دعم ريف 2025: مبادرة سعودية لتمكين المزارعين وتحقيق التنمية الريفية المستدامة

أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية استمرارية جهودها في تعزيز القطاع الزراعي عبر برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، المعروف باسم "دعم ريف"، والذي يواصل تقديم الدعم للمزارعين والأسر المنتجة مع بداية عام 2025. يُعد هذا البرنامج إحدى الركائز الأساسية التي تهدف إلى تحسين المستوى المعيشي في المناطق الريفية، وزيادة الكفاءة الإنتاجية، والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

خلفية البرنامج وأهدافه الاستراتيجية

انطلق برنامج "دعم ريف" كمبادرة حكومية استراتيجية تستهدف تطوير المجتمعات الريفية ومعالجة التحديات التي تواجه صغار المنتجين الزراعيين. يسعى البرنامج إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المحورية، أبرزها تنويع القاعدة الاقتصادية في المناطق الريفية، وتوفير فرص عمل مستدامة لأبنائها، وتشجيع الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة. يركز الدعم بشكل أساسي على القطاعات الزراعية التي تتمتع بميزات نسبية في مختلف مناطق المملكة، بهدف رفع جودة المنتجات المحلية وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق.

الفئات المستهدفة وآلية الدعم

يستهدف البرنامج شريحة واسعة من العاملين في القطاع الزراعي الريفي، ويشمل الدعم المالي المباشر وغير المباشر لتمكينهم من تطوير مشاريعهم. وتتضمن قائمة المستفيدين صغار المزارعين، والأسر المنتجة، ومربي الماشية، ومناحل العسل، والصيادين، بالإضافة إلى العاملين في عدد من المحاصيل الواعدة. يتم تقديم الدعم بناءً على دراسة دقيقة لاحتياجات كل قطاع، ويغطي جوانب متعددة مثل شراء المدخلات الزراعية الحديثة، وتطوير أساليب الإنتاج، وتسهيل الوصول إلى الأسواق. من أبرز القطاعات التي يغطيها البرنامج:

إنتاج وتصنيع وتسويق البن العربي.
تربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته.
زراعة وتجفيف وتعبئة الفواكه الاستوائية والمحلية مثل المانجو والتين والرمان.
تطوير قطاع زراعة الورود والنباتات العطرية.
دعم منتجي المحاصيل البعلية مثل الحبوب والسمسم.
تنمية مشاريع الأسر الريفية المنتجة في مجالات الصناعات الغذائية التقليدية.

التطورات الأخيرة وشروط الأهلية لعام 2025

مع بداية دورة الدعم لعام 2025، فتحت وزارة البيئة والمياه والزراعة البوابة الإلكترونية لاستقبال طلبات التسجيل الجديدة وتحديث بيانات المستفيدين الحاليين. ولضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، وضعت الوزارة مجموعة من الشروط الواجب توافرها في المتقدمين، منها أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، وألا يشغل أي وظيفة في القطاع العام أو الخاص. كما يُشترط أن يكون المتقدم من سكان المنطقة الإدارية التي يشملها الدعم، وأن يمتلك حسابًا بنكيًا نشطًا لتلقي الدعم المالي، بالإضافة إلى الالتزام بتطبيق الممارسات الزراعية المعتمدة التي تحددها الوزارة لضمان استدامة المشاريع وجودة الإنتاج.

الأهمية والتأثير المتوقع

يحمل برنامج "دعم ريف" أهمية بالغة للاقتصاد الوطني والمجتمع الريفي على حد سواء. فعلى المستوى الاقتصادي، يساهم البرنامج في تقليل الاعتماد على الاستيراد من خلال زيادة الإنتاج المحلي، ويعزز الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. أما على المستوى الاجتماعي، فيعمل البرنامج على تمكين المرأة الريفية وتوفير مصدر دخل ثابت للأسر، مما يحد من الهجرة إلى المدن ويعزز الاستقرار الاجتماعي في القرى والأرياف. من المتوقع أن يؤدي استمرار البرنامج في عام 2025 إلى تعزيز مرونة القطاع الزراعي السعودي وقدرته على مواجهة التحديات المستقبلية، وتحويل المناطق الريفية إلى مراكز إنتاجية حيوية ومستدامة.