انقطاع عالمي واسع يضرب خدمات أمازون السحابية ويشل تطبيقات ومواقع كبرى

شهدت خدمات أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، الذراع المتخصصة في الحوسبة السحابية لشركة أمازون، انقطاعًا واسع النطاق استمر لساعات وأثر على مجموعة هائلة من التطبيقات والمواقع الإلكترونية والخدمات الرقمية حول العالم. تركز العطل بشكل أساسي في منطقة US-EAST-1 الواقعة في شمال فيرجينيا، والتي تعد واحدة من أكبر وأهم مناطق البيانات لـ AWS، مما تسبب في شلل شبه تام للعديد من الشركات التي تعتمد على بنيتها التحتية.

تفاصيل العطل وتأثيره الواسع

بدأ الانقطاع في ساعات الصباح بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، وسرعان ما ظهر تأثيره على ملايين المستخدمين الذين وجدوا صعوبة في الوصول إلى خدماتهم اليومية. أعلنت أمازون أن المشكلة أثرت على العديد من خدماتها الأساسية، بما في ذلك خدمة التخزين (S3) وخدمات الحوسبة (EC2) وقواعد البيانات (DynamoDB)، مما أدى إلى تأثير متسلسل شمل معظم الخدمات الأخرى المعتمدة عليها.

امتد تأثير هذا العطل ليشمل أسماء كبيرة في عالم التكنولوجيا والترفيه، حيث تعطلت خدمات ومنصات شهيرة مثل:

خدمات البث المباشر مثل Disney+ و Netflix.
تطبيقات التواصل والعمل الجماعي مثل Slack.
منصات تداول الأسهم مثل Robinhood.
أنظمة المنزل الذكي مثل كاميرات Ring وأجهزة Alexa.
حتى عمليات أمازون اللوجستية الداخلية، بما في ذلك المستودعات وسائقي التوصيل، تأثرت بشدة، مما أدى إلى تأخير في عمليات الشحن والتسليم.

هذا النطاق الواسع من التأثير يسلط الضوء على مدى تغلغل واعتماد الاقتصاد الرقمي الحديث على عدد محدود من مزودي الخدمات السحابية الكبرى.

الأسباب والتحقيقات الأولية

أوضحت أمازون في تحديثاتها أن سبب العطل لم يكن هجومًا سيبرانيًا خارجيًا، بل نتج عن خطأ في نظام آلي أدى إلى "سلوك غير متوقع" في الشبكة الداخلية لخدمات أمازون. هذا الخلل أثر على الاتصال بين الخدمات المختلفة داخل منطقة US-EAST-1، مما تسبب في سلسلة من الأعطال المتتالية. ومما زاد من تعقيد الموقف أن الأنظمة المستخدمة لمراقبة الأعطال والإبلاغ عنها، بما في ذلك صفحة الحالة الرسمية لـ AWS، تأثرت هي الأخرى، مما صعب على العملاء الحصول على معلومات دقيقة ومحدثة في الساعات الأولى من الأزمة.

أهمية خدمات أمازون السحابية في البنية التحتية للإنترنت

يعتبر هذا الانقطاع تذكيرًا قويًا بالدور المحوري الذي تلعبه AWS في تشغيل جزء كبير من شبكة الإنترنت العالمية. فبدلاً من بناء وصيانة خوادمها الخاصة، تعتمد آلاف الشركات، من الناشئة إلى الكبرى، على البنية التحتية التي توفرها أمازون لتشغيل تطبيقاتها وتخزين بياناتها. ورغم أن هذا النموذج يوفر مرونة وكفاءة عالية، إلا أنه يخلق نقطة ضعف مركزية؛ فعندما تواجه منطقة رئيسية مثل US-EAST-1 مشكلة، فإن التأثير يكون عالميًا وفوريًا.

الاستجابة والآفاق المستقبلية

عمل مهندسو أمازون على مدار ساعات طويلة لعزل المشكلة والبدء في استعادة الخدمات تدريجيًا. وقد تمكنت الشركة في نهاية المطاف من إعادة معظم الخدمات إلى وضعها الطبيعي، لكن الحادثة أثارت نقاشًا واسعًا حول أهمية المرونة في تصميم البنى التحتية الرقمية. تدفع مثل هذه الأعطال الشركات إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، والنظر في حلول مثل توزيع خدماتها عبر مناطق جغرافية متعددة أو حتى استخدام مزودي خدمات سحابية مختلفين (Multi-Cloud) لتجنب الشلل التام في حال تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.