الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في فلسطين تستنكر جريمة اغتيال هشام الصفطاوي

في تطورات أثارت حالة من الغضب والاستياء الواسعين، أدانت الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في فلسطين بأشد العبارات الاعتداء الآثم والجريمة المروعة التي استهدفت المقدم متقاعد هشام محمد الصفطاوي. وقعت هذه الحادثة المأساوية، التي وصفتها الهيئة بالجريمة المنظمة، قبل أيام قليلة، حيث تم اقتحام منزل الصفطاوي في مخيم النصيرات بقطاع غزة، واغتياله بدم بارد أمام أعين زوجته وأولاده. وقد خلفت هذه الجريمة صدمة عميقة في الأوساط الفلسطينية، ليس فقط بسبب وحشيتها، بل أيضاً نظراً للمكانة التي يحظى بها الصفطاوي كشخصية وطنية بارزة.

تفاصيل الجريمة المروعة

تفيد التقارير الأولية والمعلومات المتوفرة بأن مجموعة مسلحة قامت باقتحام منزل المقدم متقاعد هشام الصفطاوي في مخيم النصيرات، وهو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة. وقع الهجوم في ساعات متأخرة من الليل، مما زاد من فداحة الجرم حيث تم استهداف الضحية في حرمة منزله. وقد أكدت شهادات عائلته أنه قُتل عمداً وعن سابق تخطيط، تحت تهديد السلاح وأمام أفراد أسرته الذين شهدوا لحظات الرعب واليأس. هذا النمط من الهجمات يثير تساؤلات جدية حول الجهات المسؤولة ودوافعها، ويشير إلى محاولة ترهيب أو تصفية حسابات تستهدف شخصيات ذات رمزية خاصة في المجتمع الفلسطيني.

خلفية الضحية: رمز للمقاومة والصمود

لم يكن هشام الصفطاوي مجرد مواطن عادي؛ بل كان يمثل جزءاً أصيلاً من تاريخ النضال الفلسطيني. فقد كان مقدماً متقاعداً في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مما يعني سنوات من الخدمة والعطاء لوطنه. علاوة على ذلك، كان الصفطاوي أسيراً محرراً، أمضى فترة من حياته في سجون الاحتلال، وهي تجربة تضفي عليه هالة من الاحترام والتقدير في المجتمع الفلسطيني. الأهم من ذلك، أنه كان والد الشهيدين، وهو لقب يجسد أقصى درجات التضحية في الثقافة الفلسطينية. هذه الخلفية الغنية بالنضال والتضحية تجعل من اغتياله ليس مجرد جريمة فردية، بل استهدافاً لرمز وطني، مما يعمق الجرح ويثير مشاعر الغضب والانتقام بين صفوف الشعب الفلسطيني.

موقف الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين

جاء بيان الإدانة الصادر عن الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في فلسطين ليعكس عمق الغضب الشعبي والمؤسسي تجاه هذه الجريمة. تمثل هذه الهيئة شريحة واسعة ومهمة من المجتمع الفلسطيني، تضم الآلاف من العسكريين السابقين الذين كرسوا حياتهم لخدمة القضية الفلسطينية. إدانتها القوية تؤكد على رفضها القاطع لأي شكل من أشكال العنف الذي يستهدف الشخصيات الوطنية، وتشدد على ضرورة حماية أمن المواطنين وكرامتهم. وقد طالبت الهيئة بفتح تحقيق فوري وشامل لكشف ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للعدالة، مؤكدة على أن التهاون في مثل هذه القضايا يقوض السلم الأهلي ويهدد النسيج الاجتماعي.

السياق الأوسع وتداعيات الحادثة

تأتي جريمة اغتيال هشام الصفطاوي في سياق عام يتسم بالتوترات والتحديات الأمنية المستمرة في الأراضي الفلسطينية. إن استهداف شخصية مثل الصفطاوي، له خلفيته العسكرية والنضالية ورمزية والد الشهيدين، يحمل دلالات خطيرة على استمرارية العنف وغياب الأمن. هذا الحادث لا يؤثر فقط على عائلة الضحية ومحيطه المباشر، بل يمتد تأثيره ليشمل المجتمع الفلسطيني بأسره، حيث يغذي الشعور بعدم الأمان ويزيد من حالة الاحتقان. إن تداعيات مثل هذه الجرائم تشمل:

تأجيج حالة الغضب الشعبي: مما قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة ومطالبات قوية بإنهاء الفلتان الأمني.
تآكل الثقة في أجهزة الأمن: إذا لم يتم الكشف عن الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة، فإن ذلك قد يضعف ثقة الجمهور في قدرة السلطات على حفظ الأمن.
المساس بالسلم الأهلي: استهداف شخصيات بهذا الحجم قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الداخلية ونشوب صراعات جانبية.
تسليط الضوء على الحاجة الملحة للعدالة: يعيد هذا الحادث التأكيد على ضرورة وجود نظام قضائي فعال وقادر على محاسبة الجناة بغض النظر عن انتماءاتهم.

إن الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، في بيانها، لم تكتفِ بالإدانة فحسب، بل أكدت على متابعتها الحثيثة لتطورات التحقيق، ودعت جميع الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة لضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجريمة من العقاب. إن هذا العمل المروع يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ولقواعد الأخلاق، ويجب أن يكون نقطة تحول نحو تعزيز سيادة القانون وحماية كرامة المواطنين في فلسطين.