الترجي التونسي يتعثر بالتعادل لكنه يضمن التأهل إلى مجموعات دوري أبطال أفريقيا على حساب الملعب المالي

نجح فريق الترجي الرياضي التونسي في حجز مقعده في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أفريقيا لموسم 2023-2024، وذلك رغم اكتفائه بنتيجة التعادل السلبي (0-0) أمام ضيفه الملعب المالي. أقيمت مباراة الإياب من الدور التمهيدي الثاني يوم 30 سبتمبر 2023 على أرضية الملعب الأولمبي حمادي العقربي برادس، وشهدت أداءً باهتًا من الفريق التونسي الذي فشل في هز شباك منافسه، لكنه استفاد من فوزه ذهابًا بهدف نظيف ليعبر إلى الدور التالي بمجموع المباراتين (1-0).

تفاصيل المباراة وسيطرة غير مثمرة

دخل الترجي الرياضي المباراة وهو المرشح الأبرز لتحقيق فوز مريح على أرضه وأمام جماهيره، خاصة بعد عودته بالانتصار الثمين من العاصمة المالية باماكو في مباراة الذهاب. منذ الدقائق الأولى، فرض الفريق التونسي سيطرة شبه مطلقة على مجريات اللعب واستحوذ على الكرة بنسبة كبيرة، محاولًا بناء الهجمات من الخلف والضغط على دفاعات الفريق المالي. إلا أن هذه السيطرة كانت سلبية في معظم أوقات المباراة، حيث عانى الفريق من بطء في التحضير وغياب للحلول الإبداعية في الثلث الأخير من الملعب.

اعتمد فريق الملعب المالي على استراتيجية دفاعية محكمة، حيث تكتل لاعبوه في مناطقهم الخلفية وأغلقوا جميع المنافذ المؤدية إلى مرماهم. نجح الفريق الزائر في الحد من خطورة مهاجمي الترجي، معتمدًا على التنظيم الجيد والانضباط التكتيكي. وعلى الرغم من الفرص القليلة التي سنحت للترجي، خاصة عن طريق اللاعبين أسامة بوقرة والمهاجم البرازيلي رودريغو رودريغيز، إلا أن اللمسة الأخيرة غابت عنهم، فضلًا عن تألق حارس مرمى الفريق المالي الذي تصدى لبعض المحاولات الخطيرة. استمر هذا السيناريو طوال شوطي المباراة، حيث زاد الترجي من ضغطه في الدقائق الأخيرة لكن دون جدوى، لتنتهي المواجهة بالتعادل السلبي الذي كان كافيًا لضمان التأهل.

سياق المواجهة وأهمية التأهل

تأتي هذه المواجهة في إطار الدور التمهيدي الأخير المؤهل لدور المجموعات، وهو مرحلة حاسمة لأندية القمة في القارة الأفريقية. كان الترجي قد حقق الأهم في مباراة الذهاب التي أقيمت في مالي، حين سجل له قائده ومدافعه ياسين مرياح هدف الفوز الوحيد، مما منحه أفضلية كبيرة قبل خوض لقاء الإياب في تونس. كان الهدف الأساسي للفريق هو تأمين بطاقة العبور وتجنب أي مفاجآت قد تطيح به من البطولة مبكرًا. من هذا المنطلق، يمكن اعتبار نتيجة المباراة إيجابية من حيث تحقيق الهدف الاستراتيجي، على الرغم من أن الأداء لم يكن مقنعًا للجماهير أو المحللين.

يعد التأهل لدور المجموعات ذا أهمية بالغة للأندية المشاركة لعدة أسباب، أبرزها:

الجانب المالي: يضمن المشاركة في هذا الدور الحصول على عوائد مالية كبيرة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، مما يساعد الأندية على تحقيق توازن في ميزانياتها.
الجانب الرياضي: يضع الفريق ضمن نخبة الأندية الـ 16 في القارة، ويوفر فرصة للمنافسة على اللقب الأغلى.
الجانب المعنوي: يعزز من مكانة النادي القارية ويمنح اللاعبين والجماهير دفعة معنوية كبيرة للمضي قدمًا في الموسم.

ما بعد المباراة: ارتياح وقلق

عقب صافرة النهاية، كانت ردود الفعل متباينة في معسكر الترجي. ساد شعور بالارتياح لتحقيق الهدف الأهم وهو التأهل، والذي يجنب النادي أزمة الخروج المبكر. لكن في المقابل، أثار الأداء الهجومي الضعيف والعجز عن التسجيل على أرضه أمام فريق أقل منه إمكانيات قلقًا كبيرًا لدى الجهاز الفني والجماهير. أبرزت المباراة حاجة الفريق إلى تطوير فعاليته الهجومية وإيجاد حلول لاختراق الدفاعات المتكتلة، وهو تحدٍ كبير سيواجهه في دور المجموعات أمام منافسين أكثر قوة وخبرة. اعتبر العديد من النقاد أن هذا الأداء بمثابة جرس إنذار للفريق بضرورة معالجة نقاط الضعف قبل انطلاق المنافسات الأكثر جدية في البطولة القارية.