القوات الإسرائيلية تفجر آليات عسكرية مفخخة في حي الصبرة بمدينة غزة

في تطور ميداني لافت، أقدمت القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من فجر اليوم، الخميس، على تفجير عدد من آلياتها العسكرية المدرعة بعد تفخيخها في حي الصبرة، الواقع جنوبي مدينة غزة. وأسفرت الانفجارات، التي وصفت بالقوية للغاية، عن دمار هائل في الممتلكات والمنازل المحيطة بالمنطقة، مما يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً في القطاع.

تفاصيل العملية الميدانية

وفقاً لمصادر ميدانية وشهود عيان، قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي، التي كانت تتوغل في حي الصبرة، بتفخيخ عدد من الدبابات والمدرعات التي يُعتقد أنها تعرضت لأعطال أو أضرار خلال الاشتباكات الأخيرة. وجرى التفجير عن بعد كجزء من عملية إعادة تموضع للقوات أو انسحاب تكتيكي من بعض محاور التوغل. وتُعد هذه الممارسة إجراءً عسكرياً متبعاً لمنع وقوع المعدات العسكرية في أيدي الفصائل الفلسطينية أو استخدامها لاحقاً.

أدت شدة الانفجارات المتتالية إلى اهتزاز مناطق واسعة من مدينة غزة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف من المنطقة المستهدفة. وأفادت تقارير أولية بأن الآليات التي تم تفجيرها كانت متمركزة في شوارع وأزقة ضيقة داخل الحي، مما ضاعف من حجم الأضرار الجانبية التي لحقت بالبنية التحتية والمباني السكنية المكتظة.

الآثار الإنسانية والدمار الواسع

خلّفت الانفجارات دماراً كبيراً في الممتلكات المدنية، وهو ما وثقته مقاطع فيديو وصور من المنطقة. وقد تضرر عدد كبير من المنازل، بعضها انهار بشكل كامل، بينما لحقت أضرار جسيمة بأخرى، مما أدى إلى تشريد المزيد من العائلات التي كانت لا تزال تقيم في الحي رغم القصف والاشتباكات المستمرة. وقد واجهت طواقم الدفاع المدني والإسعاف صعوبات بالغة في الوصول إلى المكان لتقييم الأضرار والبحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض.

أبرزت المصادر الطبية والمحلية حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن هذا الإجراء، مشيرة إلى أن تدمير المنازل بهذه الطريقة يزيد من معاناة السكان ويعقد جهود الإغاثة والإيواء. وتشمل الأضرار ما يلي:

تدمير ما لا يقل عن مربع سكني كامل يضم عدة بنايات وعمارات.
سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم قتلى وجرحى، جراء الانفجارات وانهيار المباني.
انقطاع خدمات أساسية مثل الكهرباء والمياه نتيجة تضرر الشبكات العامة.

السياق العسكري العام

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه حي الصبرة وأحياء مجاورة مثل الزيتون عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ عدة أسابيع، بهدف القضاء على ما تصفه إسرائيل بـ"البنية التحتية للمقاومة". وتعتبر هذه المناطق من أكثر الجبهات اشتعالاً في مدينة غزة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية.

وعلى الرغم من الحديث المتداول في وسائل الإعلام عن مفاوضات جارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن العمليات الميدانية على الأرض لا تزال مستمرة بوتيرة مرتفعة. ويشير تفجير الآليات إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ خططه العسكرية على الأرض بشكل مستقل عن مسار المفاوضات السياسية، حيث يركز على تحقيق أهدافه التكتيكية وتأمين قواته المنسحبة من بعض المناطق.