المعلق خليل البلوشي يثني على برنامج "دولة التلاوة" ويصف مصر بمنصة فريدة للمواهب

أثار المعلق الرياضي العماني البارز، خليل البلوشي، اهتماماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في نوفمبر 2023، بعد نشره إشادة خاصة ببرنامج "دولة التلاوة" المصري. وفي تعليقاته، وصف البلوشي مصر بأنها "أرض تطلق المواهب ولا تُشبه أحداً"، مثنياً على دورها التاريخي والحالي في رعاية المواهب، وتحديداً في مجال تلاوة القرآن الكريم. وتجاوزت هذه الإشادة حدود المتابعة التقليدية للبرامج الدينية، نظراً للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها البلوشي في العالم العربي، مما سلط الضوء على البرنامج وأهدافه على نطاق أوسع.

خلفية الإشادة وتفاصيلها

جاءت تصريحات خليل البلوشي عبر حساباته الرسمية، حيث عبر عن إعجابه بفكرة ومحتوى برنامج "دولة التلاوة" الذي انطلق عرضه مؤخراً. وأكد في منشوره أن مصر كانت وستظل المنصة الأبرز لاكتشاف وتقديم الأصوات المميزة في التلاوة والإنشاد الديني. وقد لاقت كلماته تفاعلاً كبيراً من متابعيه، الذين رأوا فيها شهادة مهمة تأتي من شخصية عامة محبوبة وغير مصرية، مما يعزز من الرسالة الثقافية للبرنامج ويعكس تأثيره الإقليمي. لم تكن الإشادة مجرد تعليق عابر، بل اعتبرها الكثيرون تأكيداً على المكانة الثقافية والدينية التي تحتلها مصر في الوجدان العربي.

ما هو برنامج "دولة التلاوة"؟

برنامج "دولة التلاوة" هو مسابقة تلفزيونية أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مصر، ويُعرض على قنواتها مثل "الحياة" و"الناس". يهدف البرنامج بشكل أساسي إلى اكتشاف المواهب الشابة في مجال تلاوة القرآن الكريم والإنشاد الديني، وذلك في محاولة لإحياء العصر الذهبي للقراء المصريين الذين تركوا بصمة خالدة في العالم الإسلامي. يستمد البرنامج اسمه من اللقب الذي اشتهرت به مصر تاريخياً كـ"دولة التلاوة"، نظراً لكونها أنجبت عمالقة هذا الفن، من أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري.

تتكون لجنة تحكيم البرنامج من قامات معروفة في هذا المجال، تضم قراءً وعلماء ومنشدين كبار، مما يمنح المسابقة مصداقية وثقلاً كبيراً. ويعتمد البرنامج على عدة مراحل من التصفيات لاختيار أفضل الأصوات، مع التركيز ليس فقط على جمال الصوت، بل أيضاً على إتقان أحكام التجويد وفهم المعاني القرآنية، مما يجعله منصة تعليمية وتنافسية في آن واحد.

الأهمية الثقافية والسياق الأوسع

تكمن أهمية البرنامج في كونه مبادرة حديثة ومنظمة لإعادة إحياء أحد أبرز معالم التراث الثقافي والديني في مصر. ففي ظل متغيرات العصر الحديث، يمثل "دولة التلاوة" جهداً للحفاظ على هذا الإرث العريق وتقديمه للأجيال الجديدة بأسلوب معاصر وجذاب. إنه لا يقتصر على كونه مسابقة لاكتشاف المواهب، بل يعمل أيضاً على تعزيز ارتباط الشباب بالقرآن الكريم وعلومه، وتقديم نماذج إيجابية لهم في هذا المجال.

تأتي إشادة شخصية مثل خليل البلوشي لتعكس نجاح البرنامج في الوصول إلى شرائح متنوعة من الجمهور العربي. فعندما يثني معلق رياضي شهير، يتابعه الملايين، على برنامج ديني، فإن ذلك يساهم في كسر الحواجز بين المجالات المختلفة ويؤكد أن الثقافة الرفيعة والفن الأصيل قادران على جذب الاهتمام بعيداً عن مجالهما المباشر. كما أن هذه الإشادة تعزز من مفهوم "القوة الناعمة" لمصر، حيث تبرز دورها كحاضنة للفنون والثقافة العربية والإسلامية، وهو دور تاريخي تسعى لترسيخه من خلال مبادرات إعلامية وثقافية مشابهة.