إقالة مدرب ونجله تضرب نادياً رياضياً بعد سلسلة خسائر موجعة

شهدت الأوساط الرياضية المحلية في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي صدمة مدوية، حيث أعلن مجلس إدارة نادي الاتحاد الرياضي، أحد أعرق الأندية في البلاد، قراره بإنهاء عقد مدرب الفريق الأول المخضرم أحمد الجابري ونجله سامي الجابري، الذي كان يشغل منصب مساعد المدرب. جاء هذا القرار الحاسم عقب هزيمتين قاسيتين ومتقاربتين، وضعتا النادي في موقف حرج للغاية ضمن منافسات الدوري الممتاز وكأس البطولة المحلية. تمثل هذه الإقالة نقطة تحول مفصلية في تاريخ النادي، وتضع عائلة الجابري، التي ارتبط اسمها بالنادي لسنوات، في موقف صعب وغير متوقع، مما جعل هذا اليوم بالفعل «حالكاً» بالنسبة لهم وللكثير من جماهير النادي.

خلفية الأزمة وتاريخ عائلة الجابري

تعود جذور عائلة الجابري في نادي الاتحاد الرياضي لسنوات طويلة، فـأحمد الجابري ليس غريباً على مقاعد البدلاء في النادي، حيث سبق له أن قاده في فترات سابقة وحقق معه بعض الإنجازات، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة واحتراماً في الأوساط الكروية. عاد الجابري لتولي القيادة الفنية للفريق قبل عامين تقريباً، حاملاً معه آمالاً كبيرة بإعادة النادي إلى سابق عهده. وقد اصطحب معه نجله سامي الجابري، الذي كان يتمتع بمسيرة واعدة كلاعب قبل أن ينتقل إلى مجال التدريب ليصبح ساعد أبيه الأيمن. هذه العلاقة الأبوية والمهنية المشتركة كانت تعد في البداية مصدر قوة وتماسك للفريق، ولكنها سرعان ما تحولت إلى نقطة ضعف تحت ضغط النتائج السلبية المتزايدة. كان النادي قد بدأ الموسم بطموحات كبيرة للمنافسة على الألقاب، بعد استثمار كبير في سوق الانتقالات وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين بارزين.

التطورات الأخيرة والهزيمتان القاسيتان

شهدت الأسابيع الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في أداء ونتائج فريق الاتحاد الرياضي، إلا أن الهزيمتين الأخيرتين كانتا القشة التي قصمت ظهر البعير. أولى هذه الهزائم كانت في مباراة قمة الدوري المحلي الممتاز، حيث خسر الفريق أمام غريمه التقليدي بنتيجة 3-1، في أداء وصفه النقاد بالباهت والمفتقر للروح القتالية. لم يكد الفريق يلتقط أنفاسه حتى تعرض لهزيمة أخرى مؤلمة، هذه المرة في ربع نهائي كأس البطولة المحلية، بخسارته أمام فريق أقل تصنيفاً بنتيجة 2-0. هذه الخسارة تعني خروج النادي من إحدى أهم المسابقات التي كان يعول عليها كثيراً لإنقاذ موسمه. تراكمت هذه النتائج السلبية لتضع الفريق في المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري، مبتعداً بفارق كبير عن المتصدرين ومراكز التأهل للبطولات القارية، مما أثار غضباً جماهيرياً عارماً ومطالبات متزايدة بالتغيير.

قرار الإدارة والمبررات

أكد بيان رسمي صادر عن مجلس إدارة نادي الاتحاد الرياضي أن قرار إقالة المدرب أحمد الجابري ونجله جاء بعد «تقييم شامل وموضوعي للمرحلة الماضية» و«عدم تحقيق الأهداف المرجوة» وتأثيراً على «استقرار وأداء الفريق فنياً ومعنوياً». وأشار البيان إلى أن الإدارة ترى أن التغيير أصبح ضرورياً لضخ دماء جديدة وتصحيح المسار قبل فوات الأوان. وأوضح المتحدث الرسمي للنادي أن القرار لم يكن سهلاً على الإطلاق، نظراً لتاريخ المدرب الطويل مع النادي، ولكن مصلحة النادي وجمهوره هي الأولوية القصوى. وقد أشار بعض المحللين الرياضيين إلى أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي بلغت ذروتها بعد الهزيمتين الأخيرتين لعبت دوراً كبيراً في تعجيل اتخاذ هذا القرار الصعب.

ردود الفعل والتبعات

جماهير النادي: تباينت ردود أفعال الجماهير بين مؤيد للقرار، معتبراً إياه خطوة ضرورية لإنقاذ الموسم، وبين معارض يرى أن المدرب كان يستحق فرصة أكبر، خاصة بالنظر إلى الظروف المحيطة بالفريق من إصابات وضغط مباريات. لكن الغالبية أجمعت على خيبة الأمل من تراجع مستوى الفريق.
المحللون الرياضيون: أشار العديد من الخبراء إلى أن قرار الإقالة كان متوقعاً بالنظر إلى تدهور النتائج، ونقص التكتيكات الواضحة، وعدم قدرة الجهاز الفني على إيجاد حلول جذرية لمشاكل الفريق المتكررة، مثل ضعف الدفاع وعدم الفعالية الهجومية. كما تناولوا قضية عمل الأب والابن معاً في جهاز فني واحد، وكيف أنها قد تكون سلاحاً ذا حدين.
مستقبل عائلة الجابري: أثار القرار تساؤلات حول مستقبل أحمد الجابري في عالم التدريب بعد هذه التجربة الصعبة، وكذلك حول مسيرة نجله سامي، الذي كان يُنظر إليه كمدرب صاعد. قد يتطلب الأمر بعض الوقت لكليهما لإعادة تقييم مسيرتهما المهنية.

التأثير والتطلعات المستقبلية

يترتب على قرار إقالة الجهاز الفني الحالي تأثيرات فورية ومستقبلية على نادي الاتحاد الرياضي. فعلى المدى القصير، سيتولى أحد المدربين المؤقتين قيادة الفريق في المباريات القادمة، ريثما يتم البحث عن بديل دائم. هذا التغيير المفاجئ قد يؤثر على معنويات اللاعبين وانسجامهم، ولكنه قد يمنحهم أيضاً حافزاً جديداً لإثبات الذات. أما على المدى الطويل، فإن الإدارة تواجه تحدياً كبيراً في اختيار مدرب جديد قادر على انتشال الفريق من دوامة النتائج السلبية، وإعادة بناء الثقة، وتحقيق الأهداف الطموحة التي وضعها النادي. البحث عن مدرب يمتلك رؤية فنية واضحة، وقادراً على التعامل مع الضغوط، سيكون أولوية قصوى. تكتسب هذه الأخبار أهميتها كونها تسلط الضوء على الطبيعة القاسية لكرة القدم الاحترافية، حيث النتائج هي الفيصل، وأن العلاقة الأسرية لا تشفع أمام ضغط الأداء والتطلعات الكبيرة من الجماهير والإدارة.

يمثل هذا اليوم بداية فصل جديد في تاريخ نادي الاتحاد الرياضي، ونهاية حقبة لـأحمد الجابري ونجله سامي. الأنظار كلها تتجه الآن نحو كيفية تعامل النادي مع هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، وما إذا كان التغيير سيؤتي ثماره في إنقاذ ما تبقى من موسم الفريق الرياضي.