منصة "مهارة-تك" المصرية تحصد جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لعام 2025

في إنجاز بارز يؤكد ريادة مصر في مجال التحول الرقمي للتعليم، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في أواخر عام 2025 عن فوز منصة "مهارة-تك" المصرية المبتكرة، التابعة لـ معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، بجائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة المرموقة لتعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم. جاء هذا التكريم تقديرًا لدور المنصة المحوري والمتميز في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لدعم التعليم الرقمي باللغة العربية، مما يسهم في توسيع نطاق الوصول للمعرفة وتعزيز جودة التعلم في المنطقة.

نبذة عن "مهارة-تك"

تُعد "مهارة-تك" إحدى المبادرات الرائدة لمعهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، وهو جزء من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية. تم إطلاق المنصة بهدف توفير محتوى تعليمي رقمي عالي الجودة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والمهارات المستقبلية، بالتركيز على الجمهور العربي. وقد برزت المنصة كمركز رئيسي للتعلم الإلكتروني، حيث تقدم دورات تدريبية متخصصة وبرامج تعليمية تُلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة وتدعم مساعي التنمية البشرية في مصر والعالم العربي.

توفير مجموعة واسعة من الدورات التدريبية في مجالات مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والتصميم الجرافيكي.
استهداف فئات متنوعة من المتعلمين، بدءاً من طلبة الجامعات والخريجين الجدد وصولاً إلى المهنيين الباحثين عن تطوير مهاراتهم.
التركيز على المحتوى المنتج باللغة العربية، مما يسد فجوة كبيرة في الموارد التعليمية الرقمية المتاحة لهذه اللغة.

جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة

تأسست جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة في عام 2005 بدعم من مملكة البحرين، وهي واحدة من أبرز الجوائز العالمية التي تمنحها منظمة اليونسكو. تهدف الجائزة إلى الاعتراف بالمشاريع المبتكرة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) لتحسين عملية التعليم والتعلم في مختلف أنحاء العالم. ويُقدم هذا التكريم للمبادرات التي تُظهر إبداعًا وفاعلية في استخدام التكنولوجيا لتعزيز الوصول إلى التعليم الجيد، وتحسين جودة التدريس، وتطوير المهارات الرقمية الضرورية للمستقبل.

تشمل معايير التحكيم مدى الابتكار، والاستدامة، وقابلية التوسع، والأثر الاجتماعي للمشروع. يبرز الفوز بهذه الجائزة الأهمية العالمية للمشروع الفائز وقدرته على أن يكون نموذجًا يُحتذى به في جهود التحول الرقمي للتعليم.

تفرد "مهارة-تك" في استخدام الذكاء الاصطناعي

ما ميّز "مهارة-تك" عن غيرها من المنصات التعليمية هو النهج المتكامل والمبتكر الذي اتبعته في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لتعزيز التجربة التعليمية باللغة العربية. لم يقتصر الأمر على مجرد رقمنة المحتوى، بل امتد ليشمل تطوير أدوات وميزات ذكية تُسهم في تخصيص مسارات التعلم وجعلها أكثر تفاعلية وفعالية.

من بين أبرز الابتكارات التي قدمتها المنصة في هذا السياق:

تخصيص مسارات التعلم: باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تقوم المنصة بتحليل أنماط تعلم المستخدمين واحتياجاتهم، لتقديم توصيات شخصية للدورات والموارد التعليمية التي تتناسب مع مستوى كل متعلم وسرعته واهتماماته.
المحتوى التفاعلي الذكي: تطوير أدوات تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم تمارين، واختبارات، ومحاكاة تُعزز الفهم العملي وتُمكن المتعلمين من تطبيق ما اكتسبوه من معرفة.
معالجة اللغة الطبيعية للغة العربية: استغلت المنصة قدرات الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة الطبيعية لتحسين تجربة التعلم باللغة العربية، بما في ذلك تقديم التقييمات التلقائية، والمساعدة في فهم النصوص المعقدة، وتوفير الدعم اللغوي المخصص.
تحسين إمكانية الوصول: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل المحتوى التعليمي أكثر سهولة ويسرًا لمختلف المتعلمين، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، من خلال ميزات مثل تحويل النص إلى كلام، والتعرف على الكلام، والتسميات التوضيحية التلقائية.

هذه الجهود لم تسهم فقط في تحسين جودة التعليم الرقمي، بل عززت أيضًا من مكانة اللغة العربية كلغة للعلوم والتكنولوجيا في الفضاء الرقمي، وهو ما يتوافق مع أهداف اليونسكو في دعم التنوع اللغوي والثقافي.

السياق الأوسع والأثر الإقليمي

يأتي هذا الفوز في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحولاً متسارعاً نحو الاعتماد على التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة، بما في ذلك التعليم. وتُمثل "مهارة-تك" نموذجًا يحتذى به في كيفية الاستفادة من هذه الثورة التكنولوجية لسد الفجوات التعليمية وتوفير فرص متكافئة للتعلم مدى الحياة.

إن إسهامات المنصة تتجاوز الحدود المصرية، حيث توفر محتوى تعليميًا متاحًا لملايين المستخدمين في جميع أنحاء العالم العربي. ويعزز هذا التكريم الدولي من مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار في مجال تكنولوجيا التعليم، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات الدولية لتبادل الخبرات وتوسيع نطاق المبادرات الناجحة.

ردود الفعل والآفاق المستقبلية

لقد لاقى إعلان فوز "مهارة-تك" ترحيبًا واسعًا على المستويين الوطني والدولي. حيث صرّح ممثلون عن اليونسكو بأن المنصة المصرية تُقدم مثالاً ساطعًا على كيف يمكن للتكنولوجيا، وبالأخص الذكاء الاصطناعي، أن تكون أداة قوية لتعزيز التعليم الشامل والمنصف والجيد للجميع. كما أكدوا على أهمية المبادرات التي تُركز على تطوير المحتوى المحلي باللغات الأم.

من جانبها، أعربت إدارة معهد تكنولوجيا المعلومات عن فخرها بهذا الإنجاز، مؤكدةً على التزامها المستمر بدعم الابتكار والتميز في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويُتوقع أن يُعزز هذا الفوز من فرص "مهارة-تك" لتوسيع نطاق عملها، وإطلاق برامج جديدة، وعقد شراكات استراتيجية لتقديم المزيد من الحلول التعليمية المبتكرة التي تلبي احتياجات المتعلمين في العصر الرقمي.

يُعد فوز "مهارة-تك" بجائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة علامة فارقة في مسيرة التعليم الرقمي المصري والعربي، ويُبرهن على القدرة على تسخير أحدث التقنيات لخدمة أهداف التنمية المستدامة، وتقديم نماذج تعليمية رائدة تُسهم في بناء مجتمعات المعرفة.