تحطم مقاتلة إف-18 ومروحية أمريكيتين في بحر الصين الجنوبي

في حادثة نادرة وقعت في سبتمبر 2014، أعلنت البحرية الأمريكية عن فقدان طائرتين تابعتين لها في مياه غرب المحيط الهادئ، بالقرب من بحر الصين الجنوبي. شمل الحادث مقاتلة من طراز F/A-18E Super Hornet ومروحية بحث وإنقاذ من طراز MH-60S Seahawk، وكانتا تعملان انطلاقًا من حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون (CVN 70). وعلى الرغم من خطورة الموقف الذي تضمن حادثين متتاليين، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جميع أفراد الطاقمين بنجاح، مما حال دون وقوع أي خسائر في الأرواح.

تفاصيل الحادث المتسلسل

بدأت الأحداث عندما واجهت المقاتلة F/A-18E Super Hornet صعوبات فنية أثناء محاولتها الهبوط على سطح حاملة الطائرات. اضطر الطيار إلى القفز من الطائرة قبل تحطمها في البحر. على الفور، تم إطلاق عملية بحث وإنقاذ، حيث انطلقت مروحية MH-60S Seahawk للبحث عن الطيار وانتشاله من المياه. ولكن أثناء تنفيذها لمهامها، تحطمت المروحية هي الأخرى في ظروف لم تتضح تفاصيلها الأولية بشكل كامل.

كانت الطائرتان جزءًا من جناح الطيران البحري رقم 17، الذي كان يقوم بمهام دورية في منطقة مسؤولية الأسطول السابع الأمريكي. النقاط الرئيسية للحادث تتلخص في الآتي:

الطائرة المقاتلة: تحطمت مقاتلة من طراز F/A-18E Super Hornet بسبب عطل فني محتمل أثناء الاقتراب النهائي للهبوط.
المروحية: سقطت مروحية الإنقاذ MH-60S Seahawk بعد وقت قصير من الحادث الأول أثناء قيامها بمهمة إنقاذ الطيار.
عملية الإنقاذ: نجحت سفن الدعم المرافقة لحاملة الطائرات في إنقاذ طيار المقاتلة وطاقم المروحية المكون من عدة أفراد.
الخسائر: لم تسجل أي وفيات، واقتصرت الإصابات على جروح طفيفة تلقى أصحابها العلاج اللازم على متن الحاملة.

جهود الإنقاذ والتحقيقات

أظهرت الحادثة مدى فعالية وكفاءة بروتوكولات البحث والإنقاذ لدى البحرية الأمريكية. ففي غضون فترة وجيزة، تم تحديد مواقع جميع الأفراد وانتشالهم من البحر، وهو ما يُعد نجاحًا عملياتيًا كبيرًا في ظل الظروف المعقدة لحادثين جويين في عرض البحر. صرح مسؤولون في البحرية الأمريكية بأن جميع الناجين كانوا في حالة مستقرة بعد إنقاذهم.

عقب تأمين سلامة الأفراد، باشرت البحرية الأمريكية تحقيقًا شاملاً للوقوف على الأسباب الدقيقة التي أدت إلى تحطم كلتا الطائرتين. ركزت التحقيقات الأولية على فحص سجلات الصيانة للمقاتلة وتحديد طبيعة العطل الفني الذي أدى إلى الحادث الأول، بالإضافة إلى تحليل ملابسات سقوط المروحية أثناء مهمتها الحرجة.

الأهمية والسياق العملياتي

يُسلط هذا الحادث الضوء على المخاطر الكبيرة والمستمرة التي تواجه عمليات الطيران البحري، والتي تعتبر من بين أكثر المهام العسكرية تعقيدًا في العالم. يتطلب الإقلاع والهبوط من على متن حاملة طائرات متحركة دقة ومهارة فائقتين، وأي خلل فني أو بشري يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. كما أن وقوع الحادث في منطقة غرب المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد توترات جيوسياسية وحضورًا عسكريًا مكثفًا، يضيف بعدًا استراتيجيًا للخبر.

كانت مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون تقوم بدوريات روتينية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، وهي مهمة قياسية للقوات البحرية الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وبينما يمثل فقدان طائرتين متطورتين خسارة مادية كبيرة، فإن النتيجة الأهم بالنسبة للقيادة العسكرية كانت نجاح عملية الإنقاذ وعودة جميع الطيارين وأفراد الطواقم بسلام، مما يؤكد على الأولوية القصوى التي تُعطى لحياة الأفراد في العمليات العسكرية.