القبض على الابن المتهم بصفع والده المسن في السويس بعد انتشار فيديو للواقعة

أعلنت الأجهزة الأمنية المصرية، في أواخر شهر أكتوبر 2023، عن إلقاء القبض على شخص ظهر في مقطع فيديو متداول وهو يعتدي بالصفع على والده المسن ويمنعه من دخول شقته بمحافظة السويس. جاء التحرك الرسمي بعد ساعات من انتشار المقطع على منصات التواصل الاجتماعي، والذي أثار موجة غضب عارمة واستياءً واسعًا في الرأي العام، مطالبين بسرعة التدخل ومحاسبة المعتدين.

تفاصيل الحادثة الصادمة

بدأت القصة بتداول مقطعي فيديو بشكل مكثف على الإنترنت، يوثقان لحظة اعتداء شاب، تبين لاحقًا أنه ابن الضحية، بمساعدة شخص آخر، على والده الطاعن في السن. أظهرت المشاهد الرجل المسن وهو يحاول دخول شقته، بينما كان ابنه يمنعه بالقوة ويوجه له صفعة على وجهه في مشهد أثار صدمة الكثيرين. كانت الواقعة تدور حول نزاع على ملكية الشقة التي يقيم فيها الأب، والتي أصبحت محور الخلاف الذي وصل إلى حد الاعتداء الجسدي ومنع الأب من دخول مسكنه.

خلفية النزاع والتحقيقات الأولية

كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية بعد القبض على المتهمين أن أصل الخلاف يعود إلى نزاع مالي وعقاري بين الأب وابنه. أفاد الابن المتهم في التحقيقات بأنه اشترى الشقة محل النزاع من والده وقام بسداد ثمنها بالكامل، بينما نفى الأب ذلك، مؤكدًا أن الشقة لا تزال ملكه. هذا الخلاف العائلي تصاعدت وتيرته إلى أن وصل إلى الاعتداء الذي وثقته الكاميرات وأصبح قضية رأي عام، مما استدعى تدخل السلطات بشكل فوري لحماية الرجل المسن وتطبيق القانون.

الاستجابة الأمنية السريعة

فور رصد الفيديو المتداول من قبل وحدات المتابعة بوزارة الداخلية، صدرت توجيهات بسرعة تحديد هوية أطراف الواقعة وضبطهم. تمكنت مديرية أمن السويس من تحديد مكان الحادثة وهوية الضحية، وهو رجل مسن يبلغ من العمر 85 عامًا، والمتهمين، وهما ابنه وشخص آخر. وفي غضون ساعات قليلة، تمكنت قوة أمنية من إلقاء القبض على المتهمين واقتيادهما للتحقيق. وقد أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا أكدت فيه الواقعة وتفاصيل القبض على الجناة، مشيرة إلى أن التحرك جاء استجابة لما تم تداوله وحرصًا على تطبيق القانون وحماية المواطنين.

الأبعاد القانونية والاجتماعية

بعد القبض على المتهمين، تمت إحالتهما إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق في الواقعة، ووجهت لهما تهمًا تتعلق بالاعتداء على الأب وإهانته. على الصعيد الاجتماعي، أثارت الحادثة نقاشًا واسعًا حول قضايا عقوق الوالدين والعنف الأسري، وأبرزت الدور المحوري الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في كشف مثل هذه الجرائم والضغط على السلطات للتحرك. كما قامت الجهات المعنية، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، بنقل الأب المسن إلى إحدى دور الرعاية لتوفير الحماية اللازمة له وتقديم الدعم النفسي والصحي بعد الحادثة المؤلمة التي تعرض لها.