أكوا باور تؤمن تمويلاً لمشاريعها بدون حق الرجوع على الشركة الأم

أعلنت شركة أكوا باور، الرائدة في مجال تطوير وتملك وتشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه، عن نجاحها مجدداً في تأمين تمويلات ضخمة لعدد من مشاريعها الاستراتيجية من خلال هيكلية "تمويل المشاريع بدون حق الرجوع". يعكس هذا النهج المالي ثقة المؤسسات المالية والمستثمرين في الجدوى الاقتصادية والفنية للمشاريع الفردية التي تطورها الشركة، ويعزز قدرتها على التوسع في محفظتها دون تعريض ميزانيتها العمومية لمخاطر إضافية.

ما هو تمويل المشاريع بدون حق الرجوع؟

يعتبر تمويل المشاريع بدون حق الرجوع (Non-Recourse Project Financing) أداة مالية متقدمة تُستخدم بشكل واسع في تمويل مشاريع البنية التحتية والطاقة الكبرى. بموجب هذه الهيكلية، يتم تأسيس شركة ذات غرض خاص (SPV) لكل مشروع، وتكون هذه الشركة هي المقترض الرسمي. في حالة عدم قدرة المشروع على سداد ديونه، يكون حق الدائنين في المطالبة محصوراً في أصول وتدفقات المشروع النقدية فقط. بعبارة أخرى، لا يحق للمقرضين الرجوع إلى الأصول الأخرى للشركة الأم، وهي أكوا باور في هذه الحالة، لتغطية أي عجز. هذا النموذج يساهم في عزل المخاطر المالية المرتبطة بكل مشروع على حدة، مما يسمح للشركة الأم بتنفيذ عدة مشاريع ضخمة في وقت واحد.

أحدث التطورات والاتفاقيات

في تطور بارز خلال عام 2024، نجحت أكوا باور في تحقيق الإغلاق المالي لمشاريع كبرى باستخدام هذا النموذج. من أبرز الأمثلة الأخيرة تمويل محفظة مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية، والتي تشمل محطات الرس 2 (2000 ميجاوات)، والسعد 2 (1125 ميجاوات)، والكهفة (450 ميجاوات). وقد تم تأمين تمويلات ديون بقيمة إجمالية تصل إلى مليارات الدولارات من تحالف بنوك محلية ودولية لهذه المشاريع.

كما أعلنت الشركة في وقت سابق عن الإغلاق المالي لمشروعي الشعيبة 1 والشعيبة 2 للطاقة الشمسية الكهروضوئية، واللذين تبلغ قدرتهما الإنتاجية الإجمالية أكثر من 2.6 جيجاوات. اعتمدت هذه الصفقات أيضاً بشكل كامل على هيكلية التمويل بدون حق الرجوع، مما يؤكد على قوة السجل الحافل للشركة في تطوير مشاريع قابلة للتمويل وموثوقة من وجهة نظر المقرضين.

أهمية هذه الاستراتيجية وتأثيرها

يمثل الاعتماد المستمر على التمويل بدون حق الرجوع ركيزة أساسية في استراتيجية النمو الطموحة لشركة أكوا باور. وتكمن أهميته في عدة جوانب رئيسية:

حماية الميزانية العمومية للشركة: من خلال عزل المخاطر، تحافظ الشركة على مركز مالي قوي يسمح لها بالحصول على تمويلات مستقبلية بشروط أفضل.
جذب الاستثمارات: يظهر هذا النموذج للمستثمرين الدوليين أن المشاريع قائمة على أسس اقتصادية متينة وقادرة على توليد تدفقات نقدية كافية لخدمة ديونها وتحقيق الأرباح.
تسريع تنفيذ المشاريع: يتيح هذا النهج للشركة القدرة على تطوير محفظة واسعة من المشاريع بشكل متزامن، مما يسرّع من وتيرة التحول في قطاع الطاقة بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 وأهداف الطاقة النظيفة العالمية.
تعزيز ثقة السوق: إن نجاح الشركة المتكرر في الحصول على هذه التمويلات يعزز ثقة السوق والمؤسسات المالية في قدرتها على إدارة وتنفيذ المشاريع المعقدة بكفاءة عالية.

في الختام، يبرهن نهج أكوا باور في تمويل مشاريعها على نضج وقوة قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة، ويؤكد على مكانة الشركة كلاعب محوري في قيادة تحول الطاقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مدعومة بنماذج مالية مبتكرة ومستدامة.