاسمة وذكائه التكتيكي وقدرته على الأداء تحت الضغط أنظار الكشافين من مختلف القارات، على الرغم من المستوى الأقل نسبيًا للدوري على الساحة العالمية. وقد مهدت هذه الفترة الطريق لنجاحاته المستقبلية، وصقلت مهاراته بعيدًا عن التدقيق الإعلامي المكثف المرتبط غالبًا بالدول الكروية الأكثر شهرة.

الانتقال إلى القلعة الحمراء

بعد فترة تألقه في ماليزيا، جاءت نقطة تحول كبيرة في مسيرة عبد الكريم في أوائل عام 2024 عندما نجح عملاق الكرة المصرية، النادي الأهلي، في ضم اللاعب. قوبلت هذه الخطوة بحماس كبير بين جماهير النادي العريضة، المتعطشة لرؤية "قناصهم" الجديد في العمل. سرعان ما تكيف حمزة عبد الكريم مع البيئة المتطلبة لكرة القدم المصرية والأفريقية، وبرهن سريعًا على قيمة انتقاله الباهظة. طوال موسم 2024-2025، أصبح جزءًا لا غنى عنه في خط هجوم الأهلي، ولعب دورًا محوريًا في حملتهم الناجحة. لقد أظهر تنوعًا في مهاراته بتسجيل أهداف حاسمة في الدوري المصري الممتاز، وكأس مصر، والأهم من ذلك، في دوري أبطال أفريقيا، حيث ساعدت عروضه في دفع الفريق عميقًا في المنافسة، مؤكدًا هيمنة الأهلي في القارة. أكسبته هدوء أعصابه وضرباته الحاسمة لقب "القناص" بين جماهير القلعة الحمراء.

التألق المونديالي وتأثيره

وصلت ذروة رحلة حمزة عبد الكريم في صيف عام 2026، عندما حصل على استدعاء مستحق لتمثيل المنتخب المصري في كأس العالم لكرة القدم. على عكس كل التوقعات، وعلى الرغم من المنافسة الشرسة، اغتنم عبد الكريم الفرصة للتألق على أكبر مسارح كرة القدم. وشملت عروضه المتميزة تسجيل ثلاثة أهداف حاسمة خلال مرحلة المجموعات، ولا سيما هدف التعادل المتأخر ضد قوة أوروبية وهدف الفوز بضربة رأس في مباراة حاسمة ساعدت مصر على تأمين تأهل تاريخي إلى مراحل خروج المغلوب. حصدت رشاقته، وتسديداته القوية، وقدرته على تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف إشادة دولية واسعة، حيث أشاد به النقاد والمشجعون على حد سواء كواحد من النجوم الصاعدة في البطولة. لم يرسخ هذا الظهور في كأس العالم مكانته كبطل قومي فحسب، بل زاد أيضًا بشكل كبير من قيمته السوقية وجذب اهتمامًا جادًا من أندية أوروبية كبرى، مما يسلط الضوء على التأثير العالمي العميق لـ "بدايته الماليزية".

الآفاق المستقبلية

اعتبارًا من أواخر عام 2026، يقف حمزة عبد الكريم عند مفترق طرق حاسم في مسيرته المهنية المزدهرة. لقد رسخت بطولاته الأخيرة في كأس العالم مكانته كواحد من أكثر المواهب الهجومية إثارة في كرة القدم الأفريقية. وبينما يلتزم حاليًا بالأهلي، حيث لا يزال شخصية محورية، فإن التكهنات حول انتقال محتمل إلى دوري أوروبي كبير كثيرة. وبحسب ما ورد، تراقب الأندية من إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وضعه عن كثب. بالنسبة للمنتخب المصري، يمثل عبد الكريم منارة أمل للبطولات الدولية المستقبلية، مع توقعات عالية له لقيادة خط هجومهم لسنوات قادمة. إن رحلته من نقطة انطلاق غير متوقعة في ماليزيا إلى نجم محتفى به في "القلعة الحمراء" وظاهرة عالمية في كأس العالم هي شهادة ملهمة على الموهبة والتفاني والطبيعة المترابطة لكرة القدم الحديثة. لم تكتمل قصة حمزة عبد الكريم بعد، وتعد بالمزيد من فصول التألق المحتمل على الساحة العالمية.