المتحف المصري الكبير ينطلق نحو المستقبل الرقمي بشراكة استراتيجية مع "فودافون" و"ليجاسي"

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز تجربة زوار أحد أهم الصروح الثقافية في العالم، تم توقيع اتفاقية شراكة محورية في أواخر نوفمبر 2021، تجمع بين هيئة المتحف المصري الكبير وشركة ليجاسي للتنمية والإدارة، المسؤولة عن تشغيل الخدمات بالمتحف، وشركة فودافون مصر. بموجب هذه الاتفاقية، أصبحت فودافون الشريك التكنولوجي الرسمي والحصري للمتحف، لتتولى مهمة تحويله إلى أول متحف ذكي متكامل في مصر يعتمد على أحدث تقنيات الاتصالات والحلول الرقمية.

خلفية الاتفاقية وأهدافها

يأتي هذا التعاون في إطار الاستعدادات للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. تهدف الشراكة إلى دمج التكنولوجيا المتقدمة في كل جوانب تجربة الزائر، بما يتماشى مع رؤية مصر للتحول الرقمي واستراتيجيتها لتعزيز قطاع السياحة. تسعى الاتفاقية إلى تقديم نموذج عالمي في كيفية إدارة وتشغيل المتاحف الحديثة، من خلال توفير بنية تحتية تكنولوجية قوية تخدم ملايين الزوار المتوقعين سنويًا من جميع أنحاء العالم، وتضمن لهم رحلة ثقافية تفاعلية فريدة من نوعها.

تفاصيل الدور التكنولوجي لفودافون

ستقوم شركة فودافون مصر بتنفيذ مجموعة متكاملة من الخدمات والحلول التكنولوجية الذكية التي ستغطي كافة أنحاء المتحف ومرافقه. يشمل الدور التكنولوجي للشركة عدة محاور رئيسية، من أبرزها:

بنية تحتية متطورة للاتصالات: توفير تغطية شاملة لشبكات الجيل الخامس (5G) وإنترنت لاسلكي (Wi-Fi) عالي السرعة في جميع قاعات العرض والمناطق المفتوحة والمباني الخدمية، لضمان اتصال سلس وموثوق للزوار والموظفين.
تطبيقات وتقنيات تفاعلية: تطوير تطبيق رسمي للهواتف الذكية يوفر للزوار أدوات للملاحة داخل المتحف، ومعلومات تفصيلية عن القطع الأثرية، وجولات افتراضية. كما سيتم استخدام تقنيات الواقع المعزز (AR) لإثراء تجربة مشاهدة المعروضات وإعادة تصورها في سياقها التاريخي الأصلي.
حلول رقمية للزوار: تقديم أنظمة ذكية لحجز التذاكر والدخول، وشاشات عرض تفاعلية، وأنظمة إرشاد رقمية لتسهيل حركة الزوار وتنظيم جولاتهم داخل المتحف.
تأمين وإدارة المنشأة: توفير حلول إنترنت الأشياء (IoT) للمساعدة في تأمين ومراقبة القطع الأثرية الثمينة، بالإضافة إلى أنظمة اتصالات موحدة ومؤمنة لفرق العمل والتشغيل داخل المتحف لضمان كفاءة الإدارة اليومية.

الأهمية والتأثير المتوقع

يُتوقع أن تُحدث هذه الشراكة نقلة نوعية في مفهوم الزيارة المتحفية في مصر والمنطقة. فمن خلال توظيف التكنولوجيا، لن يكون المتحف مجرد مكان لعرض الآثار، بل سيتحول إلى مركز ثقافي حيوي يقدم تجربة تعليمية وترفيهية غامرة. ستسهم هذه الخدمات في جذب شرائح جديدة من الزوار، خاصة فئة الشباب المهتمين بالتكنولوجيا، كما ستعزز من مكانة المتحف المصري الكبير كوجهة سياحية وثقافية رائدة على المستوى العالمي. علاوة على ذلك، يدعم المشروع جهود الدولة المصرية في بناء اقتصاد رقمي قوي، ويقدم نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتطوير البنية التحتية الثقافية والسياحية.

تصريحات رسمية وسياق التوقيع

شهد حفل التوقيع، الذي أقيم في مقر المتحف، حضورًا رفيع المستوى من بينهم وزيري السياحة والآثار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لهيئة المتحف وشركتي فودافون وليجاسي. وأكد المسؤولون خلال الحدث أن هذا المشروع يمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الدولة لتحديث وتطوير المواقع الأثرية والسياحية، ويعكس الحرص على تقديم تجربة تليق بعظمة الحضارة المصرية وتاريخها العريق، مع مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية العالمية.