معهد بحوث الإلكترونيات يستقبل وفداً صينياً لتعزيز الشراكة في مجالات البحث العلمي المتقدمة

استقبل معهد بحوث الإلكترونيات بالقاهرة، الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024، وفداً رفيع المستوى من جمهورية الصين الشعبية. تأتي هذه الزيارة في إطار مساعي الجانبين لتعزيز وتوسيع آفاق التعاون والشراكة في مختلف مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، بما يدعم الابتكار ويسهم في نقل وتوطين التقنيات المتطورة.

خلفية وأهمية التعاون العلمي

يعد تعزيز التعاون العلمي والبحثي والتكنولوجي بين المؤسسات البحثية المصرية ونظيراتها الدولية ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد شدد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في مناسبات سابقة على الأهمية البالغة لهذه الشراكات، مؤكداً أنها تسهم في نقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة. يتماشى هذا التوجه مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تهدف إلى دعم الابتكار والبحث التطبيقي، ومع رؤية مصر 2030 التي تسعى لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.

يعتبر معهد بحوث الإلكترونيات أحد الصروح العلمية الرائدة في مصر والمنطقة، حيث يضطلع بدور حيوي في إجراء البحوث المتخصصة في مجالات الإلكترونيات المختلفة، وتطوير التطبيقات التكنولوجية، وبناء القدرات البشرية. تسعى المعهد باستمرار إلى إقامة شراكات استراتيجية لتعزيز مكانته البحثية وتأثيره التنموي.

مباحثات الوفد الصيني ومجالات الشراكة المقترحة

ترأس الوفد الصيني شخصيات بارزة من الأوساط الأكاديمية والبحثية، ممثلة لجامعات ومراكز بحثية صينية متخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. هدفت المباحثات إلى تحديد سبل جديدة ومبتكرة للتعاون الثنائي، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية المشتركة. وقد شملت أجندة النقاش محاور رئيسية، منها:

الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته: تبادل الخبرات وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة في مجالات التعلم الآلي ومعالجة البيانات الضخمة والرؤية الحاسوبية.
الإلكترونيات المتقدمة: تطوير أبحاث في الدوائر المتكاملة، أشباه الموصلات، والأنظمة المدمجة.
تكنولوجيا الاتصالات: التعاون في مجالات شبكات الجيل الخامس وما بعدها، وإنترنت الأشياء، وتطوير بروتوكولات الاتصال الجديدة.
الطاقة المستدامة: البحث في حلول الطاقة المتجددة المعتمدة على الإلكترونيات، مثل أنظمة الخلايا الشمسية الذكية وأنظمة إدارة الطاقة.
تبادل الخبرات والبرامج التدريبية: وضع برامج لتبادل الباحثين والطلاب، وورش عمل متخصصة، لتعزيز بناء القدرات وتبادل المعرفة.

جاءت المباحثات في جو من التفاهم المتبادل، حيث أعرب الجانبان عن رغبتهما المشتركة في تحويل الأفكار المطروحة إلى مشاريع ملموسة تسفر عن نتائج بحثية وتكنولوجية ذات قيمة.

الآثار المتوقعة للشراكة

من المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تحقيق فوائد جمة لكلا البلدين. فبالنسبة لمصر، ستعزز من قدراتها في البحث والتطوير التكنولوجي، وتسرع من وتيرة توطين الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة في القطاعات التكنولوجية. كما ستسهم في رفع مستوى التعليم والتدريب للكوادر المصرية في أحدث المجالات العلمية.

أما بالنسبة للصين، فإن توسيع شبكة شراكاتها البحثية مع مؤسسات رائدة مثل معهد بحوث الإلكترونيات يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي، ويسهم في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي. هذه الشراكات تدعم أيضاً مبادرة الحزام والطريق، التي تسعى لتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية عبر القارات.

تشكل هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعميق العلاقات المصرية الصينية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون المثمر الذي من شأنه أن يدفع عجلة الابتكار والتقدم العلمي في المنطقة.