اتهام الأم بـ"محاولة قتل متعمدة" في حادث دهس طلاب الشيخ زايد المأساوي

شهدت مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة خلال الأيام الماضية حادث دهس مروع أودى بحياة طالب وإصابة آخرين، ليتحول لاحقًا إلى قضية رأي عام مع تصريحات والدة أحد الضحايا. وقد تصدرت القضية عناوين الأخبار بعد اتهام والدة الطالب المتوفى، محمد عمارة، للسائق المتسبب في الحادث بمحاولة "قتل متعمدة"، مما أثار جدلاً واسعًا حول دوافع الحادث ومجرى التحقيقات الجارية. تأتي هذه التطورات في ظل متابعة أمنية وقضائية حثيثة، ومطالبات شعبية بالكشف عن الحقيقة وتطبيق العدالة.

خلفية الحادث الأليم

وقعت الفاجعة مطلع الأسبوع الماضي، عندما صدمت سيارة يقودها شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، يدعى كريم السيد (اسم مستعار)، مجموعة من الطلاب أثناء عبورهم الطريق بجوار إحدى المدارس الدولية في منطقة الشيخ زايد. أسفر الحادث عن وفاة الطالب محمد عمارة على الفور متأثرًا بجراحه البالغة، بينما أصيب عدد آخر من زملائه بإصابات متفاوتة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقد هرعت فرق الإسعاف والشرطة إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وتم التحفظ على السائق ومركبته لبدء التحقيقات الأولية. تداول شهود عيان وبعض أولياء الأمور روايات متضاربة حول سرعة السيارة لحظة وقوع الحادث، ووجود أي محاولات من جانب السائق لتفادي الاصطدام، مما زاد من تعقيد المشهد.

تطورات التحقيقات والتصريحات

منذ وقوع الحادث، كثفت النيابة العامة تحقيقاتها للوقوف على ملابساته كاملة. وقد شملت التحقيقات استدعاء السائق المتهم للاستماع إلى أقواله، بالإضافة إلى الاستماع لأقوال شهود العيان والطلاب المصابين وأولياء أمورهم. كانت النقطة المحورية في التطورات الأخيرة هي التصريحات القوية التي أدلت بها والدة الطالب المتوفى محمد عمارة. فقد أكدت الأم أن ما حدث لم يكن مجرد حادث سير عادي ناتج عن إهمال أو خطأ غير مقصود، بل كانت "محاولة قتل متعمدة"، مشيرة إلى أن السائق قاد سيارته بتهور شديد وبسرعة جنونية، وبدا وكأنه لا يعبأ بوجود الطلاب على الطريق، بل وربما تعمد دهسهم، على حد وصفها. وتطالب الأم بفتح تحقيق موسع يشمل كافة الزوايا، بما في ذلك أي سوابق أو دوافع قد تكون وراء هذا التصرف المروع.

وقد وجهت النيابة العامة للسائق تهمًا أولية تتضمن القتل الخطأ والإصابة الخطأ، مع استمرار التحقيقات لتحديد ما إذا كانت هناك دلائل تدعم فرضية القتل العمد أو الشروع فيه، خاصة بعد تصريحات الأم. وتشمل الإجراءات الجارية تحليل كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث، وفحص الحالة الفنية للسيارة، واستدعاء خبراء المعمل الجنائي لتحديد سرعة السيارة لحظة الاصطدام ومدى محاولة السائق للفرملة. هذه التحقيقات الدقيقة تهدف إلى تقديم صورة واضحة وموضوعية للحادث، بعيدًا عن أي تكهنات.

دعوات العدالة والمجتمع

أثار الحادث صدمة واسعة في الأوساط المجتمعية، خاصة بين أهالي الشيخ زايد وطلاب المدارس. وتصاعدت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للمطالبة بتحقيق العدالة الناجزة ومعاقبة المتورطين بأقصى العقوبات، مع التأكيد على ضرورة التصدي لظاهرة القيادة المتهورة، خاصة بين الشباب. وقد نظم بعض الأهالي وقفات احتجاجية رمزية مطالبين بتشديد الرقابة المرورية وتطبيق قوانين رادعة للحد من مثل هذه الحوادث التي تزهق الأرواح البريئة. تعد هذه القضية نموذجًا يعكس التحديات المتعلقة بالسلامة المرورية والمساءلة القانونية، وتبرز أهمية الوعي المجتمعي بضرورة الالتزام بقواعد المرور والقيادة الآمنة. الأمل معقود على سير العدالة لكشف الحقيقة الكاملة وتقديم رد شافٍ لعائلة الفقيد والمجتمع.