حشود غفيرة تودع "سيد مانشستر" دين سكوفيلد بحضور نجوم الرياضة

شهدت مدينة مانشستر البريطانية، في أواخر شهر مايو 2024، وداعاً حزيناً ومهيباً لأحد أبرز شخصياتها المحلية، دين سكوفيلد، الذي عُرف بلقب "سيد مانشستر". تجمع الآلاف من المشيعين في الشوارع لتكريم الرجل البالغ من العمر 41 عاماً، في جنازة ضخمة حضرها عدد من أبرز نجوم الرياضة والمجتمع، مما عكس المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها الراحل.

خلفية مأساوية

تعود جذور هذه المراسم الحاشدة إلى حادثة مأساوية وقعت في أبريل 2024، حيث تعرض دين سكوفيلد، وهو أب لطفلين، لهجوم عنيف في إحدى الحانات بمنطقة غورتون في مانشستر، مما أدى إلى وفاته لاحقاً. أثارت الجريمة صدمة واسعة في المجتمع المحلي، وسرعان ما ألقت الشرطة القبض على مشتبه به ووجهت له تهمة القتل. لم يكن سكوفيلد مجرد شخص عادي، بل كان شخصية مؤثرة ومعروفة على نطاق واسع في مدينته، ووصفه الكثيرون بأنه "أسطورة محلية" وصاحب شخصية محبوبة.

مراسم وداع استثنائية

عكست مراسم الجنازة حجم الاحترام الذي حظي به سكوفيلد. انطلق الموكب من منزل والدته، حيث سار خلف نعشه الذي وضع في عربة زجاجية تجرها أربعة خيول بيضاء، وتزينت العربة بكميات هائلة من الزهور البيضاء التي شكلت كلمات مؤثرة مثل "أسطورة" و"ابن". اصطفت حشود ضخمة على جانبي الطريق لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، بينما أُطلقت حمامات بيضاء في الهواء كرمز للسلام. استمر الموكب في مسار طويل عبر شوارع غورتون قبل أن يصل إلى مثواه الأخير، في مشهد وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه غير مسبوق في تاريخ المنطقة.

حضور بارز من المشاهير

لعل أبرز ما ميز الجنازة هو الحضور اللافت لشخصيات رياضية بارزة، مما يؤكد على شبكة العلاقات الواسعة التي تمتع بها الراحل. كان من بين الحضور شخصيات من عالم الملاكمة على وجه الخصوص، من بينهم:

ريكي هاتون: بطل العالم السابق في الملاكمة وأحد أشهر رياضيي مانشستر، والذي كان صديقاً مقرباً من دين سكوفيلد.
تايسون فيوري: بطل العالم الحالي في الوزن الثقيل للملاكمة، والذي حضر لتقديم واجب العزاء ودعم عائلة الفقيد.

إلى جانبهم، حضر عدد كبير من الرياضيين المحليين وأفراد المجتمع الذين أرادوا التعبير عن حزنهم وتكريم ذكرى رجل ترك بصمة واضحة في حياتهم.

الأهمية والتأثير المجتمعي

تجاوزت جنازة دين سكوفيلد كونها حدثاً شخصياً لتصبح ظاهرة مجتمعية في مانشستر. لقد أظهرت مدى تماسك المجتمع المحلي وقدرته على الاتحاد لتكريم أحد أبنائه. كما سلطت هذه المشاركة الواسعة الضوء على التأثير العميق الذي يمكن أن يتركه الأفراد في محيطهم. وفي الوقت نفسه، جددت الحادثة المأساوية التي أودت بحياته النقاش حول أهمية السلامة والأمن في الأماكن العامة، تاركةً وراءها إرثاً يدعو إلى نبذ العنف وتقدير الروابط الإنسانية.