تصفيات أفريقيا لمونديال 2026: الجولة الختامية تحسم الملحق وتكشف تعقيدات الحسابات

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الأفريقية نحو الجولة الختامية من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ومع اقتراب الحسم، يشتد الصراع، لا سيما في سباق تحديد المنتخبات الأربعة التي ستشارك في الملحق القاري، والذي بدوره سيفرز ممثل القارة في الملحق العالمي. تُشير التوقعات إلى أن هذه الجولة ستكون حافلة بالإثارة والتعقيدات الحسابية، حيث لا تزال العديد من البطاقات معلقة، مما يعكس أهمية كل نقطة وكل هدف في هذه المرحلة الحاسمة.

خلفية: نظام التأهل الجديد والتوسعة التاريخية

يُعد مونديال 2026 علامة فارقة في تاريخ البطولة، حيث سيشهد لأول مرة مشاركة 48 منتخبًا بدلاً من 32. هذا التوسع منح القارة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي لكرة القدم – CAF) فرصة تاريخية بزيادة عدد مقاعدها المخصصة للتأهل المباشر إلى تسعة مقاعد، بالإضافة إلى مقعد إضافي يُحسم عبر الملحق القاري ثم العالمي. هذا النظام الجديد أضفى بعدًا إضافيًا من التنافسية والإثارة على التصفيات، وفتح الأبواب أمام منتخبات لطالما حلمت بالمشاركة في العرس الكروي العالمي.

آلية التصفيات الأفريقية والطريق إلى الملحق

انطلقت التصفيات الأفريقية بمشاركة 54 منتخبًا، جرى تقسيمها على تسع مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات. يتأهل بطل كل مجموعة من المجموعات التسع مباشرة إلى كأس العالم 2026. أما المقعد العاشر، وهو محور «الحسابات المعقدة»، فيُحسم بطريقة مختلفة: يتنافس عليه أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات التسع. هذه المنتخبات الأربعة ستلتقي في دورة مصغرة أو مباريات إقصائية لتحديد منتخب واحد يمثل أفريقيا في الملحق العالمي، الذي سيشارك فيه منتخبات من قارات أخرى لتحديد آخر المقاعد المؤهلة للمونديال.

تعقيدات الحسابات وتأثير الجولة الأخيرة

تكمن الصعوبة في تحديد أفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثاني. فعلى عكس تحديد أبطال المجموعات الذي يعتمد بشكل أساسي على النقاط، فإن مقارنة المنتخبات في المركز الثاني تتطلب غالبًا تطبيق معايير إضافية مثل: النقاط، ثم فارق الأهداف، ثم الأهداف المسجلة، وقد تمتد لتشمل نتائج محددة أو حتى معايير أخرى يحددها الاتحاد الأفريقي. في كثير من الأحيان، تؤثر نتائج الجولات الأخيرة بشكل كبير على هذه المقارنات، حيث يمكن لانتصار كبير أو هزيمة مفاجئة أن تقلب الموازين وتغير ترتيب المنتخبات الطامحة للملحق.

مع اقتراب الجولة الختامية، تواجه بعض المنتخبات سيناريوهات معقدة حيث لا يكفي الفوز وحده، بل يتطلب الأمر انتظار نتائج مباريات أخرى في مجموعات مختلفة. هذا الوضع يرفع من حدة التوتر ويجعل كل صافرة حكم في الملاعب الأفريقية ذات أهمية بالغة. المنتخبات التي قد تبدو بعيدة عن المنافسة المباشرة على صدارة مجموعتها، تجد نفسها في صلب منافسة شرسة على بطاقة الملحق، مما يدفعها لتقديم أقصى ما لديها حتى اللحظات الأخيرة.

أهمية الحدث وتوقعات الجماهير

تُعد هذه الجولة الختامية محطة حاسمة لمستقبل الكرة الأفريقية على الساحة العالمية. فالوصول إلى كأس العالم يمثل تتويجًا لسنوات من العمل الشاق والاستثمار في كرة القدم الوطنية، كما أنه يعزز الحضور الأفريقي في أكبر محفل رياضي. الجماهير الأفريقية، المعروفة بشغفها الكبير، تترقب هذه المباريات بفارغ الصبر، على أمل رؤية منتخباتها المفضلة تتأهل أو تقترب من التأهل. التنافس الشديد والغموض الذي يكتنف بعض البطاقات يضمن أن تكون الجولة الأخيرة من تصفيات أفريقيا لمونديال 2026 واحدة من أكثر الجولات إثارة وتشويقًا في تاريخ التصفيات القارية.