إحالة المتهمين بالاعتداء على "عم غريب" مسن السويس للمحاكمة الجنائية

أمرت النيابة العامة، في تطور قضائي هام، بإحالة متهمَين إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، وذلك على خلفية اتهامهما بالاعتداء بالضرب والترويع على مواطن مسن يُعرف إعلاميًا بـ "عم غريب" في محافظة السويس. جاء هذا القرار بعد تحقيقات موسعة باشرتها النيابة عقب انتشار مقطع فيديو للواقعة على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة غضب واسعة ودفع السلطات للتحرك السريع.

خلفية الحادثة وتفاصيلها

تعود جذور القضية إلى واقعة حدثت في محافظة السويس عندما تداول مستخدمون على الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيه رجل وابنه وهما يعتديان على رجل مسن يُدعى غريب ممدوح، في العقد السابع من عمره. أظهر المقطع المتهمين وهما يوجهان للمسن اللكمات ويدفعانه أرضًا وسط الشارع، في مشهد أثار استياءً شعبيًا كبيرًا. وبحسب التحقيقات الأولية وشهود العيان، فإن سبب الخلاف كان نزاعًا بسيطًا حول أولوية المرور أو ركن سيارة، ليتطور الأمر بشكل مأساوي إلى اعتداء جسدي عنيف.

التحرك الأمني والقضائي

فور انتشار الفيديو وتصاعد المطالبات الشعبية بمحاسبة المعتدين، تحركت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن السويس وتمكنت من تحديد هوية المتهمين وإلقاء القبض عليهما في غضون ساعات قليلة. وبعد القبض عليهما، تولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات، حيث استمعت إلى أقوال المجني عليه الذي روى تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له، كما استمعت لشهادة شهود العيان الذين أكدوا صحة الواقعة. قامت النيابة أيضًا بتفريغ كاميرات المراقبة التي سجلت الحادث، والتي كانت دليلًا قاطعًا في القضية. وقد أقر المتهمان خلال استجوابهما بارتكاب الواقعة، مبررين فعلتهما بحدوث مشادة كلامية تطورت إلى اشتباك.

قرار النيابة وتوجيه الاتهامات

بناءً على الأدلة المادية والشهادات التي تم جمعها، قررت النيابة العامة إحالة المتهمين، وهما الأب والابن، إلى المحكمة الجنائية المختصة لنظر قضيتهما في جلسة عاجلة. ووجهت إليهما النيابة قائمة من الاتهامات التي تعكس خطورة أفعالهما، وتشمل:

تهمة استعراض القوة والتلويح بالعنف (البلطجة).
الاعتداء بالضرب على المجني عليه وإحداث إصابات به.
السب والقذف وتوجيه إهانات للمسن.
ترويع المواطنين وبث الخوف في نفوسهم.

ويأتي هذا القرار الحاسم ليؤكد على تعامل الدولة بجدية مع جرائم العنف والبلطجة، خاصة تلك التي تستهدف الفئات الضعيفة وكبار السن، كما يعكس أهمية الرصد الإعلامي والمجتمعي في كشف مثل هذه الجرائم والمساهمة في تحقيق العدالة.