شبهات تسريب تلاحق جائزة نوبل للسلام بعد رهانات ضخمة على الفائزة

خيمت على إعلان جائزة نوبل للسلام لعام 2024 اتهامات خطيرة بخرق السرية، مما أدى إلى فتح تحقيق رسمي في النرويج. جاء ذلك في أعقاب موجة من أنشطة المراهنات غير المعتادة التي سبقت الإعلان الرسمي بساعات، حيث تنبأت بدقة بفوز إحدى الفائزتين، الأمر الذي ألقى بظلال من الشك على نزاهة هذه الجائزة المرموقة.

تفاصيل الحادثة

في صباح يوم الجمعة، 11 أكتوبر 2024، وقبل ساعات قليلة من الكشف عن هوية الفائز، شهدت أسواق المراهنات عبر الإنترنت تدفقًا هائلاً وغير مسبوق للرهانات لصالح زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. أدى هذا النشاط المكثف إلى انخفاض احتمالات فوزها بشكل حاد، لتحويلها من مرشحة ذات حظوظ ضئيلة إلى المرشحة الأوفر حظًا في غضون فترة زمنية قصيرة. أثار حجم الرهانات وتوقيتها الدقيق شكوكًا فورية لدى المراقبين ومنصات المراهنات، مما أوحى بأن بعض المراهنين ربما كانوا يمتلكون معلومات سرية حول هوية الفائز.

التحقيق الرسمي

استجابة لهذه المخالفات، اتخذت لجنة نوبل النرويجية، المسؤولة عن منح الجائزة، خطوة استثنائية بتقديم بلاغ إلى الشرطة. وأكد سكرتير اللجنة، أولاف نيولستاد، هذا الإجراء، مشددًا على خطورة الموقف. وبناءً على ذلك، أعلنت الهيئة الوطنية النرويجية للتحقيق في الجرائم الاقتصادية والبيئية، المعروفة باسم Økokrim، عن فتح تحقيق رسمي. يركز التحقيق على احتمالية خرق واجب السرية من قبل أفراد كان لديهم علم بهوية الفائز قبل الإعلان العام عنه.

أهمية السرية وتأثير التسريب

تُعرف عملية اختيار الفائزين بجوائز نوبل بسرية تامة، حيث لا يُسمح بالكشف عن أسماء المرشحين أو من قاموا بترشيحهم لمدة خمسين عامًا. ويهدف هذا الإجراء الصارم إلى حماية نزاهة الجائزة، ومنع أي ضغوط خارجية أو سياسية، وضمان اتخاذ اللجنة لقرارها باستقلالية تامة. وفي حال تأكيد حدوث تسريب، سيمثل ذلك فشلًا كبيرًا في هذه العملية، وقد يلحق ضررًا بالغًا بالثقة العالمية والمكانة التي اكتسبتها الجائزة على مدار أكثر من قرن.

الفائزون والسياق

مُنحت جائزة عام 2024 في النهاية بشكل مشترك لكل من ماتشادو ومنظمة نيهون هيدانكيو، وهي منظمة يابانية تمثل الناجين من القصف الذري. وكان اختيار ماتشادو لافتًا بشكل خاص، حيث اعتُبر رسالة دعم قوية للديمقراطية في فنزويلا وتحديًا لحكومة نيكولاس مادورو. إن الطبيعة السياسية الحساسة لفوزها تجعل من شبهات التسريب أمرًا أكثر خطورة، مما يثير تساؤلات حول الدوافع المحتملة وراء هذا الخرق. ويظل التحقيق الشرطي الجاري هو محور الاهتمام، حيث يُتوقع أن تكون لنتائجه تداعيات طويلة الأمد على إجراءات وسمعة لجنة نوبل النرويجية.