استقرار على طواقم تحكيم أجنبية لنهائي السوبر المصري ومصرية لنصف النهائي

في خطوة لاقت اهتماماً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية، حسم الاتحاد المصري لكرة القدم، ممثلاً في لجنة الحكام الرئيسية، الجدل حول هوية الطواقم التحكيمية التي أدارت مباريات بطولة كأس السوبر المصري للأبطال. أُقيمت البطولة بنظامها الجديد بمشاركة أربعة فرق في العاصمة الإماراتية أبوظبي أواخر ديسمبر 2023، حيث تم الإعلان عن الاستعانة بحكام مصريين في مباريات نصف النهائي، مع تخصيص طاقم تحكيم أجنبي للمباراة النهائية الحاسمة.

تفاصيل قرار لجنة الحكام

جاء القرار، الذي أشرف عليه الخبير البرتغالي فيتور بيريرا، رئيس لجنة الحكام، كحل وسط يهدف إلى الموازنة بين منح الثقة للحكم المصري وإدارة الضغوط الكبيرة التي تصاحب المباريات النهائية. وبموجب هذا القرار، تم تكليف حكام مصريين بإدارة مباراتي الدور نصف النهائي للبطولة التي جمعت بين كبار الأندية المصرية.

أُسندت مباراة نصف النهائي الأولى بين فريقي بيراميدز ومودرن فيوتشر إلى الحكم الدولي محمد معروف.
بينما أدار الحكم الدولي محمد عادل مباراة نصف النهائي الثانية التي جمعت بين النادي الأهلي وسيراميكا كليوباترا.

في المقابل، تم التأكيد على أن المباراة النهائية لتحديد بطل السوبر ستكون تحت إدارة حكام أجانب، وذلك استجابة لرغبات بعض الأندية المشاركة وبهدف إبعاد الحكام المحليين عن أي ضغوط أو جدل محتمل قد يؤثر على قراراتهم في مواجهة حاسمة.

خلفية الجدل حول التحكيم في مصر

لا يعتبر قرار الاستعانة بالحكام الأجانب في المباريات الكبرى جديداً على الكرة المصرية، بل هو جزء من جدل ممتد لعقود. غالباً ما تطلب الأندية الجماهيرية حكاماً أجانب في مبارياتها الحاسمة سواء في الدوري أو الكأس، وذلك لضمان أقصى درجات الحياد وتجنب الاتهامات التي قد تُوجه للحكام المحليين بالتحيز أو التأثر بالضغوط الإعلامية والجماهيرية.

تسعى لجنة الحكام، تحت قيادة فيتور بيريرا، إلى تطوير منظومة التحكيم المصرية وزيادة الاعتماد على الكوادر المحلية في كافة البطولات. لذا، فإن إسناد مباراتي نصف النهائي لحكام مصريين كان بمثابة رسالة ثقة في قدرتهم على إدارة مواجهات قوية، بينما جاء قرار الاستعانة بحكم أجنبي في النهائي كإجراء وقائي لتجاوز حساسية الموقف وضمان خروج المباراة النهائية بأقل قدر من المشكلات التحكيمية.

التنفيذ والتعيينات النهائية

مع انطلاق البطولة، تم تطبيق القرار بشكل كامل، حيث أدار الحكام المصريون المذكورون مباريات نصف النهائي بنجاح. وعندما حانت لحظة الحسم، كشف الاتحاد المصري لكرة القدم عن هوية الطاقم الأجنبي الذي سيدير المباراة النهائية بين النادي الأهلي ومودرن فيوتشر.

وقع الاختيار على طاقم تحكيم من المملكة العربية السعودية بقيادة الحكم محمد إسماعيل لإدارة المباراة النهائية، وهو ما يعكس التوجه نحو الاستعانة بحكام من المنطقة العربية في مثل هذه المناسبات. وفي تطور لافت، تم إسناد مباراة تحديد المركز الثالث، التي جمعت بين بيراميدز وسيراميكا كليوباترا، إلى الحكم المصري الدولي محمود البنا، مما يشير إلى أن التركيز على التحكيم الأجنبي كان منصباً بشكل أساسي على المباراة النهائية فقط.

أهمية القرار وتأثيره

يعكس هذا التوزيع في المهام التحكيمية استراتيجية "مرحلية" يتبعها الاتحاد المصري لكرة القدم. فمن ناحية، يمنح الفرصة للحكام المحليين لإثبات جدارتهم في أدوار متقدمة من بطولة كبرى، مما يساهم في تطوير مستواهم وزيادة خبراتهم. ومن ناحية أخرى، يلبي طلبات الأندية ويضمن مناخاً هادئاً للمباراة النهائية، التي غالباً ما تكون محط أنظار الجميع ومصدراً للتوتر.

يبقى هذا القرار دليلاً على أن ملف التحكيم لا يزال أحد أكثر الملفات حساسية في الكرة المصرية، وأن الوصول إلى مرحلة الاعتماد الكامل على الحكام المحليين في جميع المباريات، بما في ذلك النهائيات، يتطلب المزيد من العمل على بناء الثقة بين جميع أطراف المنظومة الرياضية، من أندية وإعلام وجماهير.