تأثير تجريد الأمير أندرو من ألقابه على زوجته السابقة وابنتيه

في خطوة غير مسبوقة هزت أركان العائلة المالكة البريطانية، أُعلن في يناير 2022 عن تجريد الأمير أندرو، دوق يورك، من ألقابه العسكرية ورعايته الملكية، مع توقفه عن استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" في أي مناسبة رسمية. هذا القرار، الذي اتخذته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، لم يغير مستقبل الأمير بشكل جذري فحسب، بل ألقى بظلاله العميقة على أفراد عائلته المقربين، وتحديداً زوجته السابقة سارة فيرغسون، دوقة يورك، وابنتيهما الأميرتين بياتريس ويوجيني.

خلفية القرار وتداعياته

جاء القرار الحاسم على خلفية الدعوى المدنية التي رفعتها فيرجينيا جوفري ضد الأمير أندرو في الولايات المتحدة، متهمة إياه بالاعتداء الجنسي، وهي الاتهامات التي نفاها الأمير بشدة. ارتبطت هذه القضية بعلاقة أندرو برجل الأعمال المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين. ولحماية سمعة المؤسسة الملكية من الضرر المتزايد، تم اتخاذ قرار إبعاد الأمير عن الحياة العامة بشكل كامل، ليواجه القضية كـ"مواطن عادي". وعلى الرغم من توصله لاحقاً إلى تسوية مالية خارج المحكمة مع جوفري، إلا أن الضرر الذي لحق بسمعته ومكانته كان قد وقع بالفعل.

شملت الخسائر التي تكبدها الأمير ما يلي:

فقدان جميع أدواره العسكرية الفخرية، بما في ذلك منصبه كعقيد في حرس غرينادير.
التنازل عن أكثر من 100 من الرعايات الملكية الخيرية والمنظمات التي كان يرتبط بها.
التوقف الرسمي عن استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" (HRH)، وهو ما يعد تخفيضاً كبيراً في مكانته.

ومع ذلك، احتفظ الأمير بلقبه النبيل الأساسي "دوق يورك"، وهو اللقب الذي مُنح له عند زواجه عام 1986، كما أنه لا يزال في خط خلافة العرش.

التأثير على سارة فيرغسون، دوقة يورك

على الرغم من طلاقها من الأمير أندرو في عام 1996، حافظت سارة فيرغسون على علاقة وثيقة به، حيث يتقاسمان العيش في "رويال لودج" في وندسور. لقبها "دوقة يورك" مستمد مباشرة من لقب زوجها السابق. أثار تجريد أندرو من واجباته تساؤلات حول وضعها، لكن الخبراء الملكيين أكدوا أنها تحتفظ بلقبها كجزء من تسوية الطلاق. ومع ذلك، فإن فقدانها للقب ممكن فقط في حال قررت الزواج مرة أخرى.

التأثير الأكبر على سارة كان غير مباشر؛ حيث وجدت نفسها في قلب عاصفة إعلامية أضرت بعلامتها التجارية الشخصية ومساعيها التجارية. ورغم ذلك، وقفت إلى جانب زوجها السابق بشكل علني، مؤكدة على ولائها له ووحدة أسرتهما في مواجهة الأزمة.

الأميرتان بياتريس ويوجيني ومستقبلهما الملكي

بالنسبة للأميرتين بياتريس ويوجيني، فإن ألقابهما كـ"أميرة" و"صاحبة السمو الملكي" هي حقوق مكتسبة بالولادة كحفيدات للملكة، وبالتالي لم تتأثر بشكل مباشر بقرار تجريد والدهما. ومع ذلك، فإن التداعيات عليهما كانت كبيرة على المستوى الشخصي والمهني. لقد أضرت الفضيحة بسمعة العائلة بشكل عام، ووضعت الأميرتين في موقف حرج.

الأهم من ذلك، أن هذه الأزمة قضت على أي أمل ضئيل كان لديهما في أن تصبحا عضوين عاملين في العائلة المالكة في المستقبل. ففي ظل رؤية الملك تشارلز الثالث لـ"ملكية مصغرة" تركز على عدد أقل من الأفراد العاملين، فإن ارتباطهما بوالدهما الذي أصبح شخصية مثيرة للجدل يجعلهما بعيدتين كل البعد عن أي دور رسمي بارز. تواصل الأميرتان أداء واجبات محدودة وحضور مناسبات عائلية، لكن مستقبلهما يكمن الآن بشكل حصري تقريباً في حياتهما المهنية الخاصة خارج نطاق الواجبات الملكية الرسمية.

نظرة على الوضع الحالي والمستقبل

بعد تجريده من ألقابه، أصبح الأمير أندرو شخصية معزولة إلى حد كبير عن المشهد الملكي العام. ورغم ظهوره في بعض المناسبات العائلية الخاصة مثل الجنازات والتجمعات في ساندرينغهام، إلا أنه مستبعد تماماً من الأحداث الرسمية الكبرى مثل الظهور على شرفة قصر باكنغهام. بالنسبة لعائلته الصغيرة، فقد عززت الأزمة من وحدتهم ككيان خاص، لكنها حددت بشكل قاطع مكانتهم على هامش المؤسسة الملكية، حيث يعيشون حياتهم بعيداً عن الأضواء والمسؤوليات التي كانت جزءاً لا يتجزأ من هويتهم في السابق.