توقعات حديثة تفصح عن أبعاد شاشات آيفون القابل للطي وموعد إطلاقه المحتمل

تستمر التكهنات حول دخول شركة آبل إلى سوق الأجهزة القابلة للطي في التزايد، حيث تشير تقارير حديثة صادرة في أواخر عام 2023 وبداية عام 2024 إلى تفاصيل جديدة حول أحجام الشاشات المحتملة لجهاز آيفون القابل للطي، بالإضافة إلى احتمال تأجيل موعد إطلاقه المتوقع. تثير هذه التوقعات اهتماماً واسعاً نظراً للتأثير المتوقع لدخول آبل إلى هذا القطاع الذي ينمو بشكل مضطرد.

خلفية عن سوق الأجهزة القابلة للطي وتوجه آبل

لطالما اشتهرت آبل بدخولها المتأني للأسواق الجديدة، مفضلةً الانتظار حتى تنضج التقنيات وتتمكن من تقديم تجربة مستخدم متكاملة ومبتكرة. يتضح هذا النهج في تاريخها مع الهواتف الذكية والساعات الذكية وغيرها من المنتجات التي أحدثت ثورة في فئاتها بعد فترة من دخول المنافسين الأوائل. سوق الهواتف القابلة للطي، الذي يسيطر عليه لاعبون رئيسيون مثل سامسونج وهواوي وجوجل، شهد تطورات سريعة في السنوات الأخيرة، لكنه لا يزال يعتبر سوقاً متخصصاً نسبياً يواجه تحديات تتعلق بالمتانة والتكلفة العالية والتصميم. على الرغم من أن آبل لم تؤكد رسمياً أي خطط لإطلاق جهاز قابل للطي، إلا أن براءات الاختراع المتعددة التي سجلتها الشركة تشير بوضوح إلى بحث وتطوير مكثفين في مجالات الشاشات المرنة والمفصلات المتطورة، مما يؤكد اهتمامها بهذه الفئة.

التطورات الأخيرة وتوقعات الشاشات

تشير التوقعات الحديثة، لا سيما من محللين بارزين في مجال الشاشات مثل روس يونغ من شركة DSCC، إلى أن آبل قد تعمل على أكثر من نموذج لجهاز قابل للطي. بالنسبة لـ آيفون القابل للطي، الذي يُتوقع أن يأتي بتصميم صدفة (clamshell) مشابهاً لهواتف سامسونج فليب في طريقة الطي العمودي، تشير التسريبات إلى شاشة داخلية رئيسية يتراوح حجمها بين 7.5 و 8.1 بوصة عند فردها بالكامل. من المرجح أن يضم الجهاز أيضاً شاشة خارجية أصغر حجماً لعرض الإشعارات والوقت والمعلومات الأساسية دون الحاجة إلى فتح الجهاز. هذه الأحجام تضع آيفون القابل للطي في منافسة مباشرة مع الأجهزة المماثلة في السوق التي تقدم مزيجاً من قابلية الحمل وحجم الشاشة الكبير عند الحاجة للاستخدام المتعدد.

بالإضافة إلى آيفون، هناك توقعات بوجود جهاز آبل قابل للطي أكبر حجماً، ربما يكون هجيناً بين آيباد وماك بوك، مع شاشة يبلغ حجمها حوالي 20 بوصة. وقد يخدم هذا الجهاز فئة مختلفة تماماً من المستخدمين الباحثين عن إنتاجية أكبر في تصميم مرن. ورغم أن هذا الجهاز الأكبر قد يظهر في وقت مبكر نسبياً (ربما في عام 2026)، إلا أن التركيز الأكبر في هذه التوقعات ينصب على آيفون القابل للطي وتحدياته التقنية والاستراتيجية.

احتمال تأجيل الإطلاق والأسباب الكامنة

تشير معظم التقارير الحديثة إلى أن إطلاق آيفون القابل للطي قد لا يحدث قبل عام 2026 أو حتى 2027، وهو تأجيل عن التوقعات الأولية التي كانت تشير إلى عامي 2024 أو 2025. تُعزى أسباب هذا التأجيل المتوقع إلى عدة عوامل رئيسية، جميعها تنبع من حرص آبل على تقديم منتج لا تشوبه شائبة:

معايير الجودة الصارمة لآبل: تشتهر آبل بوضع معايير جودة ومتانة عالية جداً لمنتجاتها. يتطلب الجهاز القابل للطي مفصلة معقدة وشاشة مرنة يجب أن تتحمل آلاف عمليات الفتح والإغلاق المتكررة دون ظهور تجعد واضح أو تدهور في الأداء البصري أو الوظيفي.
التحديات التقنية الكبيرة: لا تزال تقنية الشاشات القابلة للطي تواجه تحديات مثل مدى وضوح التجعد في الشاشة، ومتانة المفصلات على المدى الطويل، ومقاومة الجهاز للغبار والماء، وتحسين عمر البطارية في تصميم ذي مساحة داخلية محدودة. تسعى آبل على الأرجح لحل هذه المشكلات بشكل جذري وتقديم حلول مبتكرة قبل الإطلاق الرسمي.
تحسين تجربة البرمجيات: يتطلب الجهاز القابل للطي تعديلات كبيرة على نظام التشغيل iOS ليتناسب مع تجربة الاستخدام المرنة، بما في ذلك كيفية تفاعل التطبيقات مع طي الشاشة، ودعم تعدد المهام بفعالية، وتحسين وضع الشاشتين المنفصلتين أو المدمجتين.
استراتيجية السوق والتوقيت: قد تنتظر آبل نضوج السوق بشكل أكبر، وتقليل تكاليف إنتاج المكونات الرئيسية، وتحديد أفضل وقت لدخولها لضمان أقصى قدر من التأثير والنجاح التجاري، بدلاً من التسرع في سوق لا يزال في مراحله التطورية الأولى.

التأثير المتوقع على السوق

إذا قررت آبل إطلاق آيفون قابل للطي، فمن المتوقع أن يكون له تأثير تحولي على سوق الأجهزة القابلة للطي بأكمله. يمكن لشركة آبل أن ترفع سقف التوقعات فيما يتعلق بالمتانة والتصميم وتجربة المستخدم السلسة، مما يدفع الشركات المنافسة إلى الابتكار بشكل أكبر وسرعة أعلى. كما أن دخول آبل قد يساهم في زيادة اعتماد المستهلكين على هذه الفئة من الأجهزة، مما يحولها من سوق متخصص إلى تيار سائد بفضل ثقة المستهلكين في علامة آبل التجارية. ومع ذلك، يظل التحدي أمام آبل هو تقديم منتج لا يبرر سعره المرتفع المحتمل فحسب، بل يتجاوز أيضاً توقعات المستخدمين من حيث الأداء والجودة والابتكار الذي يميز منتجاتها.

في الختام، بينما تتزايد المؤشرات على عمل آبل على أجهزتها القابلة للطي، فإن الطريق إلى الإطلاق الفعلي يبدو طويلاً ومليئاً بالتحديات التقنية والاستراتيجية. تبقى التكهنات حول حجم الشاشات وموعد الإطلاق المحتمل هي المحرك الرئيسي للحديث عن مستقبل آيفون، مع ترجيح أن آبل لن تطرح منتجها إلا عندما تكون واثقة تمام الثقة من تقديم تجربة استثنائية ترقى إلى مستوى توقعات المستخدمين وعلامتها التجارية.