تركي آل الشيخ ينتقد ملاك مانشستر يونايتد بشدة مع اقتراب بيع النادي

أثار المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية ومالك نادي ألميريا الإسباني، جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية مطلع عام 2023 بتصريحاته اللاذعة ضد ملاك نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، عائلة غليزر، وذلك في خضم التقارير التي كانت تشير إلى اقتراب عملية بيع النادي. وقد جاءت هذه التصريحات لتعكس حالة من السخط العام والترقب بشأن مستقبل أحد أكبر أندية كرة القدم في العالم.

الخلفية التاريخية لملكية عائلة غليزر

تعود ملكية نادي مانشستر يونايتد لعائلة غليزر الأمريكية منذ عام 2005، عندما استحوذت على النادي من خلال عملية شراء مثيرة للجدل اعتمدت بشكل كبير على الاقتراض، مما أثقل كاهل النادي بالديون. ومنذ ذلك الحين، واجهت العائلة انتقادات مستمرة من جماهير النادي التي طالبت برحيلها مرارًا وتكرارًا. وقد تزايد هذا الاستياء بسبب ما اعتبرته الجماهير سوء إدارة، ونقصًا في الاستثمار بالبنية التحتية والتعاقدات الكبيرة، وتراجعًا في مستوى الأداء الرياضي للفريق الذي كان يهيمن على الكرة الإنجليزية في عهد السير أليكس فيرغسون.

إعلان البيع وبداية العملية المعقدة

في نوفمبر 2022، أعلنت عائلة غليزر بشكل رسمي عن «استكشاف بدائل استراتيجية» للنادي، بما في ذلك إمكانية بيعه بالكامل. هذا الإعلان أشعل آمال الجماهير بإمكانية إنهاء حقبة غليزر وبداية عهد جديد للنادي. وقد جذب النادي اهتمام العديد من المستثمرين البارزين، كان أبرزهم الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني من قطر، الذي قدم عرضًا للاستحواذ الكامل على النادي، والسير جيم راتكليف، الملياردير البريطاني ومالك مجموعة إنيوس، الذي سعى للحصول على حصة مسيطرة أو أقلية مع صلاحيات إدارية.

تعليقات تركي آل الشيخ وسياقها الزمني

في الفترة التي شهدت تصاعد المفاوضات والعروض المقدمة لشراء مانشستر يونايتد في أوائل عام 2023، أدلى تركي آل الشيخ بتصريحات قوية عبر منصات التواصل الاجتماعي، معربًا عن اعتقاده بأن عملية البيع قد وصلت إلى «مرحلة متقدمة». ولكنه في الوقت نفسه، شن هجومًا لاذعًا على الملاك الحاليين، عائلة غليزر، دون أن يذكرهم بالاسم صراحةً. وقد تضمنت انتقاداته عدة نقاط رئيسية:

سوء الإدارة: أشار إلى أن الملاك الحاليين لم يقدموا ما يكفي للنادي من حيث الإدارة الفعالة والاستثمار المناسب.
المطالب المالية المبالغ فيها: لمح إلى أن مطالبات عائلة غليزر المالية المرتفعة كانت تعيق إتمام عملية البيع بسرعة، مما يعكس رغبتهم في تحقيق أقصى ربح ممكن بغض النظر عن مصلحة النادي.
تأثير ذلك على أداء النادي: ربط بين تراجع مستوى مانشستر يونايتد وتلك الإدارة، معتبرًا أن النادي يحتاج إلى تغيير جذري ليعود إلى أمجاده.

تكمن أهمية تصريحات آل الشيخ في كونه شخصية مؤثرة في الرياضة الإقليمية والدولية، ومالك نادي كرة قدم آخر، مما يضفي وزنًا خاصًا على آرائه ويجعلها محط أنظار الإعلام والجماهير.

المسار المعقد لعملية البيع

على الرغم من التفاؤل الأولي، امتدت عملية بيع مانشستر يونايتد لأشهر طويلة، شهدت خلالها جولات متعددة من العروض والمفاوضات الشاقة. وقد شكل هذا التأخير مصدر إحباط كبير للجماهير وللمراقبين على حد سواء، بمن فيهم تركي آل الشيخ. الانقسام بين المزايدين الرئيسيين – عرض الشيخ جاسم للاستحواذ الكامل وعرض السير جيم راتكليف لحصة أقلية مع السيطرة الرياضية – أضاف طبقة أخرى من التعقيد للمشهد.

التطورات الأخيرة وخاتمة جزئية

في أواخر عام 2023 وبداية عام 2024، وصلت عملية البيع إلى نهايتها جزئيًا بإعلان استحواذ مجموعة إنيوس بقيادة السير جيم راتكليف على حصة 25% من أسهم النادي، وتوليها مسؤولية العمليات الكروية والإدارية. ومع ذلك، بقيت عائلة غليزر هي المالك الأكبر للنادي، وهو ما خيب آمال العديد من الجماهير التي كانت تأمل في بيع كامل وخروج الغليزر بشكل نهائي. هذا الحل الوسط أثار تساؤلات حول فعاليته في إحداث التغيير الجذري الذي كان يطالب به الكثيرون.

أهمية الخبر وتداعياته

تعليقات تركي آل الشيخ في أوائل عام 2023 لم تكن مجرد آراء عابرة، بل كانت جزءًا من صورة أوسع تعكس حالة الاستياء من ملاك النادي وتأخر عملية البيع. لقد سلطت الضوء على الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الملاك في الأندية الكبرى، وأهمية الشفافية والوضوح في مثل هذه الصفقات. كما أنها أكدت على أن أصوات الشخصيات المؤثرة في عالم الرياضة يمكن أن تساهم في تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاش حول مستقبل الأندية. ومع بقاء عائلة غليزر جزئيًا، لا يزال مستقبل مانشستر يونايتد المالي والإداري موضع ترقب، وتظل الحاجة إلى الاستقرار والعودة إلى التنافسية هي الشغل الشاغل لجماهيره الوفية.