الفنانة لقاء الخميسي تنتقد وصف إطلالات زميلاتها بـ 'الجريئة' وتعتبرها سعياً وراء التريند

في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والإعلامية مؤخراً، علّقت الفنانة المصرية لقاء الخميسي على تداول وصف "جريئة" للإشارة إلى إطلالات الفنانات في المهرجانات والفعاليات الفنية المختلفة. وقد وصفت الخميسي هذا التوصيف بأنه "حاجة سخيفة" يهدف في المقام الأول إلى ركوب موجة "التريند" واجتذاب الانتباه الإعلامي والجماهيري.

الخلفية والسياق العام

شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في تركيز وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على إطلالات الفنانات والمشاهير في المناسبات العامة، لا سيما المهرجانات السينمائية والفنية الكبرى في المنطقة العربية. غالباً ما تُصبح هذه الإطلالات مادة خصبة للتحليل، النقد، والجدل، حيث يتم تصنيفها بين "الأنيقة"، "الغريبة"، أو في كثير من الأحيان "الجريئة". هذا التصنيف الأخير بالذات يثير نقاشات مستمرة حول حدود الملاءمة، حرية التعبير في الأزياء، ودور الفنانة في المجتمع.

ويُلاحظ أن وصف "الجرأة" أصبح مرتبطاً بشكل كبير بزيادة التفاعل على المحتوى الرقمي، مما يدفع بعض المواقع والصفحات إلى استخدامه كعنوان جذاب لزيادة النقرات والمشاركات، حتى لو كان ذلك على حساب مضمون الحدث الفني نفسه أو شخصية الفنانة المعنية.

تصريحات لقاء الخميسي وموقفها

أعربت لقاء الخميسي عن استيائها من هذا التوجه، مؤكدة أن التركيز المبالغ فيه على ملابس الفنانات ووصفها بـ"الجريئة" يمثل ظاهرة سطحية تُصرف الانتباه عن الجوهر الحقيقي لعمل الفنانة وإبداعها. وبحسب تصريحاتها، فإن هذا الوصف لا يخدم الفن أو الفنانات، بل هو مجرد وسيلة رخيصة لتحقيق الانتشار السريع والشهرة الوقتية على حساب سمعة ومجهود الفنانات. وأشارت إلى أن:

الوصف سخيف: فهو لا يضيف قيمة حقيقية للنقاش الفني أو الثقافي.
غرضه التريند: الهدف الأساسي منه هو استغلال الفضول العام لتحقيق أرقام مشاهدات وتفاعل عالية.
تجاهل الجوهر: يحوّل الاهتمام من الأعمال الفنية والإنجازات المهنية إلى المظاهر الخارجية.
ظلم للفنانات: يضع الفنانات تحت مجهر النقد الدائم وغير البناء، وقد يؤثر سلباً على صورتهن العامة.

وتؤكد الخميسي أن الفن الحقيقي يتجاوز حدود المظهر الخارجي، وأن دور الفنان يكمن في تقديم أعمال ذات قيمة فنية ومضمون ثقافي، وليس في تقديم "إطلالات جريئة" تُشغل الجمهور عن رسالته الحقيقية.

ردود الأفعال والتداعيات

تلقّت تصريحات لقاء الخميسي ردود فعل متباينة. أيّد عدد من زملائها في الوسط الفني وجهة نظرها، معتبرين أن وسائل الإعلام، وخاصة الرقمية منها، تتحمل مسؤولية كبيرة في تغيير بوصلة الاهتمام من الفن إلى الفضائح والإثارة. وأشاروا إلى أن الضغط المجتمعي والإعلامي يدفع ببعض الفنانات إلى التفكير ملياً في اختياراتهن لملابسهن، خوفاً من النقد اللاذع والتحليلات السطحية.

في المقابل، يرى البعض أن إطلالات المشاهير جزء لا يتجزأ من هويتهم العامة وشهرتهم، وأن الجدل حولها طبيعي ومتوقع. ومع ذلك، يتفق غالبية النقاد على أن المبالغة في التركيز على هذا الجانب، واستخدام مصطلحات مثل "جريئة" بشكل مستمر، قد يؤدي إلى استنزاف القيمة الفنية للفعاليات وإبراز جانب سطحي في صناعة الترفيه.

أهمية القضية

تكمن أهمية تصريحات لقاء الخميسي في أنها تسلط الضوء على قضية أوسع نطاقاً تتعلق بمعايير النقد الإعلامي والأخلاقيات الصحفية في تغطية أخبار المشاهير. فالتصنيف المستمر لإطلالات الفنانات كـ"جريئة" يطرح أسئلة حول:

المسؤولية الإعلامية: هل تسعى بعض الجهات الإعلامية لتحقيق الربح على حساب الموضوعية والقضايا الأكثر أهمية؟
صورة المرأة في الإعلام: كيف تؤثر هذه الأوصاف النمطية على صورة المرأة والفنانة في وعي الجمهور؟
قيمة الفن: هل أصبح المظهر يطغى على المحتوى الفني في تقييم الأعمال والمشاهير؟

إن دعوة لقاء الخميسي، وإن كانت موجهة بالأساس إلى طريقة وصف إطلالات الفنانات، إلا أنها تمثل صرخة ضد ثقافة "التريند" التي قد تضر بجوهر العمل الإبداعي وتصرف النظر عن القضايا الفنية والثقافية الأكثر عمقاً.