صديقة ضحية الهرم تكشف للنيابة عن خلافات زوجية سبقت مقتل أطفالها

في تطور جديد بالقضية التي هزت الرأي العام في مصر، والمعروفة إعلاميًا بـ«جريمة الهرم»، استمعت النيابة العامة في الجيزة لأقوال صديقة والدة الأطفال الأربعة الذين عُثر عليهم مقتولين. وقدّمت الشاهدة تفاصيل مهمة حول الأيام الأخيرة في حياة الأسرة، كاشفةً عن وجود خلافات زوجية حادة كانت تعاني منها الأم، مما يضيف بعدًا جديدًا لمسار التحقيقات الجارية.

خلفية الجريمة المروعة

تعود وقائع القضية إلى الأيام القليلة الماضية، حينما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغات متفرقة حول العثور على جثث أربعة أطفال في منطقتين مختلفتين بنطاق قسم شرطة الهرم. فقد تم العثور على جثث بعض الأطفال داخل مدخل أحد العقارات السكنية بمنطقة اللبيني، بينما تم انتشال جثث الآخرين من ترعة المنصورية. أثارت هذه الحادثة حالة من الصدمة والذعر، وسرعان ما كثفت السلطات جهودها لكشف ملابساتها. أسفرت التحريات الأولية عن تحديد هوية الأطفال ووالدتهم، التي تُعرف باسم «زيزي.م»، كما تم القبض على المتهم الرئيسي في ارتكاب المذبحة، وهو مالك محل للأدوات البيطرية، والذي يخضع حاليًا للتحقيق.

شهادة الصديقة تكشف تفاصيل الأيام الأخيرة

خلال التحقيقات التي جرت مؤخرًا، أدلت السيدة مريم مصطفى عبدالمجيد، وهي صديقة مقربة من والدة الضحايا، بشهادتها أمام النيابة. وأوضحت أن صديقتها كانت تعيش حياة زوجية مضطربة ومليئة بالتوتر، خاصة في الفترة التي سبقت وقوع المأساة. تركزت شهادتها على سلوك الزوج، مشيرةً إلى عدة نقاط جوهرية قد تكون مفتاحًا لفهم دوافع الجريمة أو الظروف المحيطة بها:

إساءات لفظية مستمرة: أكدت الشاهدة أن الزوج كان دائم الإساءة لزوجته وتوجيه الشتائم لها بشكل متكرر.
شكوك واتهامات: ذكرت أن الزوج كان يشك في سلوك زوجته باستمرار، مما خلق جوًا من انعدام الثقة والضغط النفسي عليها.
رغبة في الانفصال: صرحت بأن الضحية كانت قد أعربت لها عن رغبتها القوية في الحصول على الطلاق وإنهاء العلاقة الزوجية بسبب تفاقم المشكلات.

تقدم هذه الشهادة سياقًا اجتماعيًا ونفسيًا مهمًا للنيابة، حيث تسلط الضوء على البيئة الأسرية المتوترة التي كانت تعيشها الأم وأطفالها قبل وقوع الجريمة.

مسار التحقيقات الجارية

تعمل النيابة العامة حاليًا على تحليل هذه المعلومات الجديدة وربطها بأدلة القضية الأخرى. وتفحص السلطات طبيعة العلاقة بين الزوج والمتهم الرئيسي بارتكاب الجريمة، وما إذا كانت هذه الخلافات الزوجية قد لعبت دورًا مباشرًا أو غير مباشر في وقوعها. وتستمر جهات التحقيق في جمع الأدلة واستدعاء شهود آخرين من محيط الأسرة والجيران للوصول إلى الحقيقة الكاملة وراء هذه الجريمة البشعة التي شغلت المجتمع المصري.

أهمية القضية وتأثيرها على الرأي العام

تكتسب «جريمة الهرم» أهمية خاصة نظرًا لبشاعتها، حيث استهدفت أطفالًا أبرياء. وقد أثارت القضية نقاشًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول العنف الأسري وتأثيره المدمر. وتُعد شهادة الصديقة تطورًا محوريًا، حيث حولت جزءًا من الانتباه إلى الظروف الأسرية التي قد تكون شكلت دافعًا أو عاملًا مساهمًا في المأساة، مما يجعل القضية تتجاوز كونها مجرد جريمة قتل إلى كونها انعكاسًا لمشكلات اجتماعية أعمق.