خبير أوكراني: الخطاب النووي الروسي أداة دعائية لترهيب الغرب واجتذاب انتباه إدارة ترامب

صرح بوغدان فيرينس، خبير العلوم السياسية ومؤسس منظمة "SD PLATFORMA" غير الحكومية، في 31 أكتوبر/تشرين الأول، بأن روسيا تستخدم خطابها النووي في المقام الأول كوسيلة دعائية وتكتيك نفسي، وليس كجزء أصيل من استراتيجية عسكرية فعلية. هذا التقييم، الذي يُنقل اليوم، الأربعاء، 24 يوليو/تموز 2024، عبر قناة FREEDOM TV، يسلط الضوء على منظور نقدي للتواصل الاستراتيجي لموسكو، خاصة فيما يتعلق بتفاعلاتها مع القوى الغربية ومحاولاتها المتصورة للتأثير على إدارات سياسية محددة.

خلفية الخطاب النووي الروسي

لطالما استخدمت روسيا ترسانتها النووية ليس فقط كرادع ضد العدوان المحتمل، بل أيضاً كعنصر مهم في رسائلها الجيوسياسية الأوسع. منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وخاصة تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، استدعت موسكو قدراتها النووية بشكل دوري استجابة لتهديدات متصورة، أو توسع غربي (مثل توسع الناتو)، أو خلال فترات التوتر الدولي المتزايد. يهدف هذا الخطاب غالباً إلى إظهار القوة، وتأكيد مكانة روسيا كقوة عالمية كبرى، وتحذير الخصوم من التدخل في ما تعتبره مجال نفوذها. يحلل الخبراء هذه التصريحات بانتظام لتحديد ما إذا كانت تمثل تهديدات حقيقية، أو خداعاً استراتيجياً، أو مزيجاً من الاثنين المصمم لتشكيل التصورات وتقييد الإجراءات المعارضة.

تحليل فيرينس: دعاية مقابل استراتيجية

وفقاً لـفيرينس، فإن التكرار الحالي للخطاب النووي الروسي يندرج بشكل أساسي ضمن فئة الدعاية. ويجادل بأن هذه التصريحات مصممة لتحقيق أهداف نفسية وسياسية محددة بدلاً من الإشارة إلى نشر نووي تكتيكي أو استراتيجي وشيك. تشمل الأهداف الرئيسية، كما حددها فيرينس، ما يلي:

ترهيب الدول الغربية: من خلال الإشارة المتكررة إلى قدراتها النووية، تهدف روسيا إلى زرع الخوف والتردد بين القادة والجمهور الغربي، مما قد يثنيهم عن تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا أو اتخاذ مواقف أكثر حزماً ضد الإجراءات الروسية. يسعى هذا الضغط النفسي إلى استغلال المخاوف القائمة بشأن الصراع النووي.
اجتذاب انتباه إدارة ترامب: يشير الإشارة إلى "إدارة ترامب" إلى استهداف خاص لقيادة أمريكية سابقة أو محتملة في المستقبل، معروفة بنهجها المميز في العلاقات الدولية. يرى فيرينس أن روسيا قد نظرت إلى رئاسة ترامب على أنها قد تكون أكثر تقبلاً لتكتيكات الترهيب هذه أو أكثر ميلاً للمفاوضات التي يمكن أن تفيد روسيا. قد ينبع هذا من ملاحظات دونالد ترامب السابقة لانتقادات الناتو، وتأكيده على سياسات "أمريكا أولاً"، ورغبته المعلنة في الانخراط المباشر مع القيادة الروسية. قد يكون الهدف هو استغلال موقف ترامب غير التقليدي في السياسة الخارجية لتحقيق مكاسب سياسية، مثل خفض العقوبات، أو إعادة النظر في المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، أو إضعاف التحالف عبر الأطلسي.

ردود الفعل الغربية والسياق الجيوسياسي

تتعامل الحكومات والمحللون الغربيون بشكل عام مع الخطاب النووي الروسي بمزيج من الحذر والتشكك. فبينما يتم إيلاء اعتبار جاد لأي تهديد نووي، هناك أيضاً إدراك بأن مثل هذه التصريحات غالباً ما تعمل كأدوات للحرب النفسية. خلال الصراع المستمر في أوكرانيا، على سبيل المثال، أطلق مسؤولون روس عدة تهديدات نووية مبطنة، والتي أدانها القادة الغربيون إلى حد كبير على أنها غير مسؤولة، لكنهم أقروا أيضاً بأنها قد تكون جزءاً من حملة ترهيب أوسع نطاقاً. ينظر المجتمع الدولي إلى مثل هذا الخطاب إلى حد كبير على أنه تصعيد للتوترات، مما قد يزيد من خطر سوء التقدير، حتى لو لم تكن النية المباشرة هي الضربة الأولى. وقد تضمنت الاستجابات عادة إعادة تأكيد الالتزام بالردع، وتعزيز الدفاعات التقليدية، والحفاظ على جبهة موحدة ضد العدوان الروسي، مع الدعوة في الوقت نفسه إلى خفض التصعيد.

التأثير والآثار المستقبلية

إن الاستخدام المستمر للخطاب النووي من قبل روسيا، كما حلله خبراء مثل فيرينس، له آثار عميقة على الأمن العالمي. فهو لا يبقي شبح الصراع النووي حياً فحسب، بل يعقد أيضاً الجهود الدبلوماسية ومفاوضات الحد من التسلح. إذا كان هذا الخطاب بالفعل أداة دعائية في المقام الأول، فإنه يؤكد استراتيجية الإكراه وحرب المعلومات التي تهدف إلى تقويض العزيمة الغربية والتأثير على النتائج السياسية. يشير استهداف إدارات محددة، مثل إدارة ترامب المحتملة في المستقبل، إلى فهم دقيق من جانب موسكو للديناميكيات السياسية في العواصم الغربية الرئيسية ومحاولة لتكييف رسائلها لتحقيق أقصى تأثير. يتطلب هذا النهج استجابة حذرة ومتسقة من المجتمع الدولي لتجنب كل من الذعر غير المبرر والرضا عن النفس، مما يضمن بقاء الردع موثوقاً دون التسبب عن غير قصد في تصعيد غير مقصود.