الزمالك يقرر تقديم شكوى رسمية ضد جماهير الأهلي

أعلن نادي الزمالك المصري، في الثالث عشر من نوفمبر 2023، عن قراره الرسمي بتقديم شكوى عاجلة إلى رابطة الأندية المصرية المحترفة ضد بعض جماهير غريمه التقليدي، النادي الأهلي. جاء هذا الإعلان عبر القناة الرسمية للنادي، مؤكدًا أن الشكوى تستهدف ممارسات وأحداث معينة جرت مؤخرًا وتعتبرها إدارة الزمالك تجاوزات تستدعي التدخل الرسمي لضمان الأجواء الرياضية النزيهة ومنع تكرار مثل هذه الوقائع.

خلفية الأحداث والتصعيد الأخير

تأتي هذه الخطوة في ظل توتر مستمر وعلاقة متقلبة بين عملاقي الكرة المصرية، الزمالك والأهلي، والتي تتسم بمنافسة شرسة تمتد لعقود طويلة. على الرغم من أن التنافس الرياضي يُعد جزءًا أصيلًا من كرة القدم، إلا أن التجاوزات التي تحدث أحيانًا من الجماهير قد تؤدي إلى تصعيد خارج نطاق المنافسة الشريفة. تشير المعلومات المتداولة إلى أن الشكوى تتعلق بشكل أساسي بالهتافات المسيئة واللافتات غير اللائقة التي رفعتها جماهير الأهلي خلال إحدى المباريات الأخيرة، والتي اعتبرها الزمالك تعديًا مباشرًا على النادي ورموزه وجمهوره. وقد سبق أن شهدت الملاعب المصرية العديد من الشكاوى المماثلة بين الأندية بسبب سلوكيات الجماهير، مما دفع الجهات المنظمة إلى وضع لوائح صارمة للتعامل مع هذه التجاوزات.

تفاصيل الشكوى ومبرراتها

بحسب ما أوردته قناة الزمالك، فإن الشكوى ستركز على عدة نقاط رئيسية، أبرزها:

الهتافات المسيئة: تعرض لاعبو الزمالك وإدارة النادي وجمهوره لهتافات خارجة عن الروح الرياضية من قبل أعداد من جماهير الأهلي خلال مباراة جرت في أوائل نوفمبر الجاري. وقد وثق النادي هذه الهتافات بالصوت والصورة، وستكون جزءًا أساسيًا من الأدلة المقدمة.
اللافتات المخالفة: تم رفع بعض اللافتات التي تحمل رسائل استفزازية ومسيئة داخل الملعب، والتي تخالف لوائح رابطة الأندية والاتحاد المصري لكرة القدم فيما يخص سلوك الجماهير.
التأثير السلبي: يرى الزمالك أن هذه السلوكيات تؤثر سلبًا على الأجواء الرياضية العامة، وتشعل الفتنة بين جماهير الناديين، وتسيء إلى صورة الكرة المصرية بشكل عام.

أكدت إدارة الزمالك أن الهدف من الشكوى ليس التصعيد فقط، بل هو التأكيد على ضرورة تطبيق اللوائح والقوانين بحزم على جميع الأندية والجماهير لضمان تحقيق العدالة والحفاظ على قيم الروح الرياضية والأخلاق في الملاعب المصرية. وطالبت بفرض عقوبات رادعة على المتسببين لمنع تكرار مثل هذه الممارسات.

الإطار التنظيمي ودور رابطة الأندية

تعتبر رابطة الأندية المصرية المحترفة هي الجهة المنوط بها تنظيم مسابقة الدوري المصري والإشراف على الأندية المحترفة، بما في ذلك التعامل مع الشكاوى المتعلقة بسلوك الجماهير. وتمتلك الرابطة لجانًا متخصصة، مثل لجنة الانضباط، التي تختص بالتحقيق في مثل هذه الوقائع وتوقيع العقوبات اللازمة وفقًا للائحة الانضباط الخاصة بالاتحاد المصري لكرة القدم. تشمل العقوبات المحتملة غرامات مالية على النادي المخالف، أو حرمان جماهيره من حضور عدد معين من المباريات، أو حتى اللعب على ملاعب محايدة في حال تكرار المخالفات الجسيمة. الدور الرئيسي للرابطة هنا هو دراسة الأدلة المقدمة من نادي الزمالك، والاستماع إلى الأطراف المعنية (إن لزم الأمر)، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب الذي يضمن تطبيق اللوائح ويحقق الردع المطلوب.

الآثار المحتملة وردود الفعل المتوقعة

من المتوقع أن تثير هذه الشكوى ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية المصرية. فمن جانب، قد يعتبرها البعض خطوة ضرورية لوضع حد للتجاوزات الجماهيرية التي تسيء للعبة، بينما قد يراها آخرون تصعيدًا غير مبرر يفاقم من حدة التوتر بين الناديين وجماهيرهما. ستكون الأنظار موجهة نحو رابطة الأندية لمعرفة كيفية تعاملها مع الشكوى، وما إذا كانت ستتخذ إجراءات حاسمة. قد يدفع هذا الإجراء الأندية الأخرى إلى إعادة تقييم مواقفها وتشديد الرقابة على سلوك جماهيرها، مما قد يؤدي إلى تحسين الأجواء العامة في الملاعب. من جانب الأهلي، لم يصدر تعليق رسمي حتى الآن، ولكن من المعتاد في مثل هذه الحالات أن يلتزم النادي الصمت لحين صدور قرار رسمي من الجهات المختصة أو أن يصدر بيانًا يدعو فيه جماهيره إلى الالتزام بالروح الرياضية.

لماذا تكتسب هذه الشكوى أهمية؟

تكتسب هذه الشكوى أهمية بالغة لعدة أسباب:

الحفاظ على الروح الرياضية: تهدف إلى تأكيد مبادئ الروح الرياضية والاحترام المتبادل بين الأندية وجماهيرها.
تطبيق اللوائح: تسلط الضوء على ضرورة التطبيق الصارم للوائح الانضباط لمنع الفوضى والتجاوزات في الملاعب.
تأثير على صورة الكرة المصرية: تساهم السلوكيات الجماهيرية السلبية في تشويه صورة كرة القدم المصرية محليًا ودوليًا، وهذه الشكوى محاولة للتصدي لذلك.
علاقات الأندية: قد تؤثر على طبيعة العلاقة بين الناديين، مما يستدعي تدخل الجهات الرسمية لتهدئة الأوضاع.

بانتظار قرار رابطة الأندية، يبقى الملف مفتوحًا، وتتطلع الجماهير والمراقبون إلى نتائج هذه الشكوى وما ستؤول إليه من قرارات تضمن بيئة رياضية صحية خالية من التعصب والتجاوزات.