وزيرة إسرائيلية تقترح حرق جثمان يحيى السنوار بدلاً من دفنه

في تصريح مثير للجدل صدر مؤخراً، أعلنت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف عن مقترحها لكيفية التعامل مع جثمان زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إذا ما قُتل. ريغيف اقترحت حرق جثمان السنوار بدلاً من دفنه، مشددة على أنها "لا تريد دفن جثمانه"، وذلك لتجنب تحول قبره إلى مزار أو رمز للمقاومة في المستقبل.

يأتي هذا المقترح في سياق حملة إسرائيلية واسعة النطاق تستهدف قيادة حماس، حيث يُعتبر السنوار الهدف الأول لإسرائيل في قطاع غزة.

خلفية: من هو يحيى السنوار؟

يعد يحيى السنوار القائد الفعلي لحركة حماس في قطاع غزة، ويُعرف بدوره المحوري في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل. وُلد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين عام 1962، وتخرج من الجامعة الإسلامية بغزة. قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية بتهم تتعلق بالإرهاب، وأُطلق سراحه عام 2011 ضمن صفقة تبادل الأسرى (صفقة شاليط). تولى قيادة حماس في غزة عام 2017، ويُنظر إليه على أنه شخصية متشددة تتمتع بنفوذ كبير داخل الحركة.

تعتبره إسرائيل العقل المدبر للهجمات الأخيرة، وتصنفه على رأس قائمة المطلوبين لديها، وقد أعلنت مراراً عن عزمها القضاء عليه، مؤكدة أن القضاء على قيادة حماس هو هدف رئيسي لعملياتها العسكرية الجارية في غزة.

تفاصيل المقترح وأبعاده

أكدت الوزيرة ريغيف أن الهدف من مقترحها هو نزع أي رمزية قد يكتسبها دفن السنوار. ففي الثقافات المختلفة، يمكن أن يصبح قبر شخصية بارزة، خاصة في سياق صراع، نقطة تجمع أو موقعاً رمزياً لأنصاره. باقتراح حرق الجثمان، تسعى ريغيف إلى منع أي فرصة لتبجيل السنوار بعد وفاته، أو لتحويل موقع دفنه إلى رمز قد يلهم أجيالاً قادمة من المقاتلين.

يعكس هذا المقترح عمق العداء بين إسرائيل وحركة حماس، وخصوصاً تجاه السنوار الذي يُحمّل مسؤولية مباشرة عن الهجوم الذي أودى بحياة مئات الإسرائيليين وأدى إلى اختطاف آخرين.

السياق السياسي والعسكري

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً غير مسبوق، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وملاحقة قادة حماس. يعتبر القضاء على يحيى السنوار من الأهداف الاستراتيجية المعلنة للحكومة الإسرائيلية، التي ترى فيه عقبة رئيسية أمام أي تسوية مستقبلية للصراع أو تحرير الرهائن المتبقين. المقترح، وإن كان يتعلق بمرحلة ما بعد مقتله، يسلط الضوء على التركيز الشديد من الجانب الإسرائيلي على كل التفاصيل المتعلقة بشخصية السنوار وتأثيره المحتمل، حتى بعد وفاته.

الآثار والرمزية

تثير مثل هذه المقترحات تساؤلات حول الأعراف الدينية والقانونية والدولية المتعلقة بمعاملة جثث المتوفين في النزاعات. فبينما تسعى إسرائيل إلى نزع الشرعية عن رموز حماس، فإن مثل هذه الإجراءات قد تُفسر على أنها استفزازية أو لا تتماشى مع احترام الموتى، حتى في زمن الحرب. إن رمزية التخلص من الجسد بهذه الطريقة قد يكون لها تأثيرات نفسية ومعنوية على أطراف الصراع، وتضيف بعداً جديداً لشدة العداء ومرارة الخسائر من الجانبين.

لا يزال يحيى السنوار هدفاً حياً ومتحركاً، والمقترح الذي قدمته الوزيرة ميري ريغيف يعكس استباقاً إسرائيلياً لكيفية التعامل مع نهاية هذه الشخصية، في محاولة للسيطرة على السردية وتجنب خلق رموز جديدة للصراع المستمر.