برشلونة يستعد لتدشين أول حصة تدريبية في كامب نو سبوتيفاي

أعلن نادي برشلونة الإسباني مؤخرًا عن موعد تاريخي لعودة فريقه الأول إلى معقله الأسطوري، ملعب كامب نو سبوتيفاي، حيث سيُجري الفريق أول حصة تدريبية له على أرض الملعب المجدد. تأتي هذه الخطوة كجزء من عملية العودة التدريجية للنادي إلى ملعبه الأصلي بعد فترة من التجديدات واسعة النطاق التي تهدف إلى تحويله إلى أحد أحدث المرافق الرياضية في العالم. من المقرر أن تكون هذه الحصة التدريبية مفتوحة أمام الجماهير، مما يضيف بعدًا احتفاليًا لهذه العودة المرتقبة.

خلفية مشروع تجديد كامب نو

تُعد عودة برشلونة إلى كامب نو سبوتيفاي حدثًا بارزًا في مسيرة مشروع إسباي بارسا (Espai Barça) الطموح، وهو خطة شاملة لتحديث كافة منشآت النادي. بدأ العمل على تجديد الملعب في صيف عام 2023، مما استلزم انتقال الفريق الأول للعب مبارياته "المنزلية" إلى ملعب لويس كومبانيس الأولمبي (Estadi Olímpic Lluís Companys) في منطقة مونتجويك. يهدف المشروع إلى رفع سعة الملعب إلى حوالي 105 آلاف متفرج، بالإضافة إلى تحديث المرافق المحيطة به وتزويده بأحدث التقنيات لتقديم تجربة لا مثيل لها للجماهير.

كانت التجديدات ضرورية ليس فقط لزيادة السعة وتحسين تجربة المشجعين، بل أيضًا لمواكبة المعايير الحديثة للملاعب الأوروبية الكبرى. وقد شملت المرحلة الأولى من التجديدات أعمال هدم واسعة وإعادة بناء لأجزاء كبيرة من المدرجات، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية والمناطق التجارية المحيطة. يتم تمويل هذا المشروع الضخم جزئيًا من خلال اتفاقية حقوق التسمية مع شركة سبوتيفاي (Spotify)، والتي منحت الملعب اسمه الحالي "كامب نو سبوتيفاي" في صفقة تاريخية لعدة سنوات.

تفاصيل الحصة التدريبية المرتقبة

من المتوقع أن تُجرى الحصة التدريبية المفتوحة أمام الجماهير في يوم الجمعة المقبل، حسبما أفاد النادي. هذه فرصة فريدة للمشجعين لمشاهدة نجومهم المفضلين وهم يستعيدون الألفة مع أرضية الملعب الذي شهد تاريخًا عريقًا من الإنجازات. لا تقتصر أهمية هذه الحصة على الجانب الرمزي فحسب، بل هي أيضًا خطوة عملية للاعبين للتعود على أبعاد الملعب الجديد وأرضيته قبل استئناف المباريات الرسمية عليه.

تُعد الحصص التدريبية المفتوحة تقليدًا عزيزًا لدى نادي برشلونة، حيث تتيح للجماهير، وخاصة الأطفال، فرصة للتفاعل المباشر مع اللاعبين وأجواء النادي. ومن المتوقع أن تشهد هذه الحصة تحديدًا إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، نظرًا لحالة الترقب والاشتياق للعودة إلى "البيت" بعد فترة الغياب.

الأهمية والتأثير على النادي

تحمل هذه العودة أهمية بالغة على عدة مستويات:

معنويات الفريق: يمثل العودة إلى كامب نو سبوتيفاي دفعة معنوية كبيرة للاعبين والجهاز الفني، حيث يستعيدون "العامل المنزلي" الذي غالبًا ما يكون حاسمًا في الأداء والنتائج. اللعب في ملعب مؤقت كان تحديًا على مدار الموسم الماضي.
دعم الجماهير: تعزيز الروابط بين النادي وجماهيره. العودة إلى الملعب المألوف، حتى ولو بجزء من سعته، سيعيد الأجواء الحماسية التي اشتهر بها كامب نو.
الأبعاد الاقتصادية: على الرغم من أن الملعب لن يعمل بكامل طاقته في البداية، إلا أن استئناف الأنشطة فيه سيبدأ في توليد الإيرادات من تذاكر المباريات والخدمات الأخرى، مما يخفف الضغوط المالية الناتجة عن مشروع التجديد.
رمزية العودة: تمثل هذه الحصة التدريبية خطوة ملموسة نحو استكمال مشروع "إسباي بارسا" وعودة النادي إلى هويته الكاملة في معقله التاريخي.

لقد أثر اللعب في الملعب الأولمبي مؤقتًا على الحضور الجماهيري وبعض الجوانب الاقتصادية للنادي. لذا، فإن العودة التدريجية لكامب نو سبوتيفاي تُعد بارقة أمل لتعزيز الجوانب المالية والرياضية على حد سواء.

الخطوات المستقبلية

تُعد الحصة التدريبية الأولى هي مجرد بداية للعودة المتدرجة. من المتوقع أن يستضيف كامب نو سبوتيفاي مباريات برشلونة الرسمية بسعة محدودة في البداية، مع استمرار أعمال التجديد في الأجزاء الأخرى من الملعب. تهدف الإدارة إلى استعادة السعة الكاملة للملعب في مرحلة لاحقة، ومن المرجح أن يتم ذلك خلال الموسم الكروي المقبل، مع الانتهاء من كافة مراحل مشروع إسباي بارسا بحلول عام 2026. هذه العودة لا تمثل نهاية المشروع، بل هي معلم رئيسي في رحلة تحويل كامب نو إلى تحفة معمارية رياضية عالمية.