واتساب يختبر ميزة لتقييد الرسائل من جهات الاتصال غير المتفاعلة

أكدت تقارير حديثة، نُشرت في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، أن شركة ميتا، الشركة الأم لتطبيق المراسلة الشهير واتساب، تعمل على اختبار ميزة جديدة تهدف إلى مكافحة الرسائل المزعجة والحد من التواصل غير المرغوب فيه. تتيح هذه الميزة تقييد عدد الرسائل التي يمكن لشخص ما إرسالها إلى مستخدم آخر لم يتفاعل معه أو يرد عليه.

خلفية الميزة وأهميتها

تزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى مستخدمي واتساب من الرسائل غير المرغوب فيها، سواء كانت رسائل تسويقية مزعجة، محاولات تصيد احتيالي، أو مجرد تواصل من أرقام غير معروفة يرفض المستخدم الرد عليها. تُمثل هذه الميزة الجديدة خطوة مهمة ضمن جهود واتساب المستمرة لتعزيز خصوصية المستخدم وتوفير بيئة أكثر أمانًا وراحة. فهي تسعى لتمكين المستخدمين من التحكم بشكل أفضل في من يمكنه التواصل معهم وتلقي الرسائل منهم، مما يقلل من عبء تصفية الرسائل غير الهامة أو المزعجة.

آلية عمل التقييد

وفقًا للتفاصيل التي كشفت عنها مصادر مثل WABetaInfo، المتخصصة في تتبع تحديثات واتساب التجريبية، تعمل الميزة على النحو التالي: إذا قام مستخدم بإرسال رسائل متعددة (يُعتقد أن العدد يتراوح بين 8 إلى 10 رسائل) إلى جهة اتصال لم ترد عليه أبدًا، فسيتم منعه مؤقتًا من إرسال المزيد من الرسائل إلى هذا المستخدم. سيستمر هذا التقييد حتى يتلقى المرسل ردًا من جهة الاتصال المستهدفة. بمعنى آخر، سيُجبر المرسل على انتظار رد من المستقبل قبل أن يتمكن من استئناف المحادثة، مما يضع حدًا للرسائل المتتالية غير المجدية. يتم تطبيق هذا التقييد على الرسائل المرسلة من جهات اتصال لا تتفاعل مع المستخدم، أو في بعض الحالات، من أرقام غير معروفة تمامًا.

التطورات الأخيرة والتوقعات

تُجرى هذه الاختبارات حاليًا على إصدارات واتساب التجريبية (بيتا) لمستخدمي نظامي التشغيل أندرويد و iOS، مما يشير إلى أن الميزة لا تزال في مراحل تطويرها الأولية. لا توجد حتى الآن معلومات رسمية حول موعد الإطلاق النهائي للميزة لجميع المستخدمين، ولكن وجودها في الإصدارات التجريبية يعني أنها قد تُطرح قريبًا بعد استكمال الاختبارات اللازمة والتأكد من فعاليتها. يُتوقع أن تُساهم هذه الميزة بشكل كبير في تحسين تجربة المستخدمين على المنصة، خاصةً أولئك الذين يتلقون عددًا كبيرًا من الرسائل غير المرغوب فيها.

السياق الأوسع لخصوصية المستخدم

لا تُعد ميزة تقييد الرسائل منعزلة عن غيرها من التحسينات التي أضافها واتساب في مجال الخصوصية. ففي السابق، أطلق التطبيق ميزات مثل إمكانية كتم صوت المتصلين غير المعروفين، وخيارات متقدمة للتحكم في من يمكنه إضافتك إلى المجموعات، بالإضافة إلى أدوات للإبلاغ عن المحتوى المسيء أو حظر جهات الاتصال المزعجة. تُشكل الميزة الجديدة جزءًا من استراتيجية واتساب الشاملة لمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في تجربتهم الرقمية، وتقليل الإزعاج، وحماية خصوصيتهم في عالم يزداد فيه التواصل الرقمي.