«لا ديفانس أرينا» يستضيف بطولة باريس للماسترز ليصبح ثاني أكبر ملعب تنس بعد «آرثر آش»

في خطوة تعكس التطور المستمر لبطولات التنس الكبرى والبحث عن تجارب جماهيرية محسنة، أُعلِنَ في أواخر أكتوبر 2023 عن انتقال بطولة باريس للماسترز ذات الألف نقطة، المعروفة أيضاً باسم بطولة رولكس باريس ماسترز، إلى مجمع «لا ديفانس أرينا» في مدينة نانتير الفرنسية. يمثل هذا الانتقال علامة فارقة في تاريخ البطولة، حيث سيحتضن «لا ديفانس أرينا» بدءًا من عام 2025، فعاليات البطولة ليصبح بذلك ثاني أكبر مسرح عالمي لبطولات التنس بعد ملعب «آرثر آش» الشهير الذي يستضيف بطولة الولايات المتحدة المفتوحة.

الخلفية والتحول التاريخي

لطالما كانت بطولة باريس للماسترز، إحدى البطولات التسع الكبرى في جولة رابطة محترفي التنس (ATP Tour Masters 1000)، تقام في ملعب «آكور أرينا» (بيرسي سابقاً). وقد استضاف هذا الملعب العريق البطولة لعدة عقود، وشهد العديد من اللحظات التاريخية في عالم التنس. إلا أن التطلعات المتزايدة للمنظمين والجماهير، ورغبة البطولة في مواكبة أحدث المعايير العالمية من حيث سعة الاستيعاب وتجربة المشجعين والمرافق اللوجستية، دفعت نحو البحث عن موقع جديد.

جاء قرار الانتقال إلى «لا ديفانس أرينا» استجابةً لهذه الاحتياجات، بهدف توفير مساحة أكبر، وتسهيلات أفضل، وبيئة أكثر حداثة تليق ببطولة بهذا الحجم. يُنظر إلى هذا التحول على أنه استثمار في مستقبل البطولة، يهدف إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية وتقديم تجربة فريدة للاعبين والجماهير على حد سواء، مع مواكبة التطورات التي تشهدها البطولات الكبرى الأخرى في العالم.

«لا ديفانس أرينا»: نظرة عامة

يعد «لا ديفانس أرينا» صرحاً رياضياً وترفيهياً متعدد الأغراض، افتتح في عام 2017، ويقع في قلب منطقة نانتير، إحدى ضواحي باريس الحيوية. يتميز المجمع بتصميمه المبتكر وقدرته على استضافة مجموعة واسعة من الفعاليات، من مباريات الرغبي (وهو الملعب الرسمي لنادي راسينغ 92) إلى الحفلات الموسيقية الضخمة والمؤتمرات الكبرى.

سعة استيعابية مرنة: يمكن تعديل سعة الملعب لتناسب طبيعة الحدث. في تكوينه لمباريات التنس، من المتوقع أن يستوعب المجمع ما يقارب 15,000 إلى 20,000 متفرج، مما يجعله أحد أكبر الملاعب المغلقة المخصصة للتنس عالمياً.
مرافق حديثة: يضم الملعب أحدث التقنيات في مجالات الإضاءة والصوت والشاشات العملاقة، بالإضافة إلى مناطق ضيافة فاخرة ومساحات واسعة للمشجعين، مما يضمن تجربة متكاملة وممتعة.
موقع استراتيجي: يسهل الوصول إلى الملعب بفضل شبكة النقل العام المتطورة في منطقة لا ديفانس، مما يعزز من قدرته على جذب أعداد كبيرة من الزوار والمشجعين.

المقارنة مع «آرثر آش»: الأبعاد العالمية

يكتسب «لا ديفانس أرينا» أهمية خاصة بفضل المقارنة التي وضعته في مصاف أهم ملاعب التنس في العالم. يُصنّف الملعب ليكون ثاني أكبر مسرح لبطولات التنس الكبرى بعد ملعب «آرثر آش»، الذي يُعد الأيقونة الرئيسية لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة في فلاشينغ ميدوز، نيويورك.

يتسع ملعب «آرثر آش» لأكثر من 23,000 متفرج، وهو الملعب الأكبر في العالم المخصص لرياضة التنس ويتميز بسقفه المتحرك الذي يسمح بإقامة المباريات في جميع الظروف الجوية. في حين أن «لا ديفانس أرينا» ليس ملعب تنس مخصصاً بالكامل، إلا أن قدرته على التحول واستيعاب أعداد هائلة من الجماهير في بيئة داخلية حديثة تضعه في مرتبة فريدة، مما يعزز مكانة باريس كوجهة عالمية رئيسية للرياضة. هذه المقارنة لا تقتصر على السعة فحسب، بل تمتد لتشمل البنية التحتية المتطورة والقدرة على استضافة فعاليات عالمية المستوى.

الأهمية والتأثير

يمثل انتقال بطولة باريس للماسترز إلى «لا ديفانس أرينا» أكثر من مجرد تغيير للموقع؛ إنه تحول استراتيجي له أبعاد واسعة على البطولة والجماهير ومدينة باريس بأكملها:

تحسين تجربة المشجعين: ستوفر السعة الأكبر والمرافق الحديثة بيئة أكثر راحة وجاذبية للجماهير، مع إمكانية استضافة عدد أكبر من الزوار وتوفير خيارات ترفيهية وخدمات أفضل.
تعزيز مكانة البطولة: يرفع هذا الانتقال من مستوى البطولة وقدرتها التنافسية مع البطولات الكبرى الأخرى، مما قد يجذب المزيد من الرعاة والاهتمام الإعلامي العالمي.
النمو الاقتصادي: من المتوقع أن يساهم استضافة البطولة في ملعب أكبر في زيادة الإيرادات من مبيعات التذاكر والضيافة والرعاية، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي ورياضة التنس بشكل عام.
إرث رياضي: يؤكد هذا التحول على التزام باريس بالاستدامة والابتكار في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لاسيما وأن المدينة تستعد لاستضافة فعاليات رياضية عالمية أخرى، مما يعزز مكانتها كمركز رياضي وثقافي عالمي.

بانتظار عام 2025، يتطلع عشاق التنس حول العالم إلى فصل جديد في تاريخ بطولة باريس للماسترز، حيث سيُسطَّر هذا الفصل في رحاب «لا ديفانس أرينا»، الذي سيكون شاهداً على مواجهات كروية مثيرة وتجارب جماهيرية لا تُنسى.