لمياء أحمد راتب تدافع عن مشاركة الفنانين في الفعاليات الوطنية الكبرى، متسائلة عن سبب الهجوم بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري

في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، علّقت الفنانة لمياء أحمد راتب على الانتقادات الموجهة للفنانين والفنانات عند مشاركتهم في الأحداث والفعاليات الوطنية الكبرى، وذلك بالتزامن مع الحديث عن احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير وما صاحبها من اهتمام إعلامي وشعبي. استنكرت راتب هذا الهجوم، متسائلة عن دوافعه ومبرراته، خاصةً وأنها ترى تناقضاً في سلوك الجمهور الذي ينتقد.

خلفية الجدل: المتحف المصري الكبير ودور الفنانين

يُعد المتحف المصري الكبير (GEM)، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة، أحد أضخم المشاريع الثقافية والأثرية في مصر والعالم. يهدف المتحف إلى أن يصبح وجهة عالمية لعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة، ومن المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في تعزيز السياحة المصرية وجذب ملايين الزوار سنوياً. لطالما ارتبطت الافتتاحات الكبرى والمناسبات الوطنية بهذا الحجم، سواء كانت للمتحف نفسه أو لفعاليات مرتبطة به، بمشاركة واسعة من الشخصيات العامة والفنانين كوسيلة لدعم هذه المبادرات وعرض الوجه الحضاري والثقافي للبلاد.

تُعتبر مشاركة الفنانين في مثل هذه الفعاليات الوطنية جزءاً من دورهم كمؤثرين ثقافيين وسفراء للبلاد، حيث يسهمون في إضفاء البهجة والاحتفالية وجذب الانتباه الإعلامي والجماهيري. هذه المشاركات غالباً ما تُقدم كدعم معنوي للمشاريع الوطنية الكبرى وكإظهار للوحدة والتكاتف خلف قضايا الوطن.

الانتقادات المتكررة ودفاع لمياء أحمد راتب

على الرغم من الأهمية المعنوية لمشاركة الفنانين، إلا أنها غالباً ما تثير موجة من الانتقادات والجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض الأوساط الإعلامية. تتراوح هذه الانتقادات بين التشكيك في جدوى مشاركتهم، أو اتهامهم بالسعي وراء الظهور، أو حتى انتقاد مظهرهم أو أجورهم المزعومة في هذه المناسبات. هذه الظاهرة ليست جديدة، وتتكرر مع كل حدث وطني مهم يشهد حضوراً فنياً بارزاً.

في هذا السياق، جاء تعليق لمياء أحمد راتب، ابنة الفنان الراحل أحمد راتب، ليُشكل دفاعاً عن زملائها الفنانين. أشارت راتب إلى ما تعتبره تناقضاً واضحاً في سلوك الجمهور؛ حيث يميل البعض إلى شن هجوم لفظي أو كتابي على الفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في التعليقات العامة عند مشاركتهم في حدث مهم، بينما هم أنفسهم من يسعون لالتقاط الصور التذكارية مع هؤلاء الفنانين ويطلبون توقيعاتهم عند مقابلتهم في الحياة اليومية. هذه الملاحظة تلقي الضوء على الازدواجية في تعامل جزء من الجمهور مع الشخصيات الفنية، بين التقدير الشخصي والانتقاد الجماعي العلني.

دلالات التصريحات وتأثيرها على العلاقة بين الفنان والجمهور

تفتح تصريحات لمياء أحمد راتب الباب أمام نقاش أعمق حول العلاقة بين الفنانين والجمهور في العصر الحديث، خاصةً في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سهّلت التعبير عن الآراء بشكل مباشر، سواء كانت إيجابية أو سلبية. إنها تسلط الضوء على الضغوط التي يواجهها الفنانون، ليس فقط من حيث الأداء الفني، بل أيضاً في إدارة صورتهم العامة والتعامل مع توقعات الجمهور المتناقضة أحياناً.

تُعد هذه الانتقادات جزءاً من تحدٍ أوسع يواجهه المشاهير في مختلف المجالات، حيث تتشابك التوقعات العامة مع الحقائق الشخصية، وتتضخم الآراء الفردية لتصبح وكأنها رأي عام. تُذكّر كلمات راتب بأن الفنانين، رغم مكانتهم العامة، هم أفراد يتأثرون بالنقد، وأن دورهم في دعم الفعاليات الوطنية يجب أن يُنظر إليه بعين التقدير لا التجريح المستمر، لا سيما عندما يكون ذلك الدعم نابعاً من إيمانهم بأهمية الحدث.