محافظ الإسكندرية يتفقد موقع حادث الطريق الدولي ويقدم العزاء لذوي الضحايا

في خطوة تعكس الاهتمام الحكومي والمواساة لأهالي الضحايا، تفقد محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، في وقت سابق من اليوم، موقع حادث السير المروع الذي وقع على الطريق الدولي الساحلي بمنطقة الكيلو 21. جاءت هذه الزيارة في أعقاب الحادث المأساوي الذي أسفر عن سقوط عدد من الوفيات وإصابة آخرين، وقد قدم المحافظ خلالها خالص العزاء لأسر الضحايا، مؤكداً على دعم المحافظة الكامل لهم في هذا المصاب الجلل. وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة إجراءات سريعة اتخذتها السلطات المعنية للوقوف على ملابسات الحادث وتخفيف وطأته على المتضررين.

تفاصيل الحادث الأليم

وقع الحادث المروع فجر الخامس عشر من مايو 2024، وتحديداً عند منطقة الكيلو 21 على الطريق الدولي الساحلي بالإسكندرية، باتجاه مرسى مطروح. شاركت في الحادث عدة سيارات، بما في ذلك سيارة نقل ثقيل وحافلة ركاب صغيرة (ميكروباص) وسيارتان ملاكي، مما أدى إلى تصادم عنيف ومتتالي. وتشير التقارير الأولية إلى أن الحادث نجم عن السرعة الزائدة لأحد المركبات واختلال عجلة القيادة، وهو ما تسبب في سلسلة من الاصطدامات أدت إلى اشتعال النيران في بعض أجزاء المركبات المتصادمة. وقد هرعت فرق الإسعاف والحماية المدنية إلى الموقع فور تلقيها البلاغ، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة والتعامل مع حالات الوفاة.

تصريحات المحافظ وإجراءاته

من موقع الحادث، أعرب اللواء محمد الشريف عن أسفه الشديد وتقديمه أحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا، داعياً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما وجه المحافظ جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بتقديم كافة أوجه الرعاية والدعم اللازمين للمصابين وأسر الضحايا. وقد شملت توجيهاته ما يلي:

توفير كافة الخدمات الطبية اللازمة للمصابين في المستشفيات، ومتابعة حالتهم الصحية أولاً بأول.
تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأسر الضحايا والمتضررين من الحادث.
التنسيق مع النيابة العامة لإنجاز التحقيقات في أسرع وقت ممكن وكشف ملابسات الحادث بدقة.
تشكيل لجنة فنية وهندسية عاجلة لفحص الطريق وتحديد أي عوامل قد تكون ساهمت في وقوع الحادث، وتقديم مقترحات لتحسين السلامة المرورية على هذا المحور الحيوي.

وأكد الشريف على أهمية الالتزام بقواعد المرور والسرعات المقررة على الطرق، محذراً من التهاون في تطبيق هذه القواعد لما له من عواقب وخيمة على الأرواح والممتلكات.

الاستجابة الفورية والتحقيقات

شهد موقع الحادث استجابة فورية من الأجهزة الأمنية والإسعاف والحماية المدنية. وقد تمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد النيران المشتعلة في بعض المركبات، فيما قامت فرق الإسعاف بنقل سبعة وفيات وأحد عشر مصاباً إلى مستشفى العامرية العام ومستشفى رأس التين العام لتلقي العلاج. وتنوعت إصابات المصابين بين كسور وكدمات وحروق متفرقة، ويتلقون حالياً الرعاية الطبية اللازمة. باشرت النيابة العامة التحقيق في الحادث، حيث أمرت بانتداب الأدلة الجنائية للمعاينة ورفع البصمات وتحديد الأسباب الفنية للحادث، واستدعاء شهود العيان وسائقي المركبات المشاركة في الحادث لسماع أقوالهم، بالإضافة إلى التحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة إن وجدت.

خلفية الطريق الدولي الساحلي وتحدياته

يُعد الطريق الدولي الساحلي أحد أهم المحاور المرورية في مصر، حيث يربط بين عدد من المحافظات الساحلية ويمثل شرياناً حيوياً لحركة التجارة والسياحة والنقل الداخلي. ومع ذلك، يشهد الطريق بين الحين والآخر حوادث سير مروعة لأسباب متعددة. تشمل هذه الأسباب في كثير من الأحيان السرعة الزائدة، وعدم الالتزام بمسافات الأمان، والقيادة المتهورة، فضلاً عن وجود بعض التحديات المتعلقة بالبنية التحتية للطريق في بعض القطاعات، مثل الإضاءة غير الكافية في بعض المناطق، ووجود منحنيات حادة، وكثرة التحويلات المرورية في مناطق الأعمال الإنشائية. وقد شهدت الفترة الماضية عدة مطالبات شعبية وبرلمانية بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتحسين مستوى الأمان على هذا الطريق الحيوي، خاصة في ظل تزايد الكثافة المرورية عليه.

تأثير الحادث وتداعياته

ترك الحادث الأليم أثراً بالغاً من الحزن والصدمة بين أهالي الإسكندرية والمناطق المحيطة. وتجددت الدعوات المطالبة بتشديد الرقابة المرورية وتكثيف حملات التوعية بأهمية الالتزام بقواعد المرور. كما أبرز الحادث مرة أخرى الحاجة الملحة إلى مراجعة شاملة لتدابير السلامة على الطرق الرئيسية والفرعية، وتبني استراتيجيات أكثر فعالية للحد من حوادث السير. يتوقع أن تدفع نتائج التحقيقات الجارية نحو اتخاذ إجراءات جديدة قد تشمل تركيب المزيد من الرادارات، وتكثيف التواجد الأمني والمروري، وتنفيذ حملات صيانة وتطوير للبنية التحتية للطريق لضمان سلامة مستخدميه.