حادثان جويان للبحرية الأمريكية: تحطم مروحية ومقاتلة بشكل منفصل

أعلنت قيادة الأسطول السابع في البحرية الأمريكية عن وقوع حادثين منفصلين في بحر الصين الجنوبي، تضمنا تحطم طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 Super Hornet ومروحية من طراز MH-60 Seahawk. وقد وقع الحادثان بفارق زمني قصير لم يتجاوز نصف ساعة، في تطور يسلط الضوء على التحديات التشغيلية والمخاطر الملازمة للعمليات العسكرية في واحدة من أكثر المناطق البحرية أهمية استراتيجية في العالم. وتأتي هذه الأحداث في وقت حساس، حيث تزامنت مع جولة دبلوماسية رفيعة المستوى للرئيس الأمريكي آنذاك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تفاصيل الحوادث المتتالية

وقع الحادث الأول عندما واجهت طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 Super Hornet، كانت تعمل ضمن مجموعة حاملة الطائرات الهجومية، مشكلة فنية غير محددة أثناء قيامها بعمليات طيران روتينية. ووفقًا للبيانات الأولية، اضطر الطياران إلى القفز من الطائرة قبل تحطمها في المياه. أما الحادث الثاني، الذي وقع بعد فترة وجيزة، فقد شمل مروحية من طراز MH-60 Seahawk كانت في مهمة دورية. تحطمت المروحية هي الأخرى في البحر، مما استدعى استجابة فورية من الوحدات البحرية القريبة. ورغم خطورة الحادثين، فإن الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها ساهمت في تجنب وقوع خسائر في الأرواح.

عمليات الإنقاذ والاستجابة السريعة

فور وقوع الحادثين، تم إطلاق عمليات بحث وإنقاذ واسعة النطاق من قبل سفن وطائرات تابعة للمجموعة الهجومية لحاملة الطائرات. ونجحت فرق الإنقاذ في تحديد موقع الطيارين اللذين قفزا من المقاتلة وانتشالهما من المياه بسرعة قياسية. كما تمكنت الفرق من إنقاذ جميع أفراد طاقم المروحية المتحطمة. وأفادت البحرية الأمريكية في بيان رسمي أن جميع الأفراد الذين تم إنقاذهم في حالة مستقرة ويتلقون الرعاية الطبية اللازمة على متن حاملة الطائرات. وأُشيد بكفاءة وسرعة استجابة فرق الإنقاذ، التي تعد دليلاً على مستوى التدريب العالي والجاهزية لمواجهة الطوارئ في عرض البحر.

السياق الجيوسياسي للعمليات

تكتسب هذه الحوادث أهمية إضافية بالنظر إلى موقعها في بحر الصين الجنوبي، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية ومسرح للتوترات الجيوسياسية بين القوى الكبرى. تنفذ البحرية الأمريكية بانتظام عمليات "حرية الملاحة" في هذه المنطقة لتأكيد حق المرور في المياه الدولية، وهو ما يرفع من وتيرة الأنشطة العسكرية. تزامن الحادثين مع زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى عدة دول آسيوية، مما يسلط الضوء على أن العمليات العسكرية الأمريكية الروتينية والمكثفة تستمر بغض النظر عن الأنشطة الدبلوماسية، وتواجه بطبيعتها مخاطر مستمرة. وتؤكد هذه الأحداث على الضغط التشغيلي الكبير الذي تتعرض له الأطقم والمعدات في هذه البيئة المعقدة.

التحقيقات الرسمية والإجراءات المستقبلية

فتحت البحرية الأمريكية تحقيقين منفصلين للوقوف على الأسباب الدقيقة التي أدت إلى تحطم كل من المقاتلة والمروحية. ويركز المحققون على فحص جميع العوامل المحتملة، بما في ذلك الأعطال الميكانيكية، أو الأخطاء البشرية، أو الظروف الجوية. وتعتبر هذه التحقيقات إجراءً قياسيًا يهدف إلى تحديد أي ثغرات في إجراءات السلامة أو الصيانة، وتطبيق الدروس المستفادة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. ومن المتوقع أن تستغرق هذه التحقيقات عدة أشهر قبل الإعلان عن نتائجها النهائية. ورغم الخسارة المادية للطائرتين، تعتبر البحرية الأمريكية نجاة جميع أفراد الطواقم نجاحًا كبيرًا لبروتوكولات السلامة والإنقاذ المعمول بها.