حملة بيطرية تعالج 200 رأس ماشية مجاناً في مركز الرحمانية بالبحيرة

أعلنت مديرية الطب البيطري بمحافظة البحيرة، خلال الأيام القليلة الماضية، عن تنظيم قافلة بيطرية علاجية مجانية استهدفت القرى التابعة لمركز الرحمانية، وذلك في إطار جهود الدولة المستمرة لدعم وتنمية الثروة الحيوانية والوصول بالخدمات البيطرية إلى صغار المربين في المناطق الأكثر احتياجاً. وقد نجحت الحملة في تقديم الكشف والعلاج لنحو 200 رأس ماشية متنوعة، شملت الأبقار والجاموس والأغنام والماعز، حيث تم توفير كافة الخدمات الطبية والأدوية دون أي مقابل مادي.

خلفية المبادرة وأهميتها الاستراتيجية

تأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من القوافل البيطرية التي تنفذها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديرياتها الإقليمية، بهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية التي تعد أحد أهم ركائز الاقتصاد الزراعي في مصر ومصدراً رئيسياً للدخل لصغار المزارعين والأسر الريفية. وتكتسب هذه المبادرات أهمية خاصة في محافظة مثل البحيرة، التي تتمتع بكثافة عالية في تربية الماشية وتعتبر من المحافظات الرائدة في الإنتاج الحيواني. وتهدف هذه الجهود إلى تحسين صحة الحيوانات، ورفع كفاءتها الإنتاجية من اللحوم والألبان، والحد من انتشار الأمراض الوبائية التي قد تهدد هذا القطاع الحيوي.

تفاصيل الخدمات المقدمة خلال الحملة

ضمت القافلة فريقاً متكاملاً من الأطباء البيطريين المتخصصين في مختلف المجالات، الذين قاموا بتقديم حزمة واسعة من الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية. تم تجهيز الفريق بالأدوات والمعدات الطبية اللازمة لإجراء الفحوصات في الميدان، مما سهل الوصول إلى المربين في أماكنهم. وشملت الخدمات المقدمة ما يلي:

الفحص والعلاج: تم إجراء كشف شامل على الحيوانات لتشخيص مختلف الحالات المرضية، بما في ذلك الأمراض الباطنية، وأمراض الجهاز التنفسي، وحالات الجراحة البسيطة.
الصحة التناسلية: قُدمت خدمات متخصصة في مجال الصحة التناسلية وفحص وعلاج حالات نقص الخصوبة وتأخر الحمل، بهدف زيادة معدلات المواليد وتحسين الكفاءة التناسلية للقطعان.
مكافحة الطفيليات: تم علاج الحيوانات ضد الطفيليات الداخلية والخارجية، والتي تعتبر من أبرز العوامل التي تؤثر سلباً على صحة الماشية ومعدلات نموها وإنتاجها.
التوعية والإرشاد: لم تقتصر الحملة على الجانب العلاجي فقط، بل شملت أيضاً عقد لقاءات توعوية مع المربين لتعريفهم بأهمية التحصينات الدورية، وأساليب التغذية السليمة، وطرق الوقاية من الأمراض الشائعة، وكيفية التعرف على أعراضها المبكرة.
توفير الأدوية: قامت الحملة بتوزيع الأدوية والمستحضرات البيطرية اللازمة، مثل المضادات الحيوية ومضادات الطفيليات والفيتامينات، بشكل مجاني تماماً، مما خفف العبء المادي عن كاهل المربين.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمبادرة

تنعكس هذه المبادرات بشكل مباشر وإيجابي على الوضع الاقتصادي لصغار المربين، حيث توفر عليهم تكاليف باهظة كانوا يتكبدونها في سبيل علاج حيواناتهم لدى العيادات الخاصة. ومن خلال الحفاظ على صحة الماشية، تسهم الحملة في استدامة مصدر دخلهم وتحسين مستوى معيشتهم. وعلى المستوى الأوسع، يؤدي تحسين صحة الثروة الحيوانية إلى زيادة الإنتاج المحلي من البروتين الحيواني، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. كما أن الوصول بالخدمات إلى القرى والنجوع يعزز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة ويؤكد على اهتمامها بتلبية احتياجاتهم الأساسية.

التوجهات المستقبلية لمديرية الطب البيطري

أكد مسؤولون بمديرية الطب البيطري في البحيرة أن هذه الحملة ليست حدثاً معزولاً، بل هي جزء من خطة عمل دورية ومنتظمة تهدف إلى تغطية جميع المراكز والقرى في المحافظة، مع التركيز بشكل خاص على المناطق النائية والمحرومة من الخدمات. وتأتي هذه الخطط تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة دعم قطاع الثروة الحيوانية وتوفير الرعاية اللازمة له، باعتباره مكوناً أساسياً من مكونات التنمية الريفية الشاملة والمستدامة.