بعد خروجه من الكأس على يد دورتموند، آينتراخت فرانكفورت يدعو لتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في الأدوار المبكرة

في تطور يعكس حالة الإحباط المتزايدة بين الأندية الألمانية، دعا نادي آينتراخت فرانكفورت بشكل صريح إلى تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في المراحل الأولى من مسابقة كأس ألمانيا (DFB-Pokal). جاء هذا الطلب عقب خروج الفريق المثير للجدل من البطولة على يد غريمه بوروسيا دورتموند، وهي المباراة التي شهدت قرارات تحكيمية أثارت جدلاً واسعاً وشعوراً بالظلم لدى النادي وجماهيره.

الخلفية والتفاصيل

تعد مسابقة كأس ألمانيا من البطولات العريقة التي تشهد مواجهات مثيرة بين أندية من مختلف الدرجات، وغالباً ما تكون الأدوار المبكرة مسرحاً لمفاجآت كبرى. ولكن هذه المفاجآت قد تكون محفوفة بأخطاء تحكيمية قد تؤثر بشكل مباشر على مصير الأندية. في المواجهة الأخيرة التي جمعت آينتراخت فرانكفورت وبوروسيا دورتموند، شهدت المباراة عدة لقطات حاسمة، أبرزها قرار إلغاء هدف لفرانكفورت أو عدم احتساب ركلة جزاء محتملة، وهي قرارات رأى النادي أنها كانت خاطئة ومؤثرة، ولو توفرت تقنية الـVAR لكان من الممكن مراجعتها وتصحيحها.

يُطبق نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) حالياً في كأس ألمانيا بدءاً من مرحلة ربع النهائي فصاعداً، بينما تُلعب الأدوار الأولى دون الاستعانة بهذه التقنية. ويرجع هذا القرار عادةً إلى اعتبارات لوجستية ومالية، حيث تُقام المباريات الأولى في ملاعب أندية الدرجات الدنيا التي قد لا تكون مجهزة بالبنية التحتية اللازمة لتشغيل التقنية، بالإضافة إلى التكلفة العالية لتوفير الطواقم الفنية والتحكيمية الإضافية لعدد كبير من المباريات المتزامنة.

يدفع فرانكفورت، وراء دعوته، بحجة المساواة والعدالة التنافسية. إذ يرى النادي أن غياب الـVAR في الأدوار الأولى يضع الأندية في موقف غير عادل، خاصة عندما تكون نتيجة المباراة مرهونة بقرار تحكيمي واحد. تؤكد إدارة النادي أن الهدف من هذه الدعوة هو حماية مصداقية البطولة وضمان تكافؤ الفرص لجميع الأندية، بغض النظر عن درجتها أو حجمها، وتجنب خروج الفرق مبكراً بسبب أخطاء بشرية يمكن تلافيها بالتقنية.

دعوات سابقة وتحديات التنفيذ

ليست هذه المرة الأولى التي تُثار فيها قضية تطبيق الـVAR في الأدوار المبكرة من الكأس. فمنذ إدخال التقنية في كرة القدم الألمانية، كانت هناك دعوات متكررة لتوسيع نطاق تطبيقها لتشمل جميع مراحل المسابقات. ومع ذلك، يواجه الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) تحديات كبيرة في تحقيق ذلك. تشمل هذه التحديات، كما ذكرنا، التكاليف الباهظة لتجهيز عشرات الملاعب بأنظمة الـVAR المتطورة وتدريب وتوفير عدد كافٍ من حكام الفيديو المساعدين.

كما أن هناك اختلافات في الرأي بين الأندية نفسها. ففي حين تؤيد بعض الأندية الكبيرة، التي غالباً ما تملك ملاعب مجهزة، توسيع نطاق الـVAR لضمان العدالة، قد تكون الأندية الأصغر حجماً أكثر تحفظاً بسبب المخاوف من الأعباء المالية المحتملة التي قد تترتب على تطبيق التقنية أو تفضيلها للحفاظ على "روح الكأس" التقليدية، حيث يمكن أن تحدث المفاجآت دون تدخل تقني معقد.

الأهمية والتأثير المتوقع

تكتسب هذه الدعوة من فرانكفورت أهمية خاصة نظراً لكونها تأتي من نادٍ كبير ومرموق في كرة القدم الألمانية، مما قد يضع ضغطاً متزايداً على الاتحاد الألماني لمراجعة سياسته الحالية. إذا ما تم الاستجابة لهذه المطالب، فإن التأثير المحتمل سيكون كبيراً: تعزيز نزاهة المنافسة، تقليل الأخطاء التحكيمية المؤثرة، وبالتالي زيادة الثقة في النتائج. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في ديناميكية البطولة، حيث قد تقل فرص "المفاجآت" التي تعتمد على أخطاء تحكيمية، وتزداد الفرص للأندية الأكثر استحقاقاً للتقدم.

في الأيام الأخيرة، شهدت الأوساط الكروية الألمانية نقاشات مكثفة حول هذه القضية، مما يؤكد أن مطالب آينتراخت فرانكفورت قد فتحت مجدداً باب الجدل حول مستقبل تقنية حكم الفيديو المساعد في المسابقات المحلية، والتوازن بين متطلبات العدالة التكنولوجية والواقع العملي للبطولات الممتدة على نطاق واسع.