واتساب يستعد لإطلاق ميزات متطورة لإدارة النسخ الاحتياطي والتخزين

تفيد تقارير متعددة صادرة عن مواقع تقنية متخصصة بمتابعة تحديثات منصة واتساب، أبرزها موقع WABetaInfo، بأن تطبيق المراسلة الشهير يستعد لطرح مجموعة من الميزات الجديدة والمحسّنة لإدارة النسخ الاحتياطي والتخزين. هذه التحديثات المنتظرة تهدف إلى منح المستخدمين تحكماً أكبر بكثير في بياناتهم، معالجةً بذلك جوانب كانت تشكل تحدياً في التجربة الحالية. من المتوقع أن تصل هذه الميزات تدريجياً، بدءًا من مستخدمي الإصدارات التجريبية على أنظمة التشغيل iOS ثم Android، وقد يتم إطلاقها للجمهور خلال الأشهر القليلة القادمة.

خلفية وأهمية التحديث

لطالما كانت إدارة النسخ الاحتياطي على واتساب نقطة بحث وتطوير مستمرة. في الوقت الحالي، يعتمد التطبيق بشكل كبير على خدمات التخزين السحابي الخارجية؛ فمستخدمو أجهزة أندرويد يعتمدون على Google Drive، بينما يعتمد مستخدمو أجهزة آيفون على iCloud. هذا النظام، وعلى الرغم من فعاليته في استعادة البيانات، إلا أنه يفتقر إلى المرونة. فعملية النسخ الاحتياطي عادة ما تكون شاملة، حيث يتم نسخ جميع المحادثات والوسائط دفعة واحدة، مما يؤدي إلى استهلاك مساحات تخزين كبيرة على الخدمات السحابية وقد يطرح تحديات تتعلق بالخصوصية والتحكم في المحتوى المنسوخ.

أصبح المستخدمون في السنوات الأخيرة أكثر وعيًا بأهمية التحكم في بياناتهم الرقمية، وتشكل الرسائل والوسائط في تطبيقات المراسلة جزءًا كبيرًا من هذه البيانات. لذا، تأتي هذه الميزات الجديدة كاستجابة مباشرة لهذا الطلب المتزايد على أدوات إدارة بيانات أكثر دقة وكفاءة. يمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو توفير تجربة مستخدم أكثر تخصيصًا، حيث لن يضطر المستخدمون بعد الآن لنسخ احتياطي لكل شيء أو لا شيء على الإطلاق.

الميزات الجديدة المرتقبة

تشير التسريبات واللقطات المبدئية من النسخ التجريبية إلى أن التحديثات ستركز على النقاط التالية:

تحكم دقيق في النسخ الاحتياطي لكل محادثة: هذه هي الميزة الأكثر أهمية، حيث ستسمح للمستخدمين باختيار المحادثات التي يرغبون في نسخها احتياطيًا بشكل فردي. يعني هذا أنه يمكن استبعاد محادثات معينة لا يرغب المستخدم في حفظها في النسخ الاحتياطية السحابية، مما يوفر خصوصية أكبر ويقلل من حجم البيانات المخزنة.
إدارة متقدمة لمساحة التخزين: سيتم تزويد المستخدمين بأدوات جديدة تساعدهم على فهم وتحليل مساحة التخزين المستهلكة بواسطة واتساب. ستشمل هذه الأدوات على الأرجح واجهة رسومية توضح المساحة التي تشغلها أنواع مختلفة من الوسائط (صور، فيديوهات، مستندات) والمحادثات. كما قد تسمح هذه الأدوات بتحديد وحذف الملفات الكبيرة أو الوسائط القديمة بسهولة، سواء على مستوى التطبيق ككل أو ضمن محادثات معينة.
خيارات حذف انتقائي للوسائط: إلى جانب التحكم في النسخ الاحتياطي، سيتوفر للمستخدمين القدرة على حذف وسائط معينة من محادثاتهم دون التأثير على الرسائل النصية، أو حذف وسائط من محادثات محددة لتحرير المساحة بشكل فعال.
تحسينات محتملة على التشفير: في حين أن واتساب يوفر تشفيرًا كاملاً للرسائل بين الأطراف، فإن النسخ الاحتياطية السحابية تعتمد على تشفير خدمات التخزين نفسها. قد تلمح التحديثات الجديدة إلى خيارات لتحسين تشفير النسخ الاحتياطية أو توفير طبقة حماية إضافية تدار بواسطة واتساب، مما يعزز أمان البيانات المخزنة خارج خوادم التطبيق.
فهم أفضل لاستخدام البيانات: يمكن أن تشمل الميزات عرضًا تفصيليًا للمساحة التي تشغلها كل محادثة، بما في ذلك عدد الرسائل وأنواع الوسائط وحجمها، مما يسهل على المستخدمين اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما يجب الاحتفاظ به أو حذفه.

لماذا تهم هذه الميزات؟

هذه التحديثات ليست مجرد إضافات تقنية بسيطة، بل تمثل تحولاً في نهج واتساب تجاه إدارة بيانات المستخدمين:

تحسين الخصوصية: من خلال القدرة على استبعاد محادثات حساسة من النسخ الاحتياطية، يمكن للمستخدمين الشعور بمزيد من الأمان بشأن بياناتهم الشخصية.
توفير مساحة التخزين: سيقلل التحكم الدقيق في النسخ الاحتياطي بشكل كبير من استهلاك المساحة على Google Drive و iCloud، وهو أمر بالغ الأهمية للمستخدمين الذين يعانون من قيود في سعة التخزين المجانية.
تجربة مستخدم أفضل: ستجعل الأدوات الجديدة عملية تنظيف وإدارة بيانات واتساب أسهل وأكثر كفاءة، مما يوفر على المستخدمين الوقت والجهد.
مرونة أكبر: يمكن للمستخدمين الآن تخصيص تجربتهم لتتناسب مع احتياجاتهم الفردية، بدلاً من التقيد بخيارات شاملة.

التوقعات والانتشار

عادة ما يتم طرح ميزات واتساب الجديدة على مراحل، تبدأ بالإصدارات التجريبية لمجموعة محدودة من المستخدمين، ومن ثم يتم توسيع نطاق الاختبار قبل الإطلاق الرسمي. نظرًا لأهمية هذه الميزات وحجم التغيير الذي ستحدثه في إدارة البيانات، من المتوقع أن تخضع لاختبارات مكثفة لضمان استقرارها وفعاليتها. من المحتمل أن يبدأ الإطلاق العام لهذه الميزات في الربع الأخير من العام الجاري أو مطلع العام المقبل، مع الأخذ في الاعتبار أن واتساب يسعى دائمًا لتقديم تجربة موحدة عبر جميع المنصات.

يمثل هذا التحديث المنتظر خطوة مهمة لواتساب في مواصلة تطوير منصته لتلبية توقعات المستخدمين المتغيرة، وخاصة فيما يتعلق بالتحكم في البيانات الشخصية وإدارة التخزين بكفاءة أكبر.