غيد أمينو: الفن التشكيلي، رحلة إبداعية للتعبير عن الذات والعالم

تعتبر الفنانة السورية غيد أمينو، وهي شخصية بارزة في المشهد الفني المعاصر، الفن التشكيلي وسيطًا قويًا للتعبير عن المشاعر الشخصية والسرديات المجتمعية الأوسع. يجسد مسارها شغفًا عميقًا بالإبداع، حيث تمزج مدارس فنية متنوعة لصياغة هوية فريدة تلقى صدى لدى الجمهور.

النشأة والمسار التعليمي

ولدت أمينو في حلب عام 2001 ونشأت في اللاذقية، وظهر ميلها الفني مبكرًا في حياتها. بدأت تعليمها الرسمي بدراسة الهندسة المعمارية في المعهد الهندسي، مما وفر لها فهمًا أساسيًا للهيكل والتصميم. استُكمل هذا لاحقًا بتدريب متخصص في الرسم والتصوير في مركز الفنون التشكيلية، حيث جرى صقل مهاراتها وتنقيتها، مما وضع الأساس لمسيرتها الفنية الاحترافية.

تطور المسيرة الفنية والأسلوب

تغذى حب أمينو العميق للرسم منذ طفولتها، بدعم كبير من عائلتها. في عام 2021، انضمت رسميًا إلى مركز الفنون التشكيلية، وعملت تحت إشراف الأستاذ أمير حمدان. كانت هذه الفترة حاسمة لإتقان الأساسيات الفنية، وبعدها استكشفت الواقعية، لا سيما في رسم البورتريه. بمرور الوقت، تطورت هويتها الفنية لتصبح مزيجًا غنيًا من الواقعية والتعبيرية والتجريدية، مما أتاح لها نهجًا متعدد الاستخدامات لمواضيعها. تفضل أمينو استخدام الرصاص والألوان الزيتية لما لهما من إمكانات تعبيرية. تستلهم أعمالها غالبًا من:

الطبيعة، كما يتجلى في لوحات مثل "كرسي الذكريات" و "لقاء تحت شجرة الزيتون".
التراث والمعالم الدينية المقدسة، من خلال أعمال مثل "ساعة باب الفرج" و "درب الحرية" و "مكة المكرمة".
لوحات البورتريه والأعمال التعبيرية التجريدية التي تعكس حالات نفسية عميقة، مثل "الرجاء" و "احتواء" و "تجلي".

المشاركات الفنية والأثر

شاركت غيد أمينو بنشاط في العديد من المعارض والفعاليات الفنية والملتقيات والمقابلات التلفزيونية، حيث قدم كل منها منصة فريدة لأعمالها. وقد لاقت هذه المشاركات اهتمامًا كبيرًا باستمرار من عشاق الفن والفنانين الزملاء والمحترفين المخضرمين، مما ساهم في نموها من خلال التبادل القيم للخبرات والرؤى. وقد أدى الترحيب الإيجابي أيضًا إلى اقتناء عدد من أعمالها من قبل جامعين.

دورها كمعلمة فنون

إلى جانب مساعيها الفنية الشخصية، تبنت أمينو دور معلمة الفنون، مع التركيز بشكل خاص على رعاية المواهب الشابة. تلقت دعوة لتدريس الرسم والنحت للأطفال في النادي الصيفي لمركز الفنون التشكيلية. مهدت هذه التجربة الطريق لها لتأسيس دورات رسم خاصة ومستمرة للأطفال واليافعين من مختلف الأعمار. صُممت هذه الدورات لتكون شاملة، حيث تجمع بين تقنيات الرسم الأساسية والأنشطة الترفيهية والتعليمية، بهدف:

تعزيز مهارات الرسم لدى الأطفال واليافعين.
تحفيز خيالهم وإطلاق إبداعهم نحو آفاق أوسع.

تعبر أمينو عن رضاها العميق بالعمل مع الأطفال، مُقرَّة بإبداعهم الفطري وروحهم المتفائلة التي تجسدها، والتي تعتقد أنها تحمل وعدًا كبيرًا للمستقبل.

رؤيتها لمستقبل الفن والأجيال الجديدة

مدفوعة برغبة في تعزيز التعبير الفني منذ سن مبكرة، تخطط أمينو لتنظيم معارض مصاحبة لطلابها. ستسمح هذه المعارض للأطفال بعرض رسوماتهم وأفكارهم الفريدة، مما يزيد من إشعال شغفهم ودفعهم نحو مستقبل غني بالنجاح. تعكس هذه المبادرة إيمانها بالقوة التحويلية للفن، لا سيما للأجيال الشابة، لإلهام الأمل والإيجابية.

طموحات مستقبلية وفلسفة حياة

تعبر أمينو عن التزام ثابت بالتقدم المستمر، مشيرة إلى أن طموحاتها لا تعرف حدودًا. عند تحقيق هدف واحد، تحدد فورًا هدفًا آخر، وهي دورة تعتزم الحفاظ عليها طوال مسيرتها المهنية. تشمل تطلعاتها المستقبلية الفورية تأسيس مرسمها الفني الخاص والمخصص للأطفال، بهدف نشر الفن وقيمه المتأصلة في الحب والجمال على نطاق واسع. تختتم فلسفتها برسالة عالمية، مستلهمة من الآية القرآنية: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى، وأن إلى ربك المنتهى" (القرآن 53:39-42)، مؤكدة على الأهمية العميقة للجهد والمثابرة في تحقيق الطموحات.