جدل واسع يحيط بربطة عنق بألوان العلم الروسي ارتداها محلل أمريكي خلال لقاء ترامب وزيلينسكي

في سبتمبر 2019، أثار ظهور المحلل السياسي والإعلامي الأمريكي بيت هجسيث، المعروف بمساهماته في شبكة فوكس نيوز، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية. جاء ذلك بعد أن ارتدى رابطة عنق بألوان مطابقة للعلم الروسي (الأبيض والأزرق والأحمر الأفقي) أثناء مناقشة لقاء جمع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو حدث كان محور تحقيق المساءلة ضد ترامب.

خلفية الأحداث

لتحليل مدى أهمية هذا الجدل، يجب فهم السياق السياسي المحيط بالحادثة. كانت العلاقات الأمريكية الأوكرانية والتوترات مع روسيا في صميم الأخبار خلال عام 2019. في يوليو 2019، أجرى الرئيس دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب فيها منه التحقيق مع منافسه السياسي جو بايدن وابنه هنتر. هذه المكالمة سرعان ما أصبحت محور شكوى المبلغين عن المخالفات وفتحت الطريق أمام تحقيق المساءلة الذي أطلقه مجلس النواب الأمريكي ضد ترامب في سبتمبر 2019.

في هذا الوقت الحرج، كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي في مواجهة العدوان الروسي المستمر، خاصة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. كان أي إشارة أو رمز يُفسر على أنه يصب في مصلحة روسيا أو يقلل من شأن أوكرانيا يُنظر إليه بحساسية بالغة.

تفاصيل الحادثة وردود الفعل

ظهر بيت هجسيث، الذي عمل كمحلل ومضيف مشارك لبرنامج "فوكس آند فريندز ويك إند" على قناة فوكس نيوز، بربطة العنق المثيرة للجدل في أحد أيام سبتمبر 2019. كانت ربطة العنق تتميز بخطوط أفقية بيضاء وزرقاء وحمراء، وهي الألوان والترتيب ذاته للعلم الروسي. جاء هذا الظهور أثناء تغطيته لتطورات تحقيق المساءلة وما يتعلق باللقاء بين ترامب وزيلينسكي.

أثار مظهر هجسيث ردود فعل فورية وعنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي ومن قبل المعلقين السياسيين. سرعان ما انتشرت صور ربطة العنق على تويتر ومنصات أخرى، حيث أشار العديد من المستخدمين إلى التشابه الواضح مع العلم الروسي. تراوحت الانتقادات بين اتهامات بعدم الحساسية، بالنظر إلى صراع أوكرانيا مع روسيا، وبين من رأى فيها رسالة سياسية متعمدة أو إشارة إلى ميول موالية لروسيا من قبل شخصية إعلامية مؤثرة مقربة من الإدارة الأمريكية آنذاك.

اعتبر البعض أن ارتداء ربطة العنق بهذه الألوان في هذا التوقيت يُظهر عدم اكتراث بمشاعر الأوكرانيين وحلفاء الولايات المتحدة.
تساءل آخرون عما إذا كان هجسيث يرسل رسالة رمزية لدعم روسيا أو تقويض الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
لم يصدر هجسيث أو شبكة فوكس نيوز أي بيان رسمي أو اعتذار حول اختيار ربطة العنق، وترك الأمر مفتوحًا للتأويلات.

الأهمية والتداعيات

على الرغم من أن حادثة ربطة العنق قد تبدو تفصيلاً صغيراً، إلا أنها اكتسبت أهمية كبيرة بسبب السياق السياسي المتوتر الذي حدثت فيه. لقد سلط الضوء على حساسية الرموز البصرية في الخطاب السياسي، خاصة عندما تتعلق بقضايا دولية حساسة. ففي بيئة مشحونة سياسياً، يمكن أن يُنظر إلى أي تفصيل، حتى اختيار الملابس، على أنه يحمل معنى سياسياً عميقاً.

كما عكست الحادثة الاستقطاب الشديد في السياسة الأمريكية خلال تلك الفترة، حيث كانت أي إشارة، حتى لو كانت عرضية، تُفسر من خلال عدسة الانتماءات السياسية. في النهاية، بينما غطى التحقيق في المساءلة والتطورات الأوسع على هذا الجدل الجزئي، إلا أنه يظل مثالاً على كيفية تحول الرموز إلى نقاط اشتعال في المشهد الإعلامي والسياسي.